آية واحدة تكفي لصلاح الناس!


من بركة القرآن الكريم، أن هناك جملة وافرة جداً من الآيات، تكفي الواحدة منها لإصلاح الناس وإيقاف شقاء الإنسان. بل؛ جزء من آية أحياناً؛ وسأضرب أمثلة للآيات التي يمكنها إصلاح الناس، أو الأمة أو المجتمع؛ ولكن؛ البلاء هو من هذا الإنسان، فلا يسمع إلا ما يريد.
الأمثلة:
1- {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} جزء من آية [الإسراء: 36]؛ هذه كافية لإصلاح الأمة.
معنى لا تقفُ : لا تتبع، من القفا.
المثال الثاني - وهو جزء من آية - قوله تعالى ({وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} [الأنعام: 152]. هذه كافية لإصلاح الأمة؛ لكن الأمة لا تطيع.
المثال الثالث: آية كاملة؛ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا  اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119]
كافية براحة.
بل المثال السابق، في الآية شطران، كل شطر كفيل  وحده بإصلاح الأمة.
التقوى = كف الأذى والعدوان.
التحيز للصادق والوقوف معه. 
لكن الأمة لا تطيع!
من ينفذ هذه ألآية؟
({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ على أَنْفُسِكُم} [النساء 135]
وهكذا مئات ، بل آلاف الآيات البينات، لا تحتاج إلا إلى قلب سليم؛ لا تحتاج لتفسير ولا شيخ ولا مذهب ولا كتاب؛ تحتاج قلبك فقط، لأنها واضحة بينة.
لذلك؛ فلا تظنوا أن مشاكل الأمة مستعصية عن الحل؛ الحلول موجودة في كتاب الله، وفي المحكمات منه؛ وإنما البلاء في هذه القلوب فقط؛ العصبية والكبر.
دائماً أكرر القول بأن (عظمة الإسلام في بساطته)؛ الله يريد لنا اليسر، آية واحدة تصلحك؛ ولكن الشيطان يريد أن يضلنا ضلالاً بعيداً؛ وقد فعل.
عندما ترى المشاكل المستعصية عن الحل؛ وترى في الوقت نفسه سهولة الحل؛ ستجد المشكلة في هذا الإنسان؛ فقد عقّده الشيطان، حتى أصبح لا يفهم نفسه؛ لذلك؛ فالحل أن يبحث الإنسان عن نفسه ويعالجها؛ لا يبحث عن حل من خارجها؛ حتى القرآن لا يفرض الحلول للمتكبرين ولا يهديهم؛ هو هدى للمتقين فقط.
يشغلك الشيطان بأن الآخر فيه كذا وكذا؛ انظر لنفسك؛ تعود على محاسبتها؛ توقع: ماذا ستكون اسئلة الله لك يوم تلقاه؟ ماذا فعلت بالآيات السابقة؟ هل استجبت للآيات الواضحات مثل:
1- كونوا قوامين بالقسط شهداء لله..
2- وإذا قلتم فاعدلوا..
3- ولا تقفُ ما ليس لك به علم.
4- وكونوا مع الصادقين.
مصدر شقاء الإنسان هو الإنسان؛ مصدر تعاسة الإنسان هو الإنسان؛ ليس الله هو المسؤول؛ ولا الدين؛ ولا العقل؛ ولا الفطرة.. إنه هذا الإنسان؛ ظلوم جهول.