تاريخ الدول / خلاصة قيام الجمهورية الأموية

أصل الأمويون وحكمهم
يعدّ الحكم الأموي المؤسس الأول لحكم الأعراق والعائلات على مدار الزمان الماضي الإسلامي، وقد كان بنو أمية أحد بطون قبيلة قريش التي عاشت في مكة، وقد كان زعيمهم أبو سفيان ابن حرب الذي اشتهر بالغنى والثراء من مكاسب التجارة كأغلب الأمويون، فدخل أبو سفيان الإسلام يوم فتح مكة وأصبح بنو أمية من بعدها من أكثر أهمية زوايا الجمهورية، حيث كان منهم الولاة والرسل، وأشهرهم معاوية بن والدي سفيان التي تولى على الشام لمدّة تقرب من عشرين عام قبل أن يصبح خليفة المسلمين، ويؤسس من بعده لعدة الأشكال التي سرت على باقي الحكام في مغاير الدول الإسلامية، أهمها توريث الحكم من بعده، وهو الشأن الذي لم يكن معروفاً أيام النبي صلى الله عليه وسلم، أو خلفاؤه من بعده، كما اتسم حكمهم بتغليب العنصر العربي على باقي الشعوب التي حكمتها الخلافة الإسلامية، وقد كان القوام الرئيسي لجيش الخلافة هو قوات مسلحة الشام نفسه، وايضا الحكم الإداري للبلاد المفتوحة، وأصبح إدخال اللغة العربية أمرًا هاماً في هذه الدول، وهذا بصرف النظر عن الطابع البيزنطي الجلي للتنظيم الإداري والسياسي للدولة، والذي انتقل إلى الأمويين نظرًا للاقتراب من العاصمة دمشق السورية من الأراضي البيزنطية في تركيا الجديدة.[١]



تولي معاوية الخلافة
نحو استشهاد الإمام علي كرم الله وجهه في عام 40هـ، خرج الحسن بن علي لملاقاة معاوية بن والدي سفيان، بل تطورت الموضوعات إلى الصلح بينهما في عام 41هـ، وهو العام الذي عرف بعام الجماعة، وفيه تخلى الحسين بن علي عن الخلافة لمعاوية، الذي دخل الكوفة وبايعه أولاد الإمام علي الحسن والحسين وعامة المسلمين، وفي ذلك الحين سُمي العام بعام الجماعة لما كان فيه من البشرى بحقن دماء المسلمين واجتماعهم على رأي واحد، ويمثل معاوية بن والدي سفيان بهذا أول خلفاء الجمهورية الأموية التي شهدت جمهورية الإسلام فيها ازدهاراً عظيماً، وقد كان معاوية يحمل خبرة هائلة بشئون الحكم حيث كان والٍ على الشام لمدة ازدادت على العشرين عام قبل توليه الخلافة، ما أهّله لإنشاء هذه الجمهورية.[٢]



حكم الأمويين
كان الأمويون من أضخم العائلات القرشية قبل وبعد البعثة، وكانوا يعملون بالتجارة قبل أن يدخلوا إلى الإسلام ويصبحوا من أكثر أهمية رجال الإدارة في فترة حكم الخلفاء الراشدين، وربما برزوا في أواخر عهد الخلفاء الراشدين متمثلين في معاوية بن والدي سفيان الذي استطاع إنشاء الجمهورية الأموية، كما استطاع تحويل نسق البيعة المتعارف عليه من قبل وجعل الخلافة في عائلته بتولية ابنه يزيد الحكم من بعده.[٣]