الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
+12
اسير الماضي
The JoOoker
AmEeR AlSaAiDI
Saudi10
عينيا دوت كوم
مسلمة وأفتخر
mazika
General Mohamed
khalil Ahmed
قاهر المساعدة
enzoiliasse
Max Design
16 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
سم الله الرحمن الرحيم
يشتكي الكثير من المصلِّين بتأثّر وتألّمٍ من عدم الخشوع في الصّلاة وغزو الخواطر
الدنيوية لهم وهم واقفون بين يدي الله عزّ وجلّ، بسبب قسوة قلوب العباد
وانعدام التدبر في معاني القرآن الكريم.
الخشوع هو استشعار عظمة الله سبحانه وتعالى وملكوته
وأنت واقف بين يديه، وهو توفيق من الله عزّ وجلّ، يوفِّق إليه الصّادقين في
عبادته، المُخلصين المخبتين له، العاملين بأمرِهِ والمُنتهين بنهيه. فمَن
لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصّلاة، لا يتذَوّق لذّة الخشوع
ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبُعْدِه عن الله.
لذا، كان السّلف، رحمهم الله تعالى، يُحذِّرون من خشوع
النِّفاق، فهذا يقول: ''إيّاكم وخشوع النِّفاق؟، فقيل له: وما خشوع
النِّفاق؟ قال حذيفة رضي الله عنه: أن ترى الجسد خاشعاً والقلبَ ليس
بخاشع''.
وعلى الرغم من وجوب الخشوع فإنّ الصّلاة لا تبطل بتركه
عند السّادة المالكية، كما يقول العلامة ابن رُشد. وجديرٌ بالمسلم أن يحرِص
عليه، وأن يأتي بأسبابه الموصلة إليه.
ويظنّ البعض أنّ الخشوع هو طأطأة الرأس والتماوت بالمشي
وتخفيض الصّوت، ونسوا أن: ''رجلاً طأطأ رقبته في الخشوع، فقال له أمير
المؤمنين عمر رضي الله عنه: ''يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في
الرِّقاب، إنّما الخشوع في القلوب''. ورأت عائشة شباباً يمشون ويتماوتون في
مشيتهم، فقالت لأصحابها: مَن هؤلاء؟ فقالوا: نُسَّاك، فقالت: كان عمر بن
الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان
هو النَّاسِك حقاً''.
وقد عَزَا علماء الأمّة أسباب عدم الخشوع في الصّلاة
وآثاره السلبية لعدم المحافظة على الصّلوات المكتوبة في بيوت الله تعالى،
والتكاسل في أداء النّوافل والطّاعات والمداومة عليها، وكثرة الانشغال
بالأمور الدنيوية والانغماس فيها، وقلّة ذِكر الله تعالى والزُّهد في مجالس
الخير وعدم تذكّر القبر وظُلمته وما يلي ذلك من أهوال عظيمة.
وعادةً ما يحاول الشّيطان أن يصرف الإنسان عن خشوعه في
الصّلاة بمَكْرِهِ وكيده، فيلجأ إلى الوسوسة، ويحاول أن يحول بين المرء
والصّلاة والقراءة، فيلبسها عليه.
وللخشوع ثمرات عظيمة، يجب أن يحرص عليها المسلم كلَّ
الحرص بالمجاهدة المستمرة، منها: تكفير الذنوب، وتحصيل الثواب الّذي أعدَّه
الله للطائعين الخاشعين من عباده، وكذلك استجابة الدعاء في الصّلاة، إلى
جانب القيام بالواجبات والبُعد عن المُحرّمات، مصداقاً لقول الله تعالى:
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وأَقِمْ الصّلاة إنَّ الصّلاة
تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر}، وقوله صلّى الله عليه وسلّم:
''ما مِن امرئٍ مسلمٍ تحضره صلاةٌ مكتوبة، فيُحسِن وضوءها وخشوعها وركوعها
إلاّ كانت له كفَّارةً من الذُّنوب ما لم تُؤتَ كبيرة، وذلك الدهر كلُّه''
رواه مسلم من طريق عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفضله عظيم، إذ لو لم يكن للخشوع في الصّلاة إلاّ فضل
الانكسار بين يدي الله، وإظهار الذلّ والمَسْكَنة له لكفى بذلك فضلاً، وذلك
لأنّ اللهّ جلّ جلاله إنّما خلقنا للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} الذاريات: 56، وأفضل العبادات ما كان فيها
الانكسار والذُّلّ الّذي هو سِرُّها ولبّها، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بالخشوع.
والله تعالى امتدح الخاشعين في آيات كثيرة: قال تعالى {وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} الإسراء: .109 فمَن أراد
حصد الثِّمار من طاعة الله جلّ جلاله (من صلاة وذِكر الله سبحانه وتعالى
وغير ذلك) فليَتَعَبَّد الله تعالى بالقلب والجوارح.
يشتكي الكثير من المصلِّين بتأثّر وتألّمٍ من عدم الخشوع في الصّلاة وغزو الخواطر
الدنيوية لهم وهم واقفون بين يدي الله عزّ وجلّ، بسبب قسوة قلوب العباد
وانعدام التدبر في معاني القرآن الكريم.
الخشوع هو استشعار عظمة الله سبحانه وتعالى وملكوته
وأنت واقف بين يديه، وهو توفيق من الله عزّ وجلّ، يوفِّق إليه الصّادقين في
عبادته، المُخلصين المخبتين له، العاملين بأمرِهِ والمُنتهين بنهيه. فمَن
لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصّلاة، لا يتذَوّق لذّة الخشوع
ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبُعْدِه عن الله.
لذا، كان السّلف، رحمهم الله تعالى، يُحذِّرون من خشوع
النِّفاق، فهذا يقول: ''إيّاكم وخشوع النِّفاق؟، فقيل له: وما خشوع
النِّفاق؟ قال حذيفة رضي الله عنه: أن ترى الجسد خاشعاً والقلبَ ليس
بخاشع''.
وعلى الرغم من وجوب الخشوع فإنّ الصّلاة لا تبطل بتركه
عند السّادة المالكية، كما يقول العلامة ابن رُشد. وجديرٌ بالمسلم أن يحرِص
عليه، وأن يأتي بأسبابه الموصلة إليه.
ويظنّ البعض أنّ الخشوع هو طأطأة الرأس والتماوت بالمشي
وتخفيض الصّوت، ونسوا أن: ''رجلاً طأطأ رقبته في الخشوع، فقال له أمير
المؤمنين عمر رضي الله عنه: ''يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في
الرِّقاب، إنّما الخشوع في القلوب''. ورأت عائشة شباباً يمشون ويتماوتون في
مشيتهم، فقالت لأصحابها: مَن هؤلاء؟ فقالوا: نُسَّاك، فقالت: كان عمر بن
الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان
هو النَّاسِك حقاً''.
وقد عَزَا علماء الأمّة أسباب عدم الخشوع في الصّلاة
وآثاره السلبية لعدم المحافظة على الصّلوات المكتوبة في بيوت الله تعالى،
والتكاسل في أداء النّوافل والطّاعات والمداومة عليها، وكثرة الانشغال
بالأمور الدنيوية والانغماس فيها، وقلّة ذِكر الله تعالى والزُّهد في مجالس
الخير وعدم تذكّر القبر وظُلمته وما يلي ذلك من أهوال عظيمة.
وعادةً ما يحاول الشّيطان أن يصرف الإنسان عن خشوعه في
الصّلاة بمَكْرِهِ وكيده، فيلجأ إلى الوسوسة، ويحاول أن يحول بين المرء
والصّلاة والقراءة، فيلبسها عليه.
وللخشوع ثمرات عظيمة، يجب أن يحرص عليها المسلم كلَّ
الحرص بالمجاهدة المستمرة، منها: تكفير الذنوب، وتحصيل الثواب الّذي أعدَّه
الله للطائعين الخاشعين من عباده، وكذلك استجابة الدعاء في الصّلاة، إلى
جانب القيام بالواجبات والبُعد عن المُحرّمات، مصداقاً لقول الله تعالى:
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وأَقِمْ الصّلاة إنَّ الصّلاة
تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر}، وقوله صلّى الله عليه وسلّم:
''ما مِن امرئٍ مسلمٍ تحضره صلاةٌ مكتوبة، فيُحسِن وضوءها وخشوعها وركوعها
إلاّ كانت له كفَّارةً من الذُّنوب ما لم تُؤتَ كبيرة، وذلك الدهر كلُّه''
رواه مسلم من طريق عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفضله عظيم، إذ لو لم يكن للخشوع في الصّلاة إلاّ فضل
الانكسار بين يدي الله، وإظهار الذلّ والمَسْكَنة له لكفى بذلك فضلاً، وذلك
لأنّ اللهّ جلّ جلاله إنّما خلقنا للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} الذاريات: 56، وأفضل العبادات ما كان فيها
الانكسار والذُّلّ الّذي هو سِرُّها ولبّها، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بالخشوع.
والله تعالى امتدح الخاشعين في آيات كثيرة: قال تعالى {وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} الإسراء: .109 فمَن أراد
حصد الثِّمار من طاعة الله جلّ جلاله (من صلاة وذِكر الله سبحانه وتعالى
وغير ذلك) فليَتَعَبَّد الله تعالى بالقلب والجوارح.
Max Design- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1351
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
قاهر المساعدة- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 3201
التقييم : 0
العمر : 30
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
شكراا لمروروكم
Max Design- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1351
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
اشكرك على الموضوع
بانتظار المزيد
تقبل مروري
بانتظار المزيد
تقبل مروري
khalil Ahmed- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 5720
التقييم : 0
العمر : 28
احترام قوانين المنتدى :
General Mohamed- عضو فعال
- عدد المساهمات : 772
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
مسلمة وأفتخر- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 3247
التقييم : 0
العمر : 30
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
جزاك الله خيرا يارب
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
جزاك الله منا كل خير الف الف الف شكر
Saudi10- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1652
التقييم : 0
العمر : 24
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
شكراً جزيلاً على هذا الموضوع الرائع
مسلمة وأفتخر- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 3247
التقييم : 0
العمر : 30
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
يسٍلمو عآلًطرحٍ
ربيٍ يعطيكً آلف عآفية
ربيٍ يعطيكً آلف عآفية
AmEeR AlSaAiDI- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2860
التقييم : 0
العمر : 28
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
بارك الله فيك
شكرا لك ^_^
شكرا لك ^_^
The JoOoker- عضو جديد
- عدد المساهمات : 24
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
جزاك الله خير
اسير الماضي- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8888
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
شكرا حياك الله
marqise- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1541
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: الخشوع المفقود وآثاره السِّلبية
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
كم انا سعيد وانا واقف هنا
اروي ناظري بحروفك المفعمه
بالاشياء الجميله
كم انا سعيد وانا واقف هنا
اروي ناظري بحروفك المفعمه
بالاشياء الجميله
مواضيع مماثلة
» التحذير من الزنا وآثاره في الدنيا والآخرة
» الأمان المفقود
» القرنفل.. الكنز المفقود
» كيفية الخشوع ف الصلاه
» الخشوع في الصلاة للشيخ الفوزان
» الأمان المفقود
» القرنفل.. الكنز المفقود
» كيفية الخشوع ف الصلاه
» الخشوع في الصلاة للشيخ الفوزان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى