أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة
+4
Password
وسام للكومبيوتر
AmEr-Dz
AHMED LZRG
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
روى
أبو يعلى في مسنده (1854)، وابنُ أبي شيبة في مصنَّفه (11/33) عن جابر بن
عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أنّ النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- سُئِل: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: «الصَّبر والسَّماحة».
وهو حديث حسن ثابت عن النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما له من شواهد.
منها عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، رواه الإمام أحمد في مسنده (22717).
ومنها عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، رواه أيضاً الإمام أحمد (19435).
ومنها عن قتادة الليثي رضي الله عنه، رواه الحاكم في مستدركه (3/626).
وقد يقول قائل: لم كان الصَّبر والسَّماحة بهـذه المنزلة العليَّة من الإيمان وبهذه المكانة الرَّفيعة من الدِّين؟
والجواب
أنَّ الصَّبر والسَّماحة خُلُقَان في النَّفس يَحتاج إليهما العبد في
مقامَات الدِّين كلِّها وفي جميع مصالحه وأعماله، فلَا غنى له في شيءٍ من
ذلك عن الصَّبر والسَّماحة، ولهـذا فإنَّ هذين الخُلُقين الفَاضلين يُحتاج
إليهما في جميع مقامَات الدِّين.
ولهـذا
يقول العلَّامة ابنُ القيِّم -رحمه الله تعالى- في "مدارج السالكين"
(2/160) ـ وقد أورد هـذا الحديث، مُبيِّنًا مكانة هـذا الحديث العظيمة
ومبيِّنًا أيضًا مدلوله ومعناه ـ: ((وهـذا من أجمع الكَلام وأعظمه بُرهانًا
وأوعبه لمقامات الإيمان من أوّلها إلى آخرها؛ فإنَّ النَّفس يُراد منها
شيئان:
* بذْل ما أُمِرت به وإعطاؤه، قالحامل عليه السَّماحة.
* وترك ما نُهيت عنه والبُعد منه فالحامل عليه الصَّبر)). انتهى كلامه رحمه الله.
وقد سُئل الحسن البصري -رحمه الله تعالى- وهو أحد روَّاة هـذا الحديث قيل له: ما الصَّبر وما السَّماحة؟
قال: ((الصبر عن معصية الله، والسماحة بأداء فرائض الله عز وجل)) رواه أبو نعيم في الحلية (2/156).
وإذا
تأمَّلت في هـذا الحديث العظيم وفي دلالته العَظيمة تجد أنَّه حديثٌ جامع
للدِّين كلِّه؛ لأنَّ المؤمن مأمور بأفعال وطَاعات وعبادات متنوِّعات،
وهـذه كلُّها تحتاج إلى سماحة نفس.
والسَّماحة في أصل مدلولها السُّهولة واليُسر والسَّلاسة.
فمن كانت نفسه سلسلةً سهلةً سمحةً انقاد للأوامر وامتثل الطَّاعات ولم يتلكَّأ ويمتنع.
ومأمور أيضاً بالانكفاف عن المعاصي والبُعْد عن المناهي وتجنُّب المحرَّمات، وهـذا يَحتاج إلى صبر.
والصبر حبس النَّفس ومنعها، فإذا كان لا صبر عنده فإنَّ نفسه تنفلت ولا يتمكَّن من الامتناع عمَّا نهاه اللهُ عنه.
وبهذا يُعلم أنَّ من لا صبر عنده لا يستطيع أن يقاوم، ومن لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم.
نعم
من لا صبر عنده لا يستطيع أن يقاوم النَّفس من رعونتها عند حلول البلاء،
ولا يستطيع أن يقاوم النَّفس من انفلاتها عند دواعي الشَّهوات والأهواء.
ومن
كان لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم؛ لأنّ نفسه غير السمحة لا تنهض
للقيام بالأوامر والاستجابة لداعي الطَّاعات، فإذا دُعيت نفسه إلى طاعة
شحَّت، وإذا أُمرت بفضيلة تأبَّت، وبهذا يكون من المحرُومين.
فمن لا صبر عنده ولا سماحة لا يتأتى له النُّهوض بمصالحه والقيام بأعماله والامتناع عمَّا ينبغي عليه الامتناع منه.
فما
أحوجنا إلى أن نكون من أهل الصّبر والسّماحة لتنهض نفوسنا قيامًا بطاعة
الله جلَّ وعلا، ولتمتنع نفوسنا عمَّا نُهيت عنه من المحارم والآثام،
والتَّوفيق بيد الله وحده لا شريك له، فنسأله سبحانه ونلجأ إليه وحده
متوسِّلين إليه بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا أن يمنَّ علينا بهـذا
الإيمان العظيم: الصّبر والسّماحة.
الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
روى
أبو يعلى في مسنده (1854)، وابنُ أبي شيبة في مصنَّفه (11/33) عن جابر بن
عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أنّ النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- سُئِل: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: «الصَّبر والسَّماحة».
وهو حديث حسن ثابت عن النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بما له من شواهد.
منها عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، رواه الإمام أحمد في مسنده (22717).
ومنها عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، رواه أيضاً الإمام أحمد (19435).
ومنها عن قتادة الليثي رضي الله عنه، رواه الحاكم في مستدركه (3/626).
وقد يقول قائل: لم كان الصَّبر والسَّماحة بهـذه المنزلة العليَّة من الإيمان وبهذه المكانة الرَّفيعة من الدِّين؟
والجواب
أنَّ الصَّبر والسَّماحة خُلُقَان في النَّفس يَحتاج إليهما العبد في
مقامَات الدِّين كلِّها وفي جميع مصالحه وأعماله، فلَا غنى له في شيءٍ من
ذلك عن الصَّبر والسَّماحة، ولهـذا فإنَّ هذين الخُلُقين الفَاضلين يُحتاج
إليهما في جميع مقامَات الدِّين.
ولهـذا
يقول العلَّامة ابنُ القيِّم -رحمه الله تعالى- في "مدارج السالكين"
(2/160) ـ وقد أورد هـذا الحديث، مُبيِّنًا مكانة هـذا الحديث العظيمة
ومبيِّنًا أيضًا مدلوله ومعناه ـ: ((وهـذا من أجمع الكَلام وأعظمه بُرهانًا
وأوعبه لمقامات الإيمان من أوّلها إلى آخرها؛ فإنَّ النَّفس يُراد منها
شيئان:
* بذْل ما أُمِرت به وإعطاؤه، قالحامل عليه السَّماحة.
* وترك ما نُهيت عنه والبُعد منه فالحامل عليه الصَّبر)). انتهى كلامه رحمه الله.
وقد سُئل الحسن البصري -رحمه الله تعالى- وهو أحد روَّاة هـذا الحديث قيل له: ما الصَّبر وما السَّماحة؟
قال: ((الصبر عن معصية الله، والسماحة بأداء فرائض الله عز وجل)) رواه أبو نعيم في الحلية (2/156).
وإذا
تأمَّلت في هـذا الحديث العظيم وفي دلالته العَظيمة تجد أنَّه حديثٌ جامع
للدِّين كلِّه؛ لأنَّ المؤمن مأمور بأفعال وطَاعات وعبادات متنوِّعات،
وهـذه كلُّها تحتاج إلى سماحة نفس.
والسَّماحة في أصل مدلولها السُّهولة واليُسر والسَّلاسة.
فمن كانت نفسه سلسلةً سهلةً سمحةً انقاد للأوامر وامتثل الطَّاعات ولم يتلكَّأ ويمتنع.
ومأمور أيضاً بالانكفاف عن المعاصي والبُعْد عن المناهي وتجنُّب المحرَّمات، وهـذا يَحتاج إلى صبر.
والصبر حبس النَّفس ومنعها، فإذا كان لا صبر عنده فإنَّ نفسه تنفلت ولا يتمكَّن من الامتناع عمَّا نهاه اللهُ عنه.
وبهذا يُعلم أنَّ من لا صبر عنده لا يستطيع أن يقاوم، ومن لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم.
نعم
من لا صبر عنده لا يستطيع أن يقاوم النَّفس من رعونتها عند حلول البلاء،
ولا يستطيع أن يقاوم النَّفس من انفلاتها عند دواعي الشَّهوات والأهواء.
ومن
كان لا سماحة لديه لا يستطيع أن يقوم؛ لأنّ نفسه غير السمحة لا تنهض
للقيام بالأوامر والاستجابة لداعي الطَّاعات، فإذا دُعيت نفسه إلى طاعة
شحَّت، وإذا أُمرت بفضيلة تأبَّت، وبهذا يكون من المحرُومين.
فمن لا صبر عنده ولا سماحة لا يتأتى له النُّهوض بمصالحه والقيام بأعماله والامتناع عمَّا ينبغي عليه الامتناع منه.
فما
أحوجنا إلى أن نكون من أهل الصّبر والسّماحة لتنهض نفوسنا قيامًا بطاعة
الله جلَّ وعلا، ولتمتنع نفوسنا عمَّا نُهيت عنه من المحارم والآثام،
والتَّوفيق بيد الله وحده لا شريك له، فنسأله سبحانه ونلجأ إليه وحده
متوسِّلين إليه بأسمائه الحُسنى وصفاته العُليا أن يمنَّ علينا بهـذا
الإيمان العظيم: الصّبر والسّماحة.
الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
AHMED LZRG- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 1312
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة
بارك الله فيك واصل
AmEr-Dz- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 6639
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
رد: أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة
موضوع غاية في الروعة بارك الله فيك
واصل ابداعك...وننتظر جديدك
دمت بخير
واصل ابداعك...وننتظر جديدك
دمت بخير
رد: أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة
مرحبا بك ..
اشكرك ع الطرح المتميز
واصل ي بطل
اشكرك ع الطرح المتميز
واصل ي بطل
Password- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 7606
التقييم : 9
احترام قوانين المنتدى :
رد: أفضل الإيمان الصَّبر والسَّماحة
پآرڪ آڵڵھٍ ڣۑڪ عڵـى آڵمٍـۅضۅع آڵچمٍـۑڵ ۅآڵطـرح آڵمٍمٍـۑڒٍ
أڣـډٺڹآ پمٍـعڵۅمٍآٺ قـۑمٍة ۅمٍڣۑډة چـڒٍآڪ آڵڵھٍ ڿـۑرآ
ڹحـڹ ڣۑ آڹٺظـآر مٍۅآضۑـعڪ آڵچډۑـډة ۅآڵرآئـعة
ڵـڪ مٍـڹۑ أچمٍـڵ آڵٺحـۑآٺ ۅډمٍـٺ ڣـۑ أمٍـآڹ آڵڵھٍ ۅحڣـظھٍ
ٺحۑـآٺۑ آڵحـآرة
أڣـډٺڹآ پمٍـعڵۅمٍآٺ قـۑمٍة ۅمٍڣۑډة چـڒٍآڪ آڵڵھٍ ڿـۑرآ
ڹحـڹ ڣۑ آڹٺظـآر مٍۅآضۑـعڪ آڵچډۑـډة ۅآڵرآئـعة
ڵـڪ مٍـڹۑ أچمٍـڵ آڵٺحـۑآٺ ۅډمٍـٺ ڣـۑ أمٍـآڹ آڵڵھٍ ۅحڣـظھٍ
ٺحۑـآٺۑ آڵحـآرة
miss ran- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1487
التقييم : 0
العمر : 26
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى