!!! القَرحَةُ الهضميَّة !!!
+2
وسام خريسات
assemDz
6 مشترك
مركز الإعتمادات العربى :: الأقسام العامة General Section :: المنتدى العام :: قسم الصحة و الوقاية و النصائح الطبية
صفحة 1 من اصل 1
!!! القَرحَةُ الهضميَّة !!!
القَرحَةُ الهضميَّة هي تقرُّحٌ في بطانة المعدة أو العفج "الاثناعشري"، الذي هو القطعةُ الأُولى من الأمعاء الدقيقة. إنَّ ألم المَعِدة الحارق هو أكثر أعراض القَرحَة الهضميَّة شيوعاً، ومن صفات هذا الألم أنَّه: • يظهر ويختفي لمدَّة أيَّام قليلة أو أسابيع. • قد يكون مُزعجاً بشكل أكبر عندما يكون المريضُ جائعاً. • يختفي هذا الألمُ بعدَ تناول الطعام عادة. تحدث القَرحَةُ الهضمية عندما تقوم الأحماضُ التي تساعد على هضم الطعام في المعدة بإيذاء جدران المعدة أو العفج "الاثناعشري"، والسببُ الأكثر شيوعاً لذلك هو التهاب تُسبِّبه جرثومةٌ تُدعى الهيليكوباكتر بيلوري أوالمَلوِيَّة البَوَّابية. كما أنَّ هناك سبباً آخر للقَرحَة الهضمية ألا وهو استخدامُ مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة، مثل الأسبرين والبروفين لفترات طويلة. إنَّ الإجهاد والأطعمة المُبهَّرة لا تُسبِّب القَرحَة، ولكنَّها يُمكن أن تجعلها تتفاقم. تتفاقم القَرحَةُ الهضمية إذا لم تعالج. وقد يشمل العلاجُ استعمالَ أدوية لمنع إفراز أحماض المعدة، أو استخدام المضادَّات الحيوية لقتل الجرثومة المسبِّبة للقَرحَة. إنَّ الامتناعَ عن التدخين وتجنُّب تناول الكحول يمكن أن يكون مُفيداً، كما أنَّ الجراحةَ قد تُساعد على علاج القَرحَة التي لا تلتئم.
مقدمة
القَرحَةُ الهضميَّة هي تقرُّحٌ في بطانة المعدة أو في الاثناعشري؛ وهو القطعةُ الأُولى من الأمعاء الدقيقة. ويُمكن أن تحدثَ القَرحَةُ الهضميَّة في المريء أيضاً. يُصاب واحدٌ من كلِّ عشرة أشخاص بالقَرحَة الهضميَّة في وقت ما من أوقات حياتهم. وتعدُّ الإصابةُ بالقَرحَة الهضميَّة شائعة جدَّاً في جميع أنحاء العالم. ومن الممكن أن تسبِّبَ القَرحَةُ الهضميَّة مشاكلَ صحيَّةً خطيرة إذا لم تُعالج. يُساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم القَرحَة الهضميَّة بصورة أفضل، بما في ذلك أسبابُها، وما الذي يُمكن فعله لمُعالجتها.
التشريح
المَعِدةُ عُضوٌ مُجوَّف يوجد في أعلى البطن تحت الأضلاع. يمرُّ الطعامُ بعدَ ابتلاعه عبر أُنبوب طويل، يُدعى المريءَ، إلى المَعِدة، حيث تبدأ الأحماض بتفتيته. وتُدعى هذه العمليَّةُ باسم "الهضم". تقوم عضلاتُ موجودة في جِدار المَعدة بدفع السائل الناتج عن عمليَّة الهضم إلى الأمعاء الدقيقة. يتكوَّن جدارُ المَعِدة من عدَّة طبقات من الأنسجة المُختلفة.
القَرحَةُ الهضميّة
القَرحَةُ الهضميَّة هي تقرُّحٌ في بطانة المعدة أو الاثناعشري، وهو القطعةُ الأُولى من الأمعاء الدقيقة. تُسبِّب القَرحَةُ الهضميَّة ألماً كليلاً أو ألماً حارقاً في المَعِدة عادة. ويُمكن أن تسبِّبَ القَرحَةُ الهضميَّة، إذا لم تُعالج، مشاكلَ أُخرى أشدَّ خُطورةً على الصحَّة. تُسمَّى القَرحَةُ الهضميَّة التي تحدث في المَعِدة القَرحَةَ المَعِديَّة، أمَّا القَرحَةُ الهضميَّة التي تحدث في الاثناعشري فتُسمَّى القَرحَةَ العفجيَّة أو الاثناعشريَّة. يُمكن أن تحدثَ القَرحَةُ الهضميَّة في المريء فوق المَعِدة مُباشرة، ولكنَّ هذا أمر نادر. يُعاني كثيرٌ من الناس من القَرحَة الهضميَّة، بل إنَّ بعضهم يُمكن أن يُعاني من القَرحَة المعديَّة والقَرحَة الاثناعشريَّة في الوقت نفسه. قد يُعاني بعضُ الناس من القَرحَة الهضميَّة أكثر من مرَّة خلال حياتهم. ولكنَّ القَرحَةَ الهضميّة، ولله الحمد، قابلةٌ للعلاج بنجاح. وتُعدُّ مُراجعةُ الطبيب هي الخطوة الأولى من أجل ذلك.
الأعراض
إنَّ العرضَ الأكثر شيوعاً للقَرحَة الهضميَّة هو شعور المريض بألم كليل أو حارق في مَعِدته. يُمكن أن يشعرَ المريضُ بألم القَرحَة الهضميَّة في أيِّ مكان من البطن بين السُّرَّة والقَصِّ. ومن صفات هذا الألم أنَّه غالباً ما:
* يبدأ بين الوجبات أو خلال الليل.
* يختفي لوقت قصير إذا تناولَ المريضُ طعاماً أو دواء مُضادَّاً للحموضة.
* يستمرُّ من بضع دقائق إلى عدَّة ساعات.
* يظهر ويختفي لمدَّة عدَّة أيّام أو أسابيع.
وقد يكون من الأعراض الأُخرى للقَرحَة الهضميَّة:
* نقص الوزن.
* فقدان الشهيَّة.
* النفخة.
* التجشُّؤ.
* التقيُّؤ.
* شعور المريض بانزعاج في مَعِدته.
قد يكون المريضُ مُصاباً بالقَرحَة الهضميَّة، حتَّى عندما تكون الأعراضُ خفيفة، وعليه مُراجعة الطبيب للتحدُّث عن هذه الأعراض. إنَّ القَرحَة الهضميَّة قد تتطوَّر بشكل سيِّئ إذا لم تُعالج. قد تكون أعراضُ القَرحَة الهضميَّة شديدةَ الشبه بأعراض النوبة القلبيَّة. ينبغي أن تُؤخذ هذه الأعراضُ بجدِّية بالغة، لأنَّها قد تكون علامةً على حدوث نوبة قلبية. يجب اللجوءُ إلى الطبيب فوراً إذا تعرَّض المريضُ لأعراض أكثر خطورة، مثل:
* ألم شديد مُفاجئ مُستمر في المَعِدة.
* براز داكن أو مُدمَّى.
* قيء مُدمَّى أو قيء يبدو مثل رواسب أو طُحل القهوة.
قد تكون هذه الأعراضُ الخطيرة مُؤشِّراً على أنَّ القَرحَةَ قد فتحت أحد الأوعية الدمويَّة، أو أنَّها اخترقت جدار المَعِدة أو الاثناعشري. كما أنَّها قد تدلُّ أيضاً على أنَّ الطعامَ قد توقَّف عن الحركة من المعِدة إلى الاثناعشري، وقد يكون المريضُ بحاجة إلى عمليَّة جراحيَّة لتدارك هذه المشكلة.
الأسباب
تحدث مُعظمُ إصابات القَرحَة الهضميَّة بسبب التهاب تُسبِّبه جرثومة تُدعى المَلويَّة البوَّابيَّة، كما أنَّ مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة، كالأسبرين والبروفين، هي من الأسباب الشائعة للقَرحَة الهضميَّة أيضاً. الملويَّةُ البوَّابيَّة من أكثر أسباب القَرحَة الهضميَّة شيوعاً، وهي يُمكن أن تنتشرَ عن طريق الطعام أو الماء المُلوَّثين، أو عبر الاتِّصال من فم لفم كما في التقبيل مثلاً. ولكنَّ كثيراً من الناس الذين يحملون هذه الجرثومة لا تحدث عندهم قَرحَةٌ هضميَّة أبداً. إنَّ الاستعمالَ المُتكرِّر لمُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة هو السبب الثاني الأكثر شيوعاً للقَرحَة الهضميَّة. تحدث القَرحَةُ الهضميَّةُ الناجمة عن استعمال مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة غالباً عند الناس الذين:
* بلغوا أو تجاوزوا الستِّين من العمر.
* الإناث.
* استعملوا مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة لفترة طويلة.
* أُصيبوا بالقَرحَة الهضميَّة من قبل.
إنَّ الأسباب الأُخرى للقَرحَة الهضميَّة نادرة. وأحدُ الأسباب النادرة هي مُتلازمة زولينجر ـ أليسون، وهي مرضٌ يُفرِز فيه الجسمُ كمِّيَّات كبيرة من الحموض في المَعِدة. وهذا ما يُؤذي بطانةَ المَعِدة أو الاثناعشري. لا تُسبِّب الشدَّةُ النفسيَّة أو الأطعمة المُبهَّرة الإصابةَ بالقَرحَة الهضميَّة، ولكنَّها يُمكن أن تجعلَ أعراضَ القَرحَة أكثر سوءاً.
التشخيص
يجب أن يُخبر المريضُ الطبيبَ عن الأعراض التي يشكو منها والأدوية التي يستعملها، وعليه عدم إغفال الإشارة إلى تلك الأدوية التي يستعملها دون وصفة طبيَّة، كالأسبرين أو البروفين أو النابروكسين. وهذه الأدويةُ (مضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية) كلُّها تُباع بكثرة من غير وصفة طبيَّة. يقوم الطبيبُ بفحص دم المريض أو برازه أو نَفَسه ليعرف ما إذا كان مُصاباً بالملويَّة البوَّابيَّة. كما قد يرغب الطبيبُ أيضاً بإلقاء نظرة على المَعِدة والاثناعشري من الداخل، وذلك بإجراء تنظير داخليٍّ أو سلسلة صور شعاعية هضميَّة عُلوية، وهي نوعٌ من التصوير بالأشعَّة السينيَّة. إنَّ هذين الإجرائين غير مُؤلمين. يُعطى المريضُ عند إجراء التنظير الداخليِّ دواءً ليسترخي، ثُمَّ يُدخِل الطبيبُ أُنبوباً عبر فم المريض إلى المَعِدة والاثناعشري، ورُبَّما يأخذ أيضاً قطعةً صغيرة من النسيج لفحصها بواسطة المجهر، حيث تُدعى هذه العمليَّةُ الخَزعةَ أو الاختزاع. عندَ إجراء سلسلة شعاعية هضميَّة عُلوية، يشرب المريض نوعاً من السائل يُدعى الباريوم، حيث يجعل الباريوم المَعِدة والاثناعشري يظهران بوضوح على صور الأشعَّة السينيَّة.
المُعالجة
إذا كان المريضُ يُعاني من قَرحَة هضميَّة، فإنَّه يُمكن مُعالجتها، بل وشفاؤها أيضاً. قد يقوم الطبيبُ بوصف عدد من الأدوية المُختلفة، وذلك اعتماداً على الأسباب التي أدَّت إلى القَرحَة عند هذا المريض. قد يقوم الطبيبُ بوصف مُضادَّات حيويَّة إذا كان سببُ القَرحَة هو الملويَّة البوَّابيَّة. إنَّ المُضادَّات الحيويَّة أدويةٌ تُستعمَل لمُعالجة الالتهابات التي تُسبِّبها الجراثيم. أمَّا إذا كانت مضادَّاتُ الالتهاب غير الستيروئيديَّة هي التي سبَّبت القَرحَة، فإنَّ الطبيب يمكن أن يطلبَ من المريض:
* أن يتوقَّف عن تناول هذه الأدوية.
* أو يخفِّف الجرعةَ التي يتناولها من هذه الأدوية.
* أو يتناول أدويةً إضافيَّة لتخفيف حُموضة المَعِدة.
* أو التحوُّل إلى نوع آخر من الأدوية لا يُسبِّب القَرحَة.
تقوم بعضُ الأدوية التي قد يصفها الطبيبُ بتخفيف حُموضة المَعِدة وحماية بطانة المَعِدة والاثناعشري. يُؤدِّي تناولُ هذه الأدوية إلى التخلُّص من الألم والمُساعدة على شفاء القَرحَة. إنّ الببتوبزمول® هو أحدُ الأمثلة على هذا النوع من الأدوية. تُؤدِّي الأدويةُ في كثير من الحالات إلى شفاء القَرحَة. إذا كان سبب القرحة هو الملوية البوابية؛ فيجب على المريض تناولُ كامل كميَّة المُضادَّات الحيويَّة والأدوية الأُخرى التي وصفها الطبيب. تشفى القَرحَةُ والالتهاب فقط عندما يقوم المريضُ بتناول كُلِّ الأدوية كما قرَّرها له الطبيب بالضَّبط. ينبغي على المريض إخبار طبيبه إذا جعلته الأدويةُ يشعر بالغثيان أو الدوخة، أو إذا سبَّبت له هذه الأدوية الإسهال أو الصداع. ومن الممكن أن يقومَ الطبيبُ بتغيير الدواء في هذه الحالات. قد تكون الجراحةُ ضروريَّةً في حالات نادرة للمُساعدة على شفاء القَرحَة. كما قد يحتاج المريضُ إلى الجراحة إذا كانت القَرحَة عنده:
* لا تشفى رغم المُعالجة.
* تعود ثانية باستمرار بعدَ المُعالجة.
* تنزف.
* قد اخترقت جدار المَعِدة أو الاثناعشري.
* تمنع خروجَ الطعام من المَعِدة.
تستطيع الجراحةُ إزالةَ القَرحَة، وتخفيف كميَّة الحمض في المَعِدة. ينبغي على المريض الامتناع عن التدخين إذا كان مُدخِّناً، كما أنَّ عليه تجنُّب الكحول. إنَّ التدخين والكحول يُبطئان شفاءَ القرحات، بل يمكن أن يؤدِّيا إلى تفاقم الحالة أيضاً. يُمكن أن تعودَ القَرحَةُ الهضميَّة ثانيةً إذا دخَّن المريضُ أو تناول مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة. وقد يقوم الطبيبُ بتغيير الدواء أو إعطاء أدوية إضافيَّة للمُساعدة على الحماية من القَرحَة إذا كان المريضُ يحتاج إلى تناول مضادِّ التهاب غير ستيروئيدي.
الوقايةُ من القَرحَة الهضميَّة
يحتاج الشخصُ للوقاية من القَرحَة التي تُسبِّبها الملويَّة البوابيَّة إلى الحماية من احتمال التعرُّض للعدوى بهذا النوع من الجراثيم. لذا فإنَّ عليه:
* غسل يديه بالماء والصابون بعدَ استعمال المرحاض وقبل الطعام.
* تناول الطعام النظيف المطهو جيِّداً.
* استعمال الماء للشرب من مصدر نظيف آمن.
وللمساعدة على الوقاية من القَرحَة التي تُسبِّبها مضادَّاتُ الالتهاب غير الستيروئيديَّة، فإنَّ على الشخص:
* التوقُّف عن تناول هذه الأدوية إذا كان ذلك مُمكناً.
* تناول مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة خلال الوجبات، إذا استمرَّت حاجة المريض إليها.
* استعمال أقل جرعة مُمكنة من هذه الأدوية.
* الاستفسار من الطبيب عن الأدوية التي يُمكن أن يستعملَها المريضُ لحماية المَعِدة والاثناعشري لديه في أثناء تناوله مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة.
الخُلاصة
القَرحَةُ الهضميَّة هي تقرُّح في بطانة المعدة أو الاثناعشريأو المريء.
إنَّ جرثومةً تُدعى الهيليكوباكتر بيلوري أوالمَلوِيَّة البَوَّابية هي السبب الأكثر شيوعا للقَرحَة الهضميَّة. كما أنَّ استخدامَ مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة، مثل الأسبرين والبروفين، هو السبب الثاني للقَرحَة الهضمية. لا تُسبِّب الشدَّةُ النفسيَّة، ولا تناول الأطعمة المُبهَّرة القَرحَة، ولكنَّها، مثلها مثل التدخين أو تناول الكحول، يُمكن أن تجعل أعراضَ القَرحَة أشدَّ سوءاً. تُستعمل المُضادَّاتُ الحيويَّة لقتل الجراثيم إذا كان سببُ القَرحَة الهضميَّة هو الملويَّة البوَّابيَّة. أمَّا إذا كان سببُ القَرحَة هو استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة، فإنَّ الطبيبَ يُقرِّر المُعالجةَ المُناسبة. قد يتعرَّض الناسُ للإصابة بالقرحة الهضميَّة أكثر من مرَّة في حياتهم. يُمكن مُعالجةُ القَرحَة الهضميَّة بنجاح، علماً بأنَّ مُراجعةَ الطبيب هي الخطوة الأُولى في طريق العلاج.
مقدمة
القَرحَةُ الهضميَّة هي تقرُّحٌ في بطانة المعدة أو في الاثناعشري؛ وهو القطعةُ الأُولى من الأمعاء الدقيقة. ويُمكن أن تحدثَ القَرحَةُ الهضميَّة في المريء أيضاً. يُصاب واحدٌ من كلِّ عشرة أشخاص بالقَرحَة الهضميَّة في وقت ما من أوقات حياتهم. وتعدُّ الإصابةُ بالقَرحَة الهضميَّة شائعة جدَّاً في جميع أنحاء العالم. ومن الممكن أن تسبِّبَ القَرحَةُ الهضميَّة مشاكلَ صحيَّةً خطيرة إذا لم تُعالج. يُساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم القَرحَة الهضميَّة بصورة أفضل، بما في ذلك أسبابُها، وما الذي يُمكن فعله لمُعالجتها.
التشريح
المَعِدةُ عُضوٌ مُجوَّف يوجد في أعلى البطن تحت الأضلاع. يمرُّ الطعامُ بعدَ ابتلاعه عبر أُنبوب طويل، يُدعى المريءَ، إلى المَعِدة، حيث تبدأ الأحماض بتفتيته. وتُدعى هذه العمليَّةُ باسم "الهضم". تقوم عضلاتُ موجودة في جِدار المَعدة بدفع السائل الناتج عن عمليَّة الهضم إلى الأمعاء الدقيقة. يتكوَّن جدارُ المَعِدة من عدَّة طبقات من الأنسجة المُختلفة.
القَرحَةُ الهضميّة
القَرحَةُ الهضميَّة هي تقرُّحٌ في بطانة المعدة أو الاثناعشري، وهو القطعةُ الأُولى من الأمعاء الدقيقة. تُسبِّب القَرحَةُ الهضميَّة ألماً كليلاً أو ألماً حارقاً في المَعِدة عادة. ويُمكن أن تسبِّبَ القَرحَةُ الهضميَّة، إذا لم تُعالج، مشاكلَ أُخرى أشدَّ خُطورةً على الصحَّة. تُسمَّى القَرحَةُ الهضميَّة التي تحدث في المَعِدة القَرحَةَ المَعِديَّة، أمَّا القَرحَةُ الهضميَّة التي تحدث في الاثناعشري فتُسمَّى القَرحَةَ العفجيَّة أو الاثناعشريَّة. يُمكن أن تحدثَ القَرحَةُ الهضميَّة في المريء فوق المَعِدة مُباشرة، ولكنَّ هذا أمر نادر. يُعاني كثيرٌ من الناس من القَرحَة الهضميَّة، بل إنَّ بعضهم يُمكن أن يُعاني من القَرحَة المعديَّة والقَرحَة الاثناعشريَّة في الوقت نفسه. قد يُعاني بعضُ الناس من القَرحَة الهضميَّة أكثر من مرَّة خلال حياتهم. ولكنَّ القَرحَةَ الهضميّة، ولله الحمد، قابلةٌ للعلاج بنجاح. وتُعدُّ مُراجعةُ الطبيب هي الخطوة الأولى من أجل ذلك.
الأعراض
إنَّ العرضَ الأكثر شيوعاً للقَرحَة الهضميَّة هو شعور المريض بألم كليل أو حارق في مَعِدته. يُمكن أن يشعرَ المريضُ بألم القَرحَة الهضميَّة في أيِّ مكان من البطن بين السُّرَّة والقَصِّ. ومن صفات هذا الألم أنَّه غالباً ما:
* يبدأ بين الوجبات أو خلال الليل.
* يختفي لوقت قصير إذا تناولَ المريضُ طعاماً أو دواء مُضادَّاً للحموضة.
* يستمرُّ من بضع دقائق إلى عدَّة ساعات.
* يظهر ويختفي لمدَّة عدَّة أيّام أو أسابيع.
وقد يكون من الأعراض الأُخرى للقَرحَة الهضميَّة:
* نقص الوزن.
* فقدان الشهيَّة.
* النفخة.
* التجشُّؤ.
* التقيُّؤ.
* شعور المريض بانزعاج في مَعِدته.
قد يكون المريضُ مُصاباً بالقَرحَة الهضميَّة، حتَّى عندما تكون الأعراضُ خفيفة، وعليه مُراجعة الطبيب للتحدُّث عن هذه الأعراض. إنَّ القَرحَة الهضميَّة قد تتطوَّر بشكل سيِّئ إذا لم تُعالج. قد تكون أعراضُ القَرحَة الهضميَّة شديدةَ الشبه بأعراض النوبة القلبيَّة. ينبغي أن تُؤخذ هذه الأعراضُ بجدِّية بالغة، لأنَّها قد تكون علامةً على حدوث نوبة قلبية. يجب اللجوءُ إلى الطبيب فوراً إذا تعرَّض المريضُ لأعراض أكثر خطورة، مثل:
* ألم شديد مُفاجئ مُستمر في المَعِدة.
* براز داكن أو مُدمَّى.
* قيء مُدمَّى أو قيء يبدو مثل رواسب أو طُحل القهوة.
قد تكون هذه الأعراضُ الخطيرة مُؤشِّراً على أنَّ القَرحَةَ قد فتحت أحد الأوعية الدمويَّة، أو أنَّها اخترقت جدار المَعِدة أو الاثناعشري. كما أنَّها قد تدلُّ أيضاً على أنَّ الطعامَ قد توقَّف عن الحركة من المعِدة إلى الاثناعشري، وقد يكون المريضُ بحاجة إلى عمليَّة جراحيَّة لتدارك هذه المشكلة.
الأسباب
تحدث مُعظمُ إصابات القَرحَة الهضميَّة بسبب التهاب تُسبِّبه جرثومة تُدعى المَلويَّة البوَّابيَّة، كما أنَّ مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة، كالأسبرين والبروفين، هي من الأسباب الشائعة للقَرحَة الهضميَّة أيضاً. الملويَّةُ البوَّابيَّة من أكثر أسباب القَرحَة الهضميَّة شيوعاً، وهي يُمكن أن تنتشرَ عن طريق الطعام أو الماء المُلوَّثين، أو عبر الاتِّصال من فم لفم كما في التقبيل مثلاً. ولكنَّ كثيراً من الناس الذين يحملون هذه الجرثومة لا تحدث عندهم قَرحَةٌ هضميَّة أبداً. إنَّ الاستعمالَ المُتكرِّر لمُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة هو السبب الثاني الأكثر شيوعاً للقَرحَة الهضميَّة. تحدث القَرحَةُ الهضميَّةُ الناجمة عن استعمال مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة غالباً عند الناس الذين:
* بلغوا أو تجاوزوا الستِّين من العمر.
* الإناث.
* استعملوا مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة لفترة طويلة.
* أُصيبوا بالقَرحَة الهضميَّة من قبل.
إنَّ الأسباب الأُخرى للقَرحَة الهضميَّة نادرة. وأحدُ الأسباب النادرة هي مُتلازمة زولينجر ـ أليسون، وهي مرضٌ يُفرِز فيه الجسمُ كمِّيَّات كبيرة من الحموض في المَعِدة. وهذا ما يُؤذي بطانةَ المَعِدة أو الاثناعشري. لا تُسبِّب الشدَّةُ النفسيَّة أو الأطعمة المُبهَّرة الإصابةَ بالقَرحَة الهضميَّة، ولكنَّها يُمكن أن تجعلَ أعراضَ القَرحَة أكثر سوءاً.
التشخيص
يجب أن يُخبر المريضُ الطبيبَ عن الأعراض التي يشكو منها والأدوية التي يستعملها، وعليه عدم إغفال الإشارة إلى تلك الأدوية التي يستعملها دون وصفة طبيَّة، كالأسبرين أو البروفين أو النابروكسين. وهذه الأدويةُ (مضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية) كلُّها تُباع بكثرة من غير وصفة طبيَّة. يقوم الطبيبُ بفحص دم المريض أو برازه أو نَفَسه ليعرف ما إذا كان مُصاباً بالملويَّة البوَّابيَّة. كما قد يرغب الطبيبُ أيضاً بإلقاء نظرة على المَعِدة والاثناعشري من الداخل، وذلك بإجراء تنظير داخليٍّ أو سلسلة صور شعاعية هضميَّة عُلوية، وهي نوعٌ من التصوير بالأشعَّة السينيَّة. إنَّ هذين الإجرائين غير مُؤلمين. يُعطى المريضُ عند إجراء التنظير الداخليِّ دواءً ليسترخي، ثُمَّ يُدخِل الطبيبُ أُنبوباً عبر فم المريض إلى المَعِدة والاثناعشري، ورُبَّما يأخذ أيضاً قطعةً صغيرة من النسيج لفحصها بواسطة المجهر، حيث تُدعى هذه العمليَّةُ الخَزعةَ أو الاختزاع. عندَ إجراء سلسلة شعاعية هضميَّة عُلوية، يشرب المريض نوعاً من السائل يُدعى الباريوم، حيث يجعل الباريوم المَعِدة والاثناعشري يظهران بوضوح على صور الأشعَّة السينيَّة.
المُعالجة
إذا كان المريضُ يُعاني من قَرحَة هضميَّة، فإنَّه يُمكن مُعالجتها، بل وشفاؤها أيضاً. قد يقوم الطبيبُ بوصف عدد من الأدوية المُختلفة، وذلك اعتماداً على الأسباب التي أدَّت إلى القَرحَة عند هذا المريض. قد يقوم الطبيبُ بوصف مُضادَّات حيويَّة إذا كان سببُ القَرحَة هو الملويَّة البوَّابيَّة. إنَّ المُضادَّات الحيويَّة أدويةٌ تُستعمَل لمُعالجة الالتهابات التي تُسبِّبها الجراثيم. أمَّا إذا كانت مضادَّاتُ الالتهاب غير الستيروئيديَّة هي التي سبَّبت القَرحَة، فإنَّ الطبيب يمكن أن يطلبَ من المريض:
* أن يتوقَّف عن تناول هذه الأدوية.
* أو يخفِّف الجرعةَ التي يتناولها من هذه الأدوية.
* أو يتناول أدويةً إضافيَّة لتخفيف حُموضة المَعِدة.
* أو التحوُّل إلى نوع آخر من الأدوية لا يُسبِّب القَرحَة.
تقوم بعضُ الأدوية التي قد يصفها الطبيبُ بتخفيف حُموضة المَعِدة وحماية بطانة المَعِدة والاثناعشري. يُؤدِّي تناولُ هذه الأدوية إلى التخلُّص من الألم والمُساعدة على شفاء القَرحَة. إنّ الببتوبزمول® هو أحدُ الأمثلة على هذا النوع من الأدوية. تُؤدِّي الأدويةُ في كثير من الحالات إلى شفاء القَرحَة. إذا كان سبب القرحة هو الملوية البوابية؛ فيجب على المريض تناولُ كامل كميَّة المُضادَّات الحيويَّة والأدوية الأُخرى التي وصفها الطبيب. تشفى القَرحَةُ والالتهاب فقط عندما يقوم المريضُ بتناول كُلِّ الأدوية كما قرَّرها له الطبيب بالضَّبط. ينبغي على المريض إخبار طبيبه إذا جعلته الأدويةُ يشعر بالغثيان أو الدوخة، أو إذا سبَّبت له هذه الأدوية الإسهال أو الصداع. ومن الممكن أن يقومَ الطبيبُ بتغيير الدواء في هذه الحالات. قد تكون الجراحةُ ضروريَّةً في حالات نادرة للمُساعدة على شفاء القَرحَة. كما قد يحتاج المريضُ إلى الجراحة إذا كانت القَرحَة عنده:
* لا تشفى رغم المُعالجة.
* تعود ثانية باستمرار بعدَ المُعالجة.
* تنزف.
* قد اخترقت جدار المَعِدة أو الاثناعشري.
* تمنع خروجَ الطعام من المَعِدة.
تستطيع الجراحةُ إزالةَ القَرحَة، وتخفيف كميَّة الحمض في المَعِدة. ينبغي على المريض الامتناع عن التدخين إذا كان مُدخِّناً، كما أنَّ عليه تجنُّب الكحول. إنَّ التدخين والكحول يُبطئان شفاءَ القرحات، بل يمكن أن يؤدِّيا إلى تفاقم الحالة أيضاً. يُمكن أن تعودَ القَرحَةُ الهضميَّة ثانيةً إذا دخَّن المريضُ أو تناول مُضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة. وقد يقوم الطبيبُ بتغيير الدواء أو إعطاء أدوية إضافيَّة للمُساعدة على الحماية من القَرحَة إذا كان المريضُ يحتاج إلى تناول مضادِّ التهاب غير ستيروئيدي.
الوقايةُ من القَرحَة الهضميَّة
يحتاج الشخصُ للوقاية من القَرحَة التي تُسبِّبها الملويَّة البوابيَّة إلى الحماية من احتمال التعرُّض للعدوى بهذا النوع من الجراثيم. لذا فإنَّ عليه:
* غسل يديه بالماء والصابون بعدَ استعمال المرحاض وقبل الطعام.
* تناول الطعام النظيف المطهو جيِّداً.
* استعمال الماء للشرب من مصدر نظيف آمن.
وللمساعدة على الوقاية من القَرحَة التي تُسبِّبها مضادَّاتُ الالتهاب غير الستيروئيديَّة، فإنَّ على الشخص:
* التوقُّف عن تناول هذه الأدوية إذا كان ذلك مُمكناً.
* تناول مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة خلال الوجبات، إذا استمرَّت حاجة المريض إليها.
* استعمال أقل جرعة مُمكنة من هذه الأدوية.
* الاستفسار من الطبيب عن الأدوية التي يُمكن أن يستعملَها المريضُ لحماية المَعِدة والاثناعشري لديه في أثناء تناوله مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة.
الخُلاصة
القَرحَةُ الهضميَّة هي تقرُّح في بطانة المعدة أو الاثناعشريأو المريء.
إنَّ جرثومةً تُدعى الهيليكوباكتر بيلوري أوالمَلوِيَّة البَوَّابية هي السبب الأكثر شيوعا للقَرحَة الهضميَّة. كما أنَّ استخدامَ مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة، مثل الأسبرين والبروفين، هو السبب الثاني للقَرحَة الهضمية. لا تُسبِّب الشدَّةُ النفسيَّة، ولا تناول الأطعمة المُبهَّرة القَرحَة، ولكنَّها، مثلها مثل التدخين أو تناول الكحول، يُمكن أن تجعل أعراضَ القَرحَة أشدَّ سوءاً. تُستعمل المُضادَّاتُ الحيويَّة لقتل الجراثيم إذا كان سببُ القَرحَة الهضميَّة هو الملويَّة البوَّابيَّة. أمَّا إذا كان سببُ القَرحَة هو استعمال مضادَّات الالتهاب غير الستيروئيديَّة، فإنَّ الطبيبَ يُقرِّر المُعالجةَ المُناسبة. قد يتعرَّض الناسُ للإصابة بالقرحة الهضميَّة أكثر من مرَّة في حياتهم. يُمكن مُعالجةُ القَرحَة الهضميَّة بنجاح، علماً بأنَّ مُراجعةَ الطبيب هي الخطوة الأُولى في طريق العلاج.
assemDz- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 386
التقييم : -1
احترام قوانين المنتدى :
رد: !!! القَرحَةُ الهضميَّة !!!
[size=40]شكراً لك[/size]
nnn2- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 4858
التقييم : 3
العمر : 27
احترام قوانين المنتدى :
رد: !!! القَرحَةُ الهضميَّة !!!
شكرا الك على الموضوع المميز
amir sid- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 3364
التقييم : 0
العمر : 26
احترام قوانين المنتدى :
رد: !!! القَرحَةُ الهضميَّة !!!
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
مركز الإعتمادات العربى :: الأقسام العامة General Section :: المنتدى العام :: قسم الصحة و الوقاية و النصائح الطبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى