والعلم لم يهمّ ،
+6
عينيا دوت كوم
mazika
GeVeX
قاهر المساعدة
khalil Ahmed
Password
10 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
والعلم لم يهمّ ،
والعلم لم يهمّ ،
ب- إذا أراد الله بالإنسان خيراً صرفه عن السوء والفحشاء ، فكيف إذا صرف
الله تعالى السوء والفحشاء عن الإنسان؟! إنه إذاً لكريم على الله كثيراً
ج- والمسلم السعيد يخلص لله في العبادة والالتزام ، حتى يصير مخلِصاً – (
اسم فاعل ) فإذا أخلص لله جعله الله من المخلَصين . فكيف إذا جعله الله
ابتداءً مخلـَصاً ( اسم مفعول ) إنه لفضل عظيم من الله تعالى .
د- ولولا تفيد امتناع حصول الشيء لوجود مضادِّه ، فلولا رؤية برهان ربه لهمّ بها ، فامتنع الهم لرؤية يوسف عليه السلام برهانَ ربه .
" ولقد همّت به . وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه ، كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلـَصين "
هـ- واستباقهما الباب ، هي تلحق به لتمنعه من الخروج ، وهو يريد الهرب بنفسه ، فقدّت قميصه من دبر دليل على عدم الهم بها .
3- ويكون إصدار الحكم الصحيح بعد المعاينة ، ولا يجوز للعواطف والانفعالات
أن تؤثر في القاضي النزيه ، فالمرأة حين خافت على نفسها الفضيحة أمام زوجها
أسرعت بالدافع الأنثوي السريع ( والهجوم خير وسيلة للدفاع ) تتهم يوسف
بالرغبة في الفحشاء وسوء الأدب وأنه لم يراع حرمة من آواه وأحسن إليه فحاول
هتك عرضه وشرفه ، ثم تسارع إلى اقتراح العقوبة المناسبة : إما السجن أو
العذاب . كما أنها لخبثها ودهائها أقرت العقوبة بطريقة الاستفهام " ما جزاء
من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يُسجن أوعذاب أليم ؟ "
وعلى المتهم البريء أن يدافع عن نفسه ، ولا يتخاذل أمام جبروت الظالم مهما
كان الظالم ذا مكانة اجتماعية تفوقه ، أو له دلّ على المتهم ، فالحق يجب أن
يظهر ، ومقارعة البهتان والظلم واجبة " قال : هي راودَتـْني عن نفسي " فلا
بد إذاً من البينة التي تحق الحق وتبطل الباطل . وقد ظهرت البينة بتمزيق
قميصه من الخلف ، أمسكت المرأة بقميصه بقوة تستبقيه وهو يسرع هارباً ،
فتمزق من الخلف ، ولو كان يريدها وهي تأبى لتمزق القميص من الأمام .
4- القميص أمره عجيب ، وعليه دارت رحى القصة :
فقميصه (الأول) الذي حمله إخوته إلى أبيهم لم يكن ممزقاً ، فكشف كذبهم
وعرّاهم وبين تآمرهم .
وقميصه (الثاني )الذي مزّقته امرأة العزيز من الخلف برّأه بإذن الله وكشف
دعوى المرأة الكاذبة .
وقميصه (الثالث) الذي حمله أحد إخوته إلى أبيه كان – بإذن الله- سبب عودة
البصر إلى أبيه ، وقدوم الجميع إلى مصر ليلتئم الشمل .
5- لم تستنكر نساء الذوات أن تعشق المرأة منهن شاباً تقطف معه الثمرة
المحرمة ، فهذا – في المجتمع الكافر – أمر عادي . إنما كان استنكارهن أن
تتهاوى امرأة العزيز أمام خادم تملكه ، ومتى كانت نساء الطبقة الراقية
يتعلقن بعبيدهنّ ، لقد أخطأت –إذاً – خطأ كبيراً ، وضلت ضلالاً بعيداً ...
ولاكت ألسنتهنّ تعلقها بيوسف ، وافتضاح أمرها بينهن فصارت قصتهما مثار
التفكه والتندّر . وأرادت ان ترغمهن وتقطع ألسنتهنّ ، فدعتهنّ إلى قصرها
واستقبلتهنّ استقبالاً كريماً وقدمت لهن مالذ وطاب من جنيّ الفاكهة ، فلما
انشغلن بذلك أمرت يوسف أن يدخل عليهنّ ، فلما رأين هذا الجمال الأخّاذ
سحرهنّ وأخذ بألبابهنّ ، وطغى عليهن بهاؤه فجرحن أيديهنَ بالسكاكين دون أن
يشعرن ، " وقلن حاشَ لله ، ما هذا بشراً ، إن هذا إلا ملك كريم "
وهنا تغتنم امرأة العزيز الفرصة لتقول : إنكنّ رأيتنّه مرة واحدة فملك
عقولكنّ وبهركنّ حسنه ، فلِمَ تلمنني فيه وهو بين يديّ كل صباح ومساء ،
فأذوب في حبه ، وأحلم ليلي ونهاري بوصاله . ثم تجترئ – أمام تهافتهنّ -على
طلب الفاحشة والإصرار عليها ، ويشاركنها بذلك فيطلبن منه ما طلبت . وزادت
فحشاً حين هددته كرة أخرى بالسجن إن استعصم ، وأبى ، فينضممن إليها ويسألنه
ذلك ، والدليل على ذلك قوله " وإلا تصرفْ عني كيدهن أصْبُ إليهنّ وأكنْ من
الجاهلين " وقوله في تحقق الملك منهنّ حين سألهنّ : " ما خطبكنّ إذ
راودْتُنّ يوسف عن نفسه ؟"
6- ويتعلق يوسف عليه السلام بحبل من الله قوي ، ويسأله السلامة من الفاحشة ،
وأن يصرف عنه كيدهنّ ، وينجيه منهن ومن فسادهنّ ، فينقذه الله تعالى مما
هو فيه .
وليس للمؤمن من عياذ إلا بالله ولا ملجأ إلا إليه ، ولا اعتماد إلا عليه . فهو – سبحانه –
الحصن الحصين والملجأ الأمين . إلا أن يوسف وهو تحت ضغط التهديد بارتكاب
الفاحشة أوالسجن ، قال : " ربّ ؛ السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه .." ولم
يختر النجاة منهما جميعاً: وَقد حُكِيَ أَنَّ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلام
لَمَّا قَالَ : " رب السِّجْن أَحَبّ إِلَيَّ " أَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ "
يَا يُوسُف ! أَنْتَ حَبَسْت نَفْسك حَيْثُ قُلْت السِّجْن أَحَبّ إِلَيَّ ,
وَلَوْ قُلْت الْعَافِيَة أَحَبّ إِلَيَّ لَعُوفِيت " . فعلى المسلم أن
يسأل الله تعالى العافية والنجاة من كل بلاء . " إنه هو السميع العليم "
7- مما يتألم له الإنسان الحر أن المفسدين المتنفذين غالباً ما يضحون
بالأبرياء ليتخلصوا من آثار مفاسدهم ومخازيهم . إننا لنشم رائحة فجور
النساء ينضم إلى صفاقة امرأة العزيز ، فيملأ خياشيم الرجال بنـَتـْن
خطيئاتهنّ ، ولا يرى هؤلاء لوأد هذه الفضيحة سوى تغييب الضحية البريئة في
أحد السجون فترة من الزمن فتنساه النساء أو تتناساه ، ولا يرين إليه سبيلاً
فييئسن منه . وهكذا يدفع الطاهر العفيف ثمن طهره وعفافه ، سجناً وألماً
وغصة ، نرى هذا في عالمنا السياسي حيث يُلقى الحر في السجون والمعتقلات ،
أو يحكم عليه بالموت لأنه أبى الدنية ورفض الذل والتمرغ في أوحال الخيانة
والعمالة ، وفي حياتنا الاقتصادية ،إذ يتسنم المسؤولية حيتان المال ،
يذللون القوانين لتكديسه في أرصدتهم، ويتخمون به على حساب الفقراء الذين لا
يجدون ما يسد رمقهم . فإذا زكمت رائحتهم الأنوف وانكشف أمرهم تنصلوا من
المسؤولية ودفعوا صغار عملائهم ضحايا لصوصيتهم ...
8- يغتنم الداعية الفرص السانحة لإيصال دعوته للناس ، ويستمر في أداء مهمته
في كل الظروف والأحوال . فيوسف عليه السلام كان داعية فيمن حوله حين كان
حراً يتنقل بين القصور وفي الأسواق والتجمعات ، ولا يتوقف عن هذا حين يدخل
السجن ، فيخدم هذا ويساعد هذا، ويخفف الأسى عن ذاك . حتى لقب بيوسف الصديق
وعرف بالإحسان بين المسجونين...يسألونه ويستشيرونه ، ويستفتونه ، وهو
يدعوهم إلى عبادة الله ويجيبهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
يسأله فـَتـَيان عن رؤياهما ، ويجلسان بين يديه ينتظران التأويل ، فيعرض
عليهما الإيمان بالله الواحد ونبذ الشرك ، وأن علمه الذي ينشره بن الناس من
فضل الله تعالى الواحد الأحد، ويعرّفهم على سبيل الصالحين قبله .
ولا بد من سلوك سبيل الإقناع في الدعوة ، وهذا ما فعله يوسف عليه السلام
الداعية الذكي ، إذ بدأ يقارن بين الصواب وإيجابياته والخطأ وسلبياته ، "
أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " وينتقل إلى الحديث عن فساد
الكون لوكان فيه أكثر من إله " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " ويطنب
في الحديث لأن الفتيين خاليا الذهن مما يقول فلا بد من تفصيل الفكرة
والإسهاب فيها ، فيقول : بنجم الفساد عن تنافس الشركاء ، وتفرقهم بعد
الخصام ، ولعل بعضهم أقوى من بعض فيعلو القوي على من هو أضعف منه " إذاً
لذهب كل إله بما خلق ، ولعلا بعضهم على بعض ..."
فإذا ما دعاهم إلى الإيمان بالله الواحد والتسليم له سبحانه يعرض لما يسألون ويوضح لهم ما يستفتون .
9- ولعل يوسف عليه السلام حين قال للساقي الذي نجا وعاد إلى خدمة الملك "
اذكرني عند ربك " وبين له أن في السجن مظلوماً لم يرتكب ذنباً . ولعل هذا
القول من يوسف في بسط القول ، والبحث عن الحق ، فكانت العقوبة لسيدنا يوسف
حين توسط للمخلوق بالمخلوق ( توسط للملك بالساقي ) فأنسى الشيطان الساقي ما
طلبه يوسف عليه السلام منه ،
ولم أرتح لمن قال : إن الشيطان أنسى يوسف ذكر الله واللجوء إليه ، فليس
للشيطان سبيل على الأنبياء .. إنه اجتهاد من يوسف أخطأه حين التمس النصرة
من البشر ، فلبث في السجن سبع سنوات " فأنساه الشيطان ذكر ربه ، فلبث في
السجن بضع سنين " .
10 – من الأدب في إبداء الرأي أن الملك حين رأى سبع بقرات هزيلة تأكل سبع
بقرات سمان ، وسبع سنابل يابسات تأكل سبع سنابل خضراستفتى العارفين وأصحاب
المشورة فقال : " يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي " . وهذا يذكرنا بقول
بلقيس : " يا أيها الملأ أفتوني في أمري " فماذا كان من أهل العلم
والمشورة؟
أ- اعترفوا بعدم العلم ، وهذا عين الصواب ، فما ينبغي لأحد أن يفتي بغير علم .
ب- لكنْ لابد من إبداء الرأي ، فقالوا " أضغاث أحلام " .
جـ- ولم يدّعوا أنْ لا تأويل لها ، ولعلهم أرادوا محوها من نفس الملك كي لا ينشغل بها .
د- بعض الناس قالوا : إن الرؤيا أول ما تعبّر ، وليس صحيحاً ، فبعد أن قالوا : أضغاث
أحلام أوّلها يوسفُ عليه السلام .
11- ومن الأدب كذلك أن تعرف حق العلماء من التوقير والاحترام ، وهذا ما
رأيناه عند الساقي حين التقى يوسف عليه السلام في السجن فكلمه بـ " يوسف
أيها الصدّيق " ، إن إكرام العلماء من إكرام العلم . وقد نرى في قول الساقي
" لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون " أن من معاني يعلمون " التعبيرللرؤيا
، فيعلمون قدر يوسف ، فيبحثون أمره وينصفونه " .
12- الكرامة والعزة من صفات المسلم ... طلب الملك رؤية يوسف ، بل أمر
بإخراجه من السجن وقال : " إيتوني به " وكان ليوسف أن يخرج من السجن فقد
جاءته الفرصة السانحة . إلا أنه دخل السجن بتهمة شنيعة هو بريء منها ، ولن
يخرج بعفو أحد ولوكان الملكَ . إنه يريد أن يخرج طاهراً عفيفاً بريئاً من
كل تهمة شائنة . وتعجب الملك والناس ... ووقر في نفوسهم أن الرجل صادق ،
فلا بد من البحث عن حقيقة سجنه وتعترف النساء بعد سبع سنين بالحقيقة " قلن
حاشَ لله ، ما علمنا عليه من سوء " وأقرت امرأة العزيز بذنبها ، وشهدت بصدق
يوسف عليه السلام " قالت امرأة العزيز : الآن حصحص الحق ، أنا راودته عن
نفسه ، وإنه لمن الصادقين " فيرتفع صوت الصدّيق يوسف وهو في السجن معلناً
أنه الأمين الذي لم يخن من رباه وأمنه على عرضه وماله " ذلك ليعلم أني لم
أخنه بالغيب ، وان الله لا يهدي كيد الخائنين " وهنا يأمر الملك بإحضاره
ليجعله مستشاره الشخصي " إيتوني به أستخلصْه لنفسي " فزاد على الجملة
الأولى " أستخلصه لنفسي "
ولما مثل بين يديه اختبره ، فكلمه ، فأعجب به فقربه إليه " فلما كلمه قال:
إنك اليوم لدينا مكين أمين " المكين في مكانته ومنزلته ، الأمين في مشورته
ورأيه .
13- هل يجوز للمسلم أن يطلب الإمارة ؟ فهو إما أن يكون أهلاً لها أو لايكون ...
فإن لم يكن أهلاً لها فهو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين يريد ان يتبوّأ عملاً ، فيفسده .
وإن كان أهلاً لها وطلبها فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى
الأشعري : " لا نستعمل على عملنا من أراده " وقال لعبد الرحمن بن سمرة " يا
عبد الرحمن ؛ لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتَها عن مسألة وكلْتَ إليها ،
وإن أُعطيتَها عن غير مسألة أُعنتَ عليها " وكان أبو موسى الأشعري من
أهلها إذ كان أميراً على الكوفة لعمر رضي الله عنهما .
أما يوسف عليه السلام فقد قال للملك :" اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ
عليم " لأسباب منها : أ- أنه نبي ، والنبي قائد وأسوة ومعلم ، وهو أولى
الناس بتحمل المسؤولية .
ب- أنه المسلم الأول في مصر وليس هناك غيره يفعل فعله .
جـ - أنه صاحب التأويل ، وهو أولى الناس بتنفيذ ما أوّله ... والله أعلم .
ومع ذلك لاننسَ قول النبي صلى الله عليه وسلم " رحم الله أخي يوسف ، لو لم
يقل : اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ، ولكنْ أخّر ذلك عنه سنة "
عن القرطبي في تفسيره
ب- إذا أراد الله بالإنسان خيراً صرفه عن السوء والفحشاء ، فكيف إذا صرف
الله تعالى السوء والفحشاء عن الإنسان؟! إنه إذاً لكريم على الله كثيراً
ج- والمسلم السعيد يخلص لله في العبادة والالتزام ، حتى يصير مخلِصاً – (
اسم فاعل ) فإذا أخلص لله جعله الله من المخلَصين . فكيف إذا جعله الله
ابتداءً مخلـَصاً ( اسم مفعول ) إنه لفضل عظيم من الله تعالى .
د- ولولا تفيد امتناع حصول الشيء لوجود مضادِّه ، فلولا رؤية برهان ربه لهمّ بها ، فامتنع الهم لرؤية يوسف عليه السلام برهانَ ربه .
" ولقد همّت به . وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه ، كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلـَصين "
هـ- واستباقهما الباب ، هي تلحق به لتمنعه من الخروج ، وهو يريد الهرب بنفسه ، فقدّت قميصه من دبر دليل على عدم الهم بها .
3- ويكون إصدار الحكم الصحيح بعد المعاينة ، ولا يجوز للعواطف والانفعالات
أن تؤثر في القاضي النزيه ، فالمرأة حين خافت على نفسها الفضيحة أمام زوجها
أسرعت بالدافع الأنثوي السريع ( والهجوم خير وسيلة للدفاع ) تتهم يوسف
بالرغبة في الفحشاء وسوء الأدب وأنه لم يراع حرمة من آواه وأحسن إليه فحاول
هتك عرضه وشرفه ، ثم تسارع إلى اقتراح العقوبة المناسبة : إما السجن أو
العذاب . كما أنها لخبثها ودهائها أقرت العقوبة بطريقة الاستفهام " ما جزاء
من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يُسجن أوعذاب أليم ؟ "
وعلى المتهم البريء أن يدافع عن نفسه ، ولا يتخاذل أمام جبروت الظالم مهما
كان الظالم ذا مكانة اجتماعية تفوقه ، أو له دلّ على المتهم ، فالحق يجب أن
يظهر ، ومقارعة البهتان والظلم واجبة " قال : هي راودَتـْني عن نفسي " فلا
بد إذاً من البينة التي تحق الحق وتبطل الباطل . وقد ظهرت البينة بتمزيق
قميصه من الخلف ، أمسكت المرأة بقميصه بقوة تستبقيه وهو يسرع هارباً ،
فتمزق من الخلف ، ولو كان يريدها وهي تأبى لتمزق القميص من الأمام .
4- القميص أمره عجيب ، وعليه دارت رحى القصة :
فقميصه (الأول) الذي حمله إخوته إلى أبيهم لم يكن ممزقاً ، فكشف كذبهم
وعرّاهم وبين تآمرهم .
وقميصه (الثاني )الذي مزّقته امرأة العزيز من الخلف برّأه بإذن الله وكشف
دعوى المرأة الكاذبة .
وقميصه (الثالث) الذي حمله أحد إخوته إلى أبيه كان – بإذن الله- سبب عودة
البصر إلى أبيه ، وقدوم الجميع إلى مصر ليلتئم الشمل .
5- لم تستنكر نساء الذوات أن تعشق المرأة منهن شاباً تقطف معه الثمرة
المحرمة ، فهذا – في المجتمع الكافر – أمر عادي . إنما كان استنكارهن أن
تتهاوى امرأة العزيز أمام خادم تملكه ، ومتى كانت نساء الطبقة الراقية
يتعلقن بعبيدهنّ ، لقد أخطأت –إذاً – خطأ كبيراً ، وضلت ضلالاً بعيداً ...
ولاكت ألسنتهنّ تعلقها بيوسف ، وافتضاح أمرها بينهن فصارت قصتهما مثار
التفكه والتندّر . وأرادت ان ترغمهن وتقطع ألسنتهنّ ، فدعتهنّ إلى قصرها
واستقبلتهنّ استقبالاً كريماً وقدمت لهن مالذ وطاب من جنيّ الفاكهة ، فلما
انشغلن بذلك أمرت يوسف أن يدخل عليهنّ ، فلما رأين هذا الجمال الأخّاذ
سحرهنّ وأخذ بألبابهنّ ، وطغى عليهن بهاؤه فجرحن أيديهنَ بالسكاكين دون أن
يشعرن ، " وقلن حاشَ لله ، ما هذا بشراً ، إن هذا إلا ملك كريم "
وهنا تغتنم امرأة العزيز الفرصة لتقول : إنكنّ رأيتنّه مرة واحدة فملك
عقولكنّ وبهركنّ حسنه ، فلِمَ تلمنني فيه وهو بين يديّ كل صباح ومساء ،
فأذوب في حبه ، وأحلم ليلي ونهاري بوصاله . ثم تجترئ – أمام تهافتهنّ -على
طلب الفاحشة والإصرار عليها ، ويشاركنها بذلك فيطلبن منه ما طلبت . وزادت
فحشاً حين هددته كرة أخرى بالسجن إن استعصم ، وأبى ، فينضممن إليها ويسألنه
ذلك ، والدليل على ذلك قوله " وإلا تصرفْ عني كيدهن أصْبُ إليهنّ وأكنْ من
الجاهلين " وقوله في تحقق الملك منهنّ حين سألهنّ : " ما خطبكنّ إذ
راودْتُنّ يوسف عن نفسه ؟"
6- ويتعلق يوسف عليه السلام بحبل من الله قوي ، ويسأله السلامة من الفاحشة ،
وأن يصرف عنه كيدهنّ ، وينجيه منهن ومن فسادهنّ ، فينقذه الله تعالى مما
هو فيه .
وليس للمؤمن من عياذ إلا بالله ولا ملجأ إلا إليه ، ولا اعتماد إلا عليه . فهو – سبحانه –
الحصن الحصين والملجأ الأمين . إلا أن يوسف وهو تحت ضغط التهديد بارتكاب
الفاحشة أوالسجن ، قال : " ربّ ؛ السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه .." ولم
يختر النجاة منهما جميعاً: وَقد حُكِيَ أَنَّ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلام
لَمَّا قَالَ : " رب السِّجْن أَحَبّ إِلَيَّ " أَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ "
يَا يُوسُف ! أَنْتَ حَبَسْت نَفْسك حَيْثُ قُلْت السِّجْن أَحَبّ إِلَيَّ ,
وَلَوْ قُلْت الْعَافِيَة أَحَبّ إِلَيَّ لَعُوفِيت " . فعلى المسلم أن
يسأل الله تعالى العافية والنجاة من كل بلاء . " إنه هو السميع العليم "
7- مما يتألم له الإنسان الحر أن المفسدين المتنفذين غالباً ما يضحون
بالأبرياء ليتخلصوا من آثار مفاسدهم ومخازيهم . إننا لنشم رائحة فجور
النساء ينضم إلى صفاقة امرأة العزيز ، فيملأ خياشيم الرجال بنـَتـْن
خطيئاتهنّ ، ولا يرى هؤلاء لوأد هذه الفضيحة سوى تغييب الضحية البريئة في
أحد السجون فترة من الزمن فتنساه النساء أو تتناساه ، ولا يرين إليه سبيلاً
فييئسن منه . وهكذا يدفع الطاهر العفيف ثمن طهره وعفافه ، سجناً وألماً
وغصة ، نرى هذا في عالمنا السياسي حيث يُلقى الحر في السجون والمعتقلات ،
أو يحكم عليه بالموت لأنه أبى الدنية ورفض الذل والتمرغ في أوحال الخيانة
والعمالة ، وفي حياتنا الاقتصادية ،إذ يتسنم المسؤولية حيتان المال ،
يذللون القوانين لتكديسه في أرصدتهم، ويتخمون به على حساب الفقراء الذين لا
يجدون ما يسد رمقهم . فإذا زكمت رائحتهم الأنوف وانكشف أمرهم تنصلوا من
المسؤولية ودفعوا صغار عملائهم ضحايا لصوصيتهم ...
8- يغتنم الداعية الفرص السانحة لإيصال دعوته للناس ، ويستمر في أداء مهمته
في كل الظروف والأحوال . فيوسف عليه السلام كان داعية فيمن حوله حين كان
حراً يتنقل بين القصور وفي الأسواق والتجمعات ، ولا يتوقف عن هذا حين يدخل
السجن ، فيخدم هذا ويساعد هذا، ويخفف الأسى عن ذاك . حتى لقب بيوسف الصديق
وعرف بالإحسان بين المسجونين...يسألونه ويستشيرونه ، ويستفتونه ، وهو
يدعوهم إلى عبادة الله ويجيبهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
يسأله فـَتـَيان عن رؤياهما ، ويجلسان بين يديه ينتظران التأويل ، فيعرض
عليهما الإيمان بالله الواحد ونبذ الشرك ، وأن علمه الذي ينشره بن الناس من
فضل الله تعالى الواحد الأحد، ويعرّفهم على سبيل الصالحين قبله .
ولا بد من سلوك سبيل الإقناع في الدعوة ، وهذا ما فعله يوسف عليه السلام
الداعية الذكي ، إذ بدأ يقارن بين الصواب وإيجابياته والخطأ وسلبياته ، "
أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " وينتقل إلى الحديث عن فساد
الكون لوكان فيه أكثر من إله " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " ويطنب
في الحديث لأن الفتيين خاليا الذهن مما يقول فلا بد من تفصيل الفكرة
والإسهاب فيها ، فيقول : بنجم الفساد عن تنافس الشركاء ، وتفرقهم بعد
الخصام ، ولعل بعضهم أقوى من بعض فيعلو القوي على من هو أضعف منه " إذاً
لذهب كل إله بما خلق ، ولعلا بعضهم على بعض ..."
فإذا ما دعاهم إلى الإيمان بالله الواحد والتسليم له سبحانه يعرض لما يسألون ويوضح لهم ما يستفتون .
9- ولعل يوسف عليه السلام حين قال للساقي الذي نجا وعاد إلى خدمة الملك "
اذكرني عند ربك " وبين له أن في السجن مظلوماً لم يرتكب ذنباً . ولعل هذا
القول من يوسف في بسط القول ، والبحث عن الحق ، فكانت العقوبة لسيدنا يوسف
حين توسط للمخلوق بالمخلوق ( توسط للملك بالساقي ) فأنسى الشيطان الساقي ما
طلبه يوسف عليه السلام منه ،
ولم أرتح لمن قال : إن الشيطان أنسى يوسف ذكر الله واللجوء إليه ، فليس
للشيطان سبيل على الأنبياء .. إنه اجتهاد من يوسف أخطأه حين التمس النصرة
من البشر ، فلبث في السجن سبع سنوات " فأنساه الشيطان ذكر ربه ، فلبث في
السجن بضع سنين " .
10 – من الأدب في إبداء الرأي أن الملك حين رأى سبع بقرات هزيلة تأكل سبع
بقرات سمان ، وسبع سنابل يابسات تأكل سبع سنابل خضراستفتى العارفين وأصحاب
المشورة فقال : " يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي " . وهذا يذكرنا بقول
بلقيس : " يا أيها الملأ أفتوني في أمري " فماذا كان من أهل العلم
والمشورة؟
أ- اعترفوا بعدم العلم ، وهذا عين الصواب ، فما ينبغي لأحد أن يفتي بغير علم .
ب- لكنْ لابد من إبداء الرأي ، فقالوا " أضغاث أحلام " .
جـ- ولم يدّعوا أنْ لا تأويل لها ، ولعلهم أرادوا محوها من نفس الملك كي لا ينشغل بها .
د- بعض الناس قالوا : إن الرؤيا أول ما تعبّر ، وليس صحيحاً ، فبعد أن قالوا : أضغاث
أحلام أوّلها يوسفُ عليه السلام .
11- ومن الأدب كذلك أن تعرف حق العلماء من التوقير والاحترام ، وهذا ما
رأيناه عند الساقي حين التقى يوسف عليه السلام في السجن فكلمه بـ " يوسف
أيها الصدّيق " ، إن إكرام العلماء من إكرام العلم . وقد نرى في قول الساقي
" لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون " أن من معاني يعلمون " التعبيرللرؤيا
، فيعلمون قدر يوسف ، فيبحثون أمره وينصفونه " .
12- الكرامة والعزة من صفات المسلم ... طلب الملك رؤية يوسف ، بل أمر
بإخراجه من السجن وقال : " إيتوني به " وكان ليوسف أن يخرج من السجن فقد
جاءته الفرصة السانحة . إلا أنه دخل السجن بتهمة شنيعة هو بريء منها ، ولن
يخرج بعفو أحد ولوكان الملكَ . إنه يريد أن يخرج طاهراً عفيفاً بريئاً من
كل تهمة شائنة . وتعجب الملك والناس ... ووقر في نفوسهم أن الرجل صادق ،
فلا بد من البحث عن حقيقة سجنه وتعترف النساء بعد سبع سنين بالحقيقة " قلن
حاشَ لله ، ما علمنا عليه من سوء " وأقرت امرأة العزيز بذنبها ، وشهدت بصدق
يوسف عليه السلام " قالت امرأة العزيز : الآن حصحص الحق ، أنا راودته عن
نفسه ، وإنه لمن الصادقين " فيرتفع صوت الصدّيق يوسف وهو في السجن معلناً
أنه الأمين الذي لم يخن من رباه وأمنه على عرضه وماله " ذلك ليعلم أني لم
أخنه بالغيب ، وان الله لا يهدي كيد الخائنين " وهنا يأمر الملك بإحضاره
ليجعله مستشاره الشخصي " إيتوني به أستخلصْه لنفسي " فزاد على الجملة
الأولى " أستخلصه لنفسي "
ولما مثل بين يديه اختبره ، فكلمه ، فأعجب به فقربه إليه " فلما كلمه قال:
إنك اليوم لدينا مكين أمين " المكين في مكانته ومنزلته ، الأمين في مشورته
ورأيه .
13- هل يجوز للمسلم أن يطلب الإمارة ؟ فهو إما أن يكون أهلاً لها أو لايكون ...
فإن لم يكن أهلاً لها فهو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين يريد ان يتبوّأ عملاً ، فيفسده .
وإن كان أهلاً لها وطلبها فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى
الأشعري : " لا نستعمل على عملنا من أراده " وقال لعبد الرحمن بن سمرة " يا
عبد الرحمن ؛ لا تسأل الإمارة ، فإنك إن أعطيتَها عن مسألة وكلْتَ إليها ،
وإن أُعطيتَها عن غير مسألة أُعنتَ عليها " وكان أبو موسى الأشعري من
أهلها إذ كان أميراً على الكوفة لعمر رضي الله عنهما .
أما يوسف عليه السلام فقد قال للملك :" اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ
عليم " لأسباب منها : أ- أنه نبي ، والنبي قائد وأسوة ومعلم ، وهو أولى
الناس بتحمل المسؤولية .
ب- أنه المسلم الأول في مصر وليس هناك غيره يفعل فعله .
جـ - أنه صاحب التأويل ، وهو أولى الناس بتنفيذ ما أوّله ... والله أعلم .
ومع ذلك لاننسَ قول النبي صلى الله عليه وسلم " رحم الله أخي يوسف ، لو لم
يقل : اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ، ولكنْ أخّر ذلك عنه سنة "
عن القرطبي في تفسيره
تأملات تربوية في سورة يوسف (4)
الدكتور عثمان قدري مكانسي
1- "
وجاء إخوة يوسف ، فدخلوا عليه ، فعرفهم ، وهم له منكرون " . لا شك أنه
عرفهم فهم رجال ، قد اكتمل نموهم حين ألقوه في الجب ، ولم يتغيروا كثيراً
بعد ثلاثة عقود ، كما أنهم جاءوا معاً وعددهم عشرة ، يتكلمون العبرية –
لسانَ اليهود – وكل هذا ملفت للنظر ، كما أنه يتوقع مجيئهم . أما يوسف فقد
كان صغيراً ، وتغيرت ملامحه كثيراً حين اكتملت رجولته ، فلن يعرفوه ، كما
أنهم اعتقدوا موته ، وانتهى أمره عندهم ، وما عادوا يفكرون فيه ، ولم
يكونوا – لو أخذته قافلة - يتصورون أين سينتهي به المطاف لو بقي حياً ،
ولئن استقر به المقام في مصر ، فلن يكون سوى عبد ذليل وخادم لايؤبه له ،
ولن يخطر ببالهم أنه الوزير المتنفذ الذي بيده هذا السلطان كله ، وأن الله
تعالى مكن له في الأرض ، فبات يُشار إليه بالبنان ، ويقصده الناس من قريب
وبعيد كما يفعلون الآن .
ولنتصور الآن الحديث بينه وبينهم بالمصرية ، ولعلهم يعرفونها أو هناك مترجم
، فيوسف لم يكن يريد أن ينبههم إلى أنه يعرف لغتهم فينتبهوا له ، ويروزوه :
من أي البلاد قدمتم ؟
من أرض كنعان .
أراكم تتشابهون ، فهل أنتم من عشيرة واحدة أو بينكم قرابة؟
بل نحن إخوة ، وأبونا واحد ، هو النبي يعقوب .
أأنتم جميعاً ابن رجل واحد ؟
نعم ، ولنا أخ آخر بين يدي والده لا يفارقه لحظة واحدة ، فهو متعلق به كثيراً .
ويكرمهم يوسف عليه السلام ، فيجعلهم ضيوفه ، ثم يأمر فتيانه أن يملأوا
أوعيتهم بالقمح ويزيدوهم في الكيل ، ويطلب منهم أن يأتوا بأخيهم في المرة
القادمة فيَثبُت صدقُهم ، فإن لم يفعلوا فليسوا صادقين في ذلك ، وسيمنعهم
من دخول مصر ويأبى أن يَميرهم ....
وذكرنا قصتهم في المقال الأول من التأملات ، فلنعد إليها .
2- قد يظن أحدهم أن أبناء يعقوب هم الأنبياء من الأسباط ، وهذا وهمٌ
تـُسقطه القرائن ، بل الأنبياء من أحفاد أبنائهم ، إن النبي قدوة ، وهؤلاء
ليسوا قدوة ، وخطؤهم كثير وكبير استمر معهم حتى صاروا كهولاً وهم حتى
اللحظة الأخيرة يسيؤون إلى أخيهم يوسف ، ومن أساء إلى أخيه فلا بد أن تكون
إساءاته للناس متواترة . " إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل " ويقول يوسف في
نفسه متألماً " أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون " كما أننا نجد عدم
احترامهم لأبيهم - وأبناؤهم مثلهم - فيلومونه لوماً أقرب إلى التوبيخ حين
يخبرهم أنه يجد ريح يوسف " تالله إنك لفي ضلالك القديم " وهم يعترفون أمام
يوسف بخطئهم اعتراف المحاط بهم حين يكشف لهم عن نفسه " تالله لقد آثرك الله
علينا ، وإن كنا لخاطئين " ويسألون أباهم أن يعفو عنهم ويستغفر لهم "
قالوا : يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا ، إنا كنا خاطئين " وهل يصبحون أنبياء
حين يهرمون ويعجزون وهم الخاطئون ؟ ، وكلمة " الخاطئ " التي تكررت في سورة
يوسف تعني : الخطأ العمد الذي يصر صاحبه عليه .
3- الاستعطاف طريقة تربوية قد توصل للهدف على شرط أن يُقصد به الرجل الشهم المحسن . أما استعطاف اللئيم فذلٌ وخنوع يأباهما المسلم .
نرى ذلك حين رغبوا في سبيل استنقاذ أخيهم أن يتبرع أحدهم أن يُسترَقّ مكانه
، فأبى يوسف عليه السلام ، فلا عقوبة إلا لمن يستحق العقوبة ، والقاعدة
الشرعية تؤكد " ولا تزر
وازرة وزر أخرى " وأعلن هذا قائلاً " معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده "
4- يبدو أن الرجولة والخبرة في الحياة وتحمل المسؤولية زمناً طويلاً والعهودَ والمواثيق ،
والخوف من الوقوع في الخطأ مرة أخرى تخفف من غلواء الفساد ،
فهذا كبيرهم ( وقد يكون أكبرَهم عمراً أو مكانة ) يشعر بعظم المسؤولية .
فلما خلصوا يتناجون ويقلبون الأمور لم يستحسن العودة إلى فلسطين خوفاً
وخجلاً من لقاء أبيه حين يعود دون بنيامين ، ومن قبل فرّط في الحفاظ على
يوسف وجارى إخوته في التخلص منه " قال كبيرهم : ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ
عليكم موثقاً من الله ، ومن قبل ما فرطتم في يوسف " لقد طفح الكيل ، وما
عاد يحتمل ، فقرر أن يظل في مصر قرب أخيه بنيامين حتى يأذن له أبوه أو يأتي
الفرج من الله : " فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو
خير الحاكمين " وهذا دليل على انفراط عِقد العُصبة ثمّ إنه قال : حتى يحكم
الله لي . ولم يقل لنا
ووثـَق الإخوة الذين ذهبوا أمرهم بالاستشهاد بالقافلة التي كانت معهم ، وبسؤال أهل مصر الذين شهدوا الحادثة ،
5- الأمل بالله والوثوق به سمة المسلم إن قلب الأب كان مكلوماً فلم يصدقهم ،
وكرر قوله السابق " بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل ."
فقد بـَعُد ثلاثة من أولاده عنه :
أما أولهم : فيوسف الذي غاب عنه عقوداً وهو لا يعلم عنه شيئاً ، الولد
الغائب الذي لا يدري أبوه أحي هو أم ميت ، أين يقيم ، وكيف يحيا غيبته أشد
من غيبة غيره إلا أن يعقوب عليه السلام كان يعلم أن ابنه حي بسبب الرؤيا
التي رآها يوسف ، وهو ينتظر تحقيقها ، فيجتمعُ به .
وأما ثانيهم : فبنيامين الذي يقبع في أسر عزيز مصر ، يعرف أبوه مكانه إلا
أنه لا يستطيع القدوم ، وأمره صعب لكنه أقل صعوبة من حال يوسف الغائب الذي
لا يعلم عنه شيئاً .
وأما ثالثهم : فالكبير المنفي طوعاً ، لا يجرؤ على العودة ولقاء أبيه
إنها لمصيبة كبيرة علاجها اللجوء إلى الله تعالى والصبر عليها . " فصبر جميل ... "
إلا أن المصيبة تصغر حين تكبر ، وتضعف حين تشتد ، فقال ، وثقته بالله ثابتة
: عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً ، إنه هو العليم الحكيم " وقال معلماً
أبناءه اللجوء إلى الله في كل شيء " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وأعلم
من الله ما لا تعلمون " ويدفعهم إلى طرح اليأس والتشمير عن ساعد الجد
والبحث في مصر نفسها ، فهناك الأخوان الغائبان يوسف وبنيامين يقيمان ، وقد
دنت ساعة الفرج أما الكبير فقد عاد بعد أن أذن له أبوه بالعودة " يا بني
اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله " بل إنه ليجد ريح
يوسف حين خرج أخوه بقميصه إلى الأب الحزين .
6- العفو سبيل الصالحين حين يقبل على يوسف إخوتـُه للمرة الثالثة ، قد مسهم
الضر من تضعضعٍ في العيش الأسْري ، وفقر واضح ، وانكسار بيّن " فلما دخلوا
عليه قالوا : يا أيها العزيز ؛ مسنا واهلَنا الضر ، وجئنا ببضاعة مزجاة ،
فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ، إن الله يجزي المتصدقين " ويرى يوسف أنهم
تعلموا الدرس يكلمهم بالعبرية – لغتهم – مؤنباً " هل علمتم ما فعلتم بيوسف
وأخيه إذ أنتم جاهلون ؟ " وأرى كلمة " إذ أنتم " غيرَ قوله تعالى " إذ كنتم
" فالثانية للماضي ، والأولى للماضي والحاضر . فما تزالون تخطئون ولا
ترعوون .... ويذكر سبيل الإحسان ... إنها التقوى والصبر " إنه من يتق ويصبر
فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
وحين يطلبون الصفح يصفح عنهم دون لوم ولا عتاب . بل يدعو لهم بالخير ، وهذه
قمة العفو والتسامح ، وهذا دأب الصالحين " لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر
الله لكم ، وهو أرحم الراحمين " وكذلك يفعل الأب حين يستغفر اللهَ لهم ،
ويعفو عنهم .
بل إن يوسف عليه السلام يبلغ القمة في الصفح والغفران حين يتناسى ما فعله
إخوته به حين ألقوه في الجب ، ولا يذكرُه كي لا يشعروا بالحرج ، ولا يذكر
إلا كربته في السجن ، ويعزو إلى الشيطان وحده ما كان بينه وبين إخوته " ...
وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ، وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ
الشيطان بيني وبين إخوتي ."
7- التواضع والتذلل إلى الله دأب الصالحين
- الله تعالى أحسن به إذ أخرجه من السجن ، وجاء بأهله من البدو.
- الله سبحانه مَن آتاه الملك ، وعلمه من تأويل الأحاديث .
- يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .
- إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله ما لا تعلمون.
- عسى الله أن يأتيني بهم جميعا .
- وما أبرئ نفسي ،إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. إن ربي غفور رحيم.
- ذلك مما علمني ربي .
ولن يكون المُلـْكُ والعلم للصالحين سبيلَ عظمة وتكبر ، إنما هو سبيل إلى
التواضع والشكرِ للمنعم المتفضل . بل يدفع صاحبه أن يسأل الله تعالى أن
يجعل ذلك مقدمة للجنة وبشرى الرضا في الآخرة " رب قد آتيتني من الملك ،
وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطرَ السموات والأرض ؛ أنت وليي في الدنيا
والآخرة . توفني مسلماً ، وألحقني بالصالحين . "
ونحن معشر المسلمين نتعلم من يوسف عليه السلام أن الدنيا دار اختبار وأن
الآخرة دار قرار ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ....
الدكتور عثمان قدري مكانسي
1- "
وجاء إخوة يوسف ، فدخلوا عليه ، فعرفهم ، وهم له منكرون " . لا شك أنه
عرفهم فهم رجال ، قد اكتمل نموهم حين ألقوه في الجب ، ولم يتغيروا كثيراً
بعد ثلاثة عقود ، كما أنهم جاءوا معاً وعددهم عشرة ، يتكلمون العبرية –
لسانَ اليهود – وكل هذا ملفت للنظر ، كما أنه يتوقع مجيئهم . أما يوسف فقد
كان صغيراً ، وتغيرت ملامحه كثيراً حين اكتملت رجولته ، فلن يعرفوه ، كما
أنهم اعتقدوا موته ، وانتهى أمره عندهم ، وما عادوا يفكرون فيه ، ولم
يكونوا – لو أخذته قافلة - يتصورون أين سينتهي به المطاف لو بقي حياً ،
ولئن استقر به المقام في مصر ، فلن يكون سوى عبد ذليل وخادم لايؤبه له ،
ولن يخطر ببالهم أنه الوزير المتنفذ الذي بيده هذا السلطان كله ، وأن الله
تعالى مكن له في الأرض ، فبات يُشار إليه بالبنان ، ويقصده الناس من قريب
وبعيد كما يفعلون الآن .
ولنتصور الآن الحديث بينه وبينهم بالمصرية ، ولعلهم يعرفونها أو هناك مترجم
، فيوسف لم يكن يريد أن ينبههم إلى أنه يعرف لغتهم فينتبهوا له ، ويروزوه :
من أي البلاد قدمتم ؟
من أرض كنعان .
أراكم تتشابهون ، فهل أنتم من عشيرة واحدة أو بينكم قرابة؟
بل نحن إخوة ، وأبونا واحد ، هو النبي يعقوب .
أأنتم جميعاً ابن رجل واحد ؟
نعم ، ولنا أخ آخر بين يدي والده لا يفارقه لحظة واحدة ، فهو متعلق به كثيراً .
ويكرمهم يوسف عليه السلام ، فيجعلهم ضيوفه ، ثم يأمر فتيانه أن يملأوا
أوعيتهم بالقمح ويزيدوهم في الكيل ، ويطلب منهم أن يأتوا بأخيهم في المرة
القادمة فيَثبُت صدقُهم ، فإن لم يفعلوا فليسوا صادقين في ذلك ، وسيمنعهم
من دخول مصر ويأبى أن يَميرهم ....
وذكرنا قصتهم في المقال الأول من التأملات ، فلنعد إليها .
2- قد يظن أحدهم أن أبناء يعقوب هم الأنبياء من الأسباط ، وهذا وهمٌ
تـُسقطه القرائن ، بل الأنبياء من أحفاد أبنائهم ، إن النبي قدوة ، وهؤلاء
ليسوا قدوة ، وخطؤهم كثير وكبير استمر معهم حتى صاروا كهولاً وهم حتى
اللحظة الأخيرة يسيؤون إلى أخيهم يوسف ، ومن أساء إلى أخيه فلا بد أن تكون
إساءاته للناس متواترة . " إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل " ويقول يوسف في
نفسه متألماً " أنتم شر مكاناً والله أعلم بما تصفون " كما أننا نجد عدم
احترامهم لأبيهم - وأبناؤهم مثلهم - فيلومونه لوماً أقرب إلى التوبيخ حين
يخبرهم أنه يجد ريح يوسف " تالله إنك لفي ضلالك القديم " وهم يعترفون أمام
يوسف بخطئهم اعتراف المحاط بهم حين يكشف لهم عن نفسه " تالله لقد آثرك الله
علينا ، وإن كنا لخاطئين " ويسألون أباهم أن يعفو عنهم ويستغفر لهم "
قالوا : يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا ، إنا كنا خاطئين " وهل يصبحون أنبياء
حين يهرمون ويعجزون وهم الخاطئون ؟ ، وكلمة " الخاطئ " التي تكررت في سورة
يوسف تعني : الخطأ العمد الذي يصر صاحبه عليه .
3- الاستعطاف طريقة تربوية قد توصل للهدف على شرط أن يُقصد به الرجل الشهم المحسن . أما استعطاف اللئيم فذلٌ وخنوع يأباهما المسلم .
نرى ذلك حين رغبوا في سبيل استنقاذ أخيهم أن يتبرع أحدهم أن يُسترَقّ مكانه
، فأبى يوسف عليه السلام ، فلا عقوبة إلا لمن يستحق العقوبة ، والقاعدة
الشرعية تؤكد " ولا تزر
وازرة وزر أخرى " وأعلن هذا قائلاً " معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده "
4- يبدو أن الرجولة والخبرة في الحياة وتحمل المسؤولية زمناً طويلاً والعهودَ والمواثيق ،
والخوف من الوقوع في الخطأ مرة أخرى تخفف من غلواء الفساد ،
فهذا كبيرهم ( وقد يكون أكبرَهم عمراً أو مكانة ) يشعر بعظم المسؤولية .
فلما خلصوا يتناجون ويقلبون الأمور لم يستحسن العودة إلى فلسطين خوفاً
وخجلاً من لقاء أبيه حين يعود دون بنيامين ، ومن قبل فرّط في الحفاظ على
يوسف وجارى إخوته في التخلص منه " قال كبيرهم : ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ
عليكم موثقاً من الله ، ومن قبل ما فرطتم في يوسف " لقد طفح الكيل ، وما
عاد يحتمل ، فقرر أن يظل في مصر قرب أخيه بنيامين حتى يأذن له أبوه أو يأتي
الفرج من الله : " فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو
خير الحاكمين " وهذا دليل على انفراط عِقد العُصبة ثمّ إنه قال : حتى يحكم
الله لي . ولم يقل لنا
ووثـَق الإخوة الذين ذهبوا أمرهم بالاستشهاد بالقافلة التي كانت معهم ، وبسؤال أهل مصر الذين شهدوا الحادثة ،
5- الأمل بالله والوثوق به سمة المسلم إن قلب الأب كان مكلوماً فلم يصدقهم ،
وكرر قوله السابق " بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل ."
فقد بـَعُد ثلاثة من أولاده عنه :
أما أولهم : فيوسف الذي غاب عنه عقوداً وهو لا يعلم عنه شيئاً ، الولد
الغائب الذي لا يدري أبوه أحي هو أم ميت ، أين يقيم ، وكيف يحيا غيبته أشد
من غيبة غيره إلا أن يعقوب عليه السلام كان يعلم أن ابنه حي بسبب الرؤيا
التي رآها يوسف ، وهو ينتظر تحقيقها ، فيجتمعُ به .
وأما ثانيهم : فبنيامين الذي يقبع في أسر عزيز مصر ، يعرف أبوه مكانه إلا
أنه لا يستطيع القدوم ، وأمره صعب لكنه أقل صعوبة من حال يوسف الغائب الذي
لا يعلم عنه شيئاً .
وأما ثالثهم : فالكبير المنفي طوعاً ، لا يجرؤ على العودة ولقاء أبيه
إنها لمصيبة كبيرة علاجها اللجوء إلى الله تعالى والصبر عليها . " فصبر جميل ... "
إلا أن المصيبة تصغر حين تكبر ، وتضعف حين تشتد ، فقال ، وثقته بالله ثابتة
: عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً ، إنه هو العليم الحكيم " وقال معلماً
أبناءه اللجوء إلى الله في كل شيء " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وأعلم
من الله ما لا تعلمون " ويدفعهم إلى طرح اليأس والتشمير عن ساعد الجد
والبحث في مصر نفسها ، فهناك الأخوان الغائبان يوسف وبنيامين يقيمان ، وقد
دنت ساعة الفرج أما الكبير فقد عاد بعد أن أذن له أبوه بالعودة " يا بني
اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله " بل إنه ليجد ريح
يوسف حين خرج أخوه بقميصه إلى الأب الحزين .
6- العفو سبيل الصالحين حين يقبل على يوسف إخوتـُه للمرة الثالثة ، قد مسهم
الضر من تضعضعٍ في العيش الأسْري ، وفقر واضح ، وانكسار بيّن " فلما دخلوا
عليه قالوا : يا أيها العزيز ؛ مسنا واهلَنا الضر ، وجئنا ببضاعة مزجاة ،
فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ، إن الله يجزي المتصدقين " ويرى يوسف أنهم
تعلموا الدرس يكلمهم بالعبرية – لغتهم – مؤنباً " هل علمتم ما فعلتم بيوسف
وأخيه إذ أنتم جاهلون ؟ " وأرى كلمة " إذ أنتم " غيرَ قوله تعالى " إذ كنتم
" فالثانية للماضي ، والأولى للماضي والحاضر . فما تزالون تخطئون ولا
ترعوون .... ويذكر سبيل الإحسان ... إنها التقوى والصبر " إنه من يتق ويصبر
فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
وحين يطلبون الصفح يصفح عنهم دون لوم ولا عتاب . بل يدعو لهم بالخير ، وهذه
قمة العفو والتسامح ، وهذا دأب الصالحين " لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر
الله لكم ، وهو أرحم الراحمين " وكذلك يفعل الأب حين يستغفر اللهَ لهم ،
ويعفو عنهم .
بل إن يوسف عليه السلام يبلغ القمة في الصفح والغفران حين يتناسى ما فعله
إخوته به حين ألقوه في الجب ، ولا يذكرُه كي لا يشعروا بالحرج ، ولا يذكر
إلا كربته في السجن ، ويعزو إلى الشيطان وحده ما كان بينه وبين إخوته " ...
وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ، وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ
الشيطان بيني وبين إخوتي ."
7- التواضع والتذلل إلى الله دأب الصالحين
- الله تعالى أحسن به إذ أخرجه من السجن ، وجاء بأهله من البدو.
- الله سبحانه مَن آتاه الملك ، وعلمه من تأويل الأحاديث .
- يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .
- إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله ما لا تعلمون.
- عسى الله أن يأتيني بهم جميعا .
- وما أبرئ نفسي ،إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. إن ربي غفور رحيم.
- ذلك مما علمني ربي .
ولن يكون المُلـْكُ والعلم للصالحين سبيلَ عظمة وتكبر ، إنما هو سبيل إلى
التواضع والشكرِ للمنعم المتفضل . بل يدفع صاحبه أن يسأل الله تعالى أن
يجعل ذلك مقدمة للجنة وبشرى الرضا في الآخرة " رب قد آتيتني من الملك ،
وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطرَ السموات والأرض ؛ أنت وليي في الدنيا
والآخرة . توفني مسلماً ، وألحقني بالصالحين . "
ونحن معشر المسلمين نتعلم من يوسف عليه السلام أن الدنيا دار اختبار وأن
الآخرة دار قرار ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ....
Password- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 7606
التقييم : 9
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
جزاك الله خير
Password- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 7606
التقييم : 9
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
اشكرك على الموضوع
بانتظار المزيد
تقبل مروري
بانتظار المزيد
تقبل مروري
khalil Ahmed- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 5720
التقييم : 0
العمر : 28
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
شكرا لك
قاهر المساعدة- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 3201
التقييم : 0
العمر : 30
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
ششكرآ لكك
موضوع مميز
اخوكك
GeVeX
موضوع مميز
اخوكك
GeVeX
GeVeX- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2114
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
اسعد الله اوقاتك اخي
وشكرا جزيلا لك على الموضوع
تحياتي
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
شكراً جزيلاً على هذا الموضوع الرائع
مسلمة وأفتخر- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 3247
التقييم : 0
العمر : 30
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
يسلمووووووووو
موضوع أكثر من رائع
أبدعت بالقلم المميز
ننتظر كل جديدك
تقبل مرورى
موضوع أكثر من رائع
أبدعت بالقلم المميز
ننتظر كل جديدك
تقبل مرورى
AmEeR AlSaAiDI- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2860
التقييم : 0
العمر : 28
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
شكرا لك علي موضوعك الرائع :;وردة حمراء ه:
العابد لله- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 670
التقييم : 0
العمر : 34
احترام قوانين المنتدى :
رد: والعلم لم يهمّ ،
]جزآڪ آللهـّ آلف خيّر علىّـآ آلموٍِضوٍِع آلمفيد وٍِ آلرآئع
بآرٍِڪ آللهـّ فيڪ وٍِآنآلڪ ڪل مآآفي بآلڪ وٍِآبعدڪ عن
ڪل شرٍِ وٍِحسد وحقد وآدخلڪ من فسيح جنآتهـّ يآآرب
مواضيع مماثلة
» مائدة المسلم بين الدين والعلم
» مائدة المسلم بين الدين والعلم
» ماهو القرين في القرآن والعلم ؟؟؟؟؟!!!!!
» المرأة والعلم الذي يجب أن تتعلمه
» النصح لمن اشتغل بتفضيل عالم على آخر في المنزلة والعلم
» مائدة المسلم بين الدين والعلم
» ماهو القرين في القرآن والعلم ؟؟؟؟؟!!!!!
» المرأة والعلم الذي يجب أن تتعلمه
» النصح لمن اشتغل بتفضيل عالم على آخر في المنزلة والعلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى