كيف ينقص ايمان الشخص بالمعاصي

باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية على إرادة نفي كماله
)– عن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: ( لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْني وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وزَادَ في رِوايَةٍ: وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصارَهُمْ فِيها حِينَ يَنْتَهِبُها وَهُوَ مُؤْمِنٌ. )
التعريف بالراوي:
أبو هريرة الدوسي اليماني، عبد الرحمن بن صخر، أسلم في العام السابع، ولقب بأبي هريرة؛ لأنه كان يحمل هرًا في كمه، من أوعية العلم، وهو أكثر الصحابة (رضي الله عنهم) رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للحديث، وتُوفي (رضي الله عنه) سنة سبع وخمسين للهجرة.
معاني المفردات:
قوله: "ولا ينتهب نهبة ذات شرف": أي لا يختلس شيئا له قيمة عالية.
المعنى الإجمالي:
يحذر الحديث من ارتكاب الكبائر، ويخوف من عاقبة فعلها، ويهدد بضياع الإيمان عن العبد حالة ارتكاب المنكر، فيضعف إيمانه، ولا يزال الإيمان يضعف ويتناقص بالمعاصي حتى يخشى على صاحبه من الكفر والعياذ بالله، وعليه فالاستهانة بارتكاب المعصية تؤدي إلى الاستهانة بالآمر الناهي، ولا تزال المعصية تترك نكتة سوداء في قلب صاحبها حتى يطبع الله عليه، ويختم على صدره، فيكون من أهل النار.
يلفت الحديث الانتباه إلى أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة والعبادة والذكر والفكر، وينقص بالمعاصي والكبائر والذنوب، وأن نفي الإيمان في الحديث يقصد به نفي الكمال لا نفي أصل الإيمان، وهذا يعني أن هذه المعاصي لا يفعلها العبد وهو كامل الإيمان.
ما يؤخذ من الحديث:
1- الزاني وشارب الخمر والسارق يدخلون في هذا الوعيد.
2- الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص.
3- الابتعاد عن هذه الأمور المنهي عنها في الحديث ليحافظ المرء على دينه وإيمانه.