إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
+8
رامى سيد
سنشي كودو
قلب الجزائر
)~HeRo~(
GeVeX
khalil Ahmed
تورقى
عينيا دوت كوم
12 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا |
|
عبدالعزيز رجب |
الحمد لله وكفى،وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى،وأصلي وأسلم على نبيه المجتبي ،وعلى آله وصحبه ومن ولى. وبعد فالدعوة الصادقة إلى الله-تعالى- هي سبيل كل داعية مخلص لتبليغ هذا الدين وتبصير الناس بأخلاقه وآدابه وأحكامه كما قال تعالى:{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ }[يوسف : 108]. وكل دعوة تحتاج إلى دعاة يحملونها على أكتافهم ،ويبلغونها إلى الناس،لكن ثمار هذه الدعوة مع هؤلاء الدعاة لا تؤتى ثمارها إلا إذا تجردوا لها ،واخلصوا لله رب العالمين،بحيث لا يكون لأي شيء نصيب غيرها. فما هو التجرد؟، وما هي أهميته للدعوة؟،وما هي مظاهر وسمات المتجردين للدعوة؟ ثم كيف أصبح متجردا إلى الله –رب العالمين؟ الإجابة عن هذه التساؤلات فى هذا الموضوع: |
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
تعريف التجرد:
لغة: مأخوذ من مادة ج ر د، وجَرَدَ الشيءَ يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ
قشَره... والجُرْدَةُ بالضم أَرض مسْتوية متجرِّدة... والسماءُ جَرْداءُ إِذا
لم يكن فيها غَيْم .. والتجرُّدُ التعرِّي (1)
وفى الاصطلاح:هو التجرد من الأهواء المذهبية أو العنصرية أو القومية أو
السياسية،بأن يَخلص نفسه لله.
ويعرفه الإمام البنا : أن تتخلص لفكرتك مما سواها من المبادئ والأشخاص ، لأنها
أسمى الفكر وأجمعها و أعلاها. (2)
وبمعنى آخر: أن تجعل نفسك وقفًا لله .
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
الفرق بين الإخلاص والتجرد:
ربما يظن البعض أن الإخلاص هو التجرد لأنهما متقاربان فى المعنى والمضمون ،ومن
الصعب كذلك التفريق بينهما،ولكن نقاط الفرق بينهما:
1-قيل : أن الإخلاص أشمل وأعم من التجرد , لأن الإخلاص هو عبارة عن مجموعة من
التجردات ; فأنا أتجرد لله في العمل , وأتجرد لله في الفكرة , وأتجرد لله في
القول
2-وقيل:الإخلاص حق الله ، والتجرد حق دعوته ودينه.
3-وقيل :الإخلاص يكون قبل العمل،والتجرد يكون إثناء العمل.
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
أنواع الناس من حيث غايتهم من عمل الخير:
يختلف الناس من حيث الغاية التي من أجلها يفعلون الخير،فمنهم من يريد الدنيا
،ومنهم من يريد الآخرة،ومنهم من يريد أن يجمع بينهما،فهل تكون النتيجة واحده؟
أم تختلف حسب الغاية من العمل؟
عن ذلك يقول الإمام البنا: "الناس رجلان:
رجل يعمل ما يعمل من الخير ، أو يقول ما يقول من الحق ، وهو يبتغى بذلك الأجر
العاجل ، والمثوبة الحاضرة ، من مال يجمع ، أو ذكر يرفع ، أو جاه يعرض ويطول ،
أو لقب ومظهر يصول به ويجول: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ
النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ
مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل
عمران:14].
ورجل يعمل ما يعمل ويقول ما يقول لأنه يحب الخير لذاته ، ويحترم الحق لذاته
كذلك ، ويعلم أن الدنيا لا يستقيم أمرها إلا بالحق والخير ، وأن الإنسان لا
تستقيم إنسانيته كذلك إلا إذا رصد نفسه للحق والخير: {وَالْعَصْرِ , إِنَّ
الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ , إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1-3] ولأنه يحب الله
ويخشاه ويرجوه ، ويقدر نعمته ـ عليه في الوجود والقدرة والإرادة والعلم وسائر
ما منحه إياه ، ففضله بذلك على كثير ممن خلق تفضيلا ، وهو يعلم أن الله قد أمر
بالخير فقال: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج:77] ،
وأوصى بالثبات على الحق ، فقال: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى
الْحَقِّ الْمُبِينِ} [النمل:79] ، فهو لهذا يرجو ما عند الله ، ويبتغى بقوله
وعمله مرضاته وحده.
وقد يرتقى به هذا الشعور فيرى أن كل ما سوى الله باطل ، وكل ما عداه زائل ، فمن
وجده فقد وجد كل شيء ، ومن فقد شعوره بربه فقد فقد كل شيء: {هُوَ الأَوَّلُ
وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
[الحديد:3] , فهو لهذا لا يرى أحدا غيره حتى يولى إليه وجهه ، أو يصرف نحوه حقه
وخيره: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}
(الذاريات:50], {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [لنجم:42] , أو لأنه يعلم
أن هذه الدنيا فانية زائلة ، وكل ما فيها عرض حقير ، وخطر يسير ، من ورائه حساب
عسير ، وأن الآخرة هي دار القرار ، فهو يزهد كل الزهادة في الجزاء في هذه
الدنيا ، ويرجوه في الأخرى.
فالمال إلى ضياع وورثة ، والجاه إلى تقلص ونسيان ، والعمر إلى نفاد وانقضاء
مهما طال: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ}[النحل:96] ،
{وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[الأعلى:17] ، وهو يرجو المثوبة نعيما في الجنة
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا.
ومن الناس قسم ثالث يود أن يأخذ من هذه وتلك ، وقلما يستقيم له الأمر ، فهما
ضرتان إن أرضيت أحداهما أغضبت الأخرى ، وكفتا ميزان إن رجحت واحدة شالت واحدة.
على أن المقطوع به أن من أراد الدنيا وحدها خسر الآخرة ، ومن أراد الآخرة
حازهما معا ، وصح له النجاح فيهما جميعا ، ومن خلط بينهما كان على خطر عظيم:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ
نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً ,
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ
كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً} [الإسراء:18-19].
ومن هنا آثر الصالحون من عباد الله في كل زمان ومكان أن يتجردوا للغايات العليا
، ويصرفوا نياتهم ومقاصدهم وأعمالهم وأقوالهم إلى الله جل وعلا ، متجردين لذلك
من كل غاية ، متخلصين من كل شهوة: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:5]. (3)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
التجرد لا تعني الانسحاب من الحياة:
لأنه لو تجرد الداعية من جميع الشهوات، لأصبح ملكا من الملائكة، لأن المخلوقات
الذين ليس عندهم شهوات هم الملائكة، وهذا مستحيل أن يصبح الإنسان ملكاً، كيف
يريد الإنسان أن يصبح ملكاً؟ ولذلك حتى في المجتمع القدوة مجتمع الرسول- صلى
الله عليه وسلم- حدثت هناك بعض الأخطاء الناتجة عن شهوات، فمثلاً من الصحابة من
وقع في الزنا مثل ماعز والغامدية ، ومن الصحابة من قبل امرأة ،فعن ابن
مسعود-رضي الله عنه-أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبي- صلى الله عليه
وسلم- فأخبره ، فأنزل الله-عز وجل : { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ
وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود : 114] فقال الرجل : يا رسول الله ، ألي
هذا ؟ قال : لجميع أمتي كلهم". (4)
فإذاً ليس المطلوب هو إلغاء الشهوات بالكلية، لأن من الشهوة ما يكون مفيداً
مثل: إتيان الرجل لزوجته من أجل النسل والذرية، لو لم يكن هناك شهوة عندهما لما
حصل الإنجاب ولما حصلت الذرية.
فالله عز وجل جعل هذه الأشياء لحكم فيها مصالح للعباد، فلذلك إلغاءها بالكلية
أمر مستحيل أصلاً، لا نفكر في إلغائها بالكلية، ولكن المطلوب هو توجيه هذه
الأشياء وجهةً سليمة؛ وهذا لا يتم إلا بالتربية، والتربية هي التي تساعد في
تهذيبها وتوجيهها الوجهة السليمة.
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
أهمية التجرد:
ترجع أهمية التجرد إلى
1-خطورة المرحلة:
إننا في منعطف خطير، يجب علينا أن نجرد فيه دعوتنا إلى الله، وأن نجرد فيه
أعمالنا لله، أن نجرد أقوالنا وأفعالنا له -جل جلاله-،وأن نبتغي بدعوتنا وقولنا
وعملنا وفعلنا وجه الله- سبحانه-.
فعن أبى هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" طوبى
لعبد آخذ بعنان فرسه فى سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان فى الحراسة كان
فى الحراسة وإن كان فى الساقة كان فى الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم
يشفع".(5)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
2-لتمحيص الصفوف من الدعاة المزيفين:
فلا يعمل للإسلام بحق إلا من تجرد لها وعمل لها بإخلاص وبذل كل ما فى وسعه من
أجلها،يقول الإمام البنا: دعوة الإسلام عامة تجمع و لا تفرق و لا ينهض بها و لا
يعمل لها إلا من تجرد من كل ألوانه و صار لله خالصا. (6)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
3- من أجل انتصار الدعوة:
يقول صاحب الظلال فى قوله تعالى:{ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ
مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة :
145] . .
لقد كان الله يعد هذه الجماعة لأمر أكبر من ذواتها وأكبر من حياتها . فكان من
ثم يجردها من كل غاية ، ومن كل هدف ومن كل رغبة من الرغبات البشرية - حتى
الرغبة في انتصار العقيدة - كان يجردها من كل شائبة تشوب التجرد المطلق له
ولطاعته ولدعوته . . كان عليهم أن يمضوا في طريقهم لا يتطلعون إلى شيء إلا رضي
الله وصلواته ورحمته وشهادته لهم بأنهم مهتدون . . هذا هو الهدف ، وهذه هي
الغاية ، وهذه هي الثمرة الحلوة التي تهفو إليها قلوبهم وحدها . . فأما ما
يكتبه الله لهم بعد ذلك من النصر والتمكين فليس لهم ، إنما هو لدعوة الله التي
يحملونها ...هذه هي التربية التي أخذ الله بها الصف المسلم ليعده ذلك الإعداد
العجيب ، وهذا هو المنهج الإلهي في التربية لمن يريد استخلاصهم لنفسه ودعوته
ودينه من بين البشر أجمعين . (7)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
4-أقرب طريق للوصول للقلوب:
يوم يتنزه الناصح والداعي عن المطامع وحطام الدنيا تعلو مكانته عند الناس،
ويعظم قدره في عيونهم، ويرون صدق إخلاصه، فيكون لذلك أثره في القبول: { إِنْ
أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ } [هود:88]، ما لي عندكم من غرض،
ولا فيكم من مآرب، إلا أن يجري الله الخير على يدي بما أقول، إبراء لذمتي، وبما
أرقب من النفع استجابة لدعوتي.
فالله الله في مثل هذا السلوك؛ لأنه هو الذي يقود بإذن الله إلى حصول الأثر.
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
فوائد التجرد:
ولا شك إذا تجرد الدعاة إلى الله –جل وعلا-فإنهم سينعمون بالخير الكثير من الرب
الكريم،مثل:
1-المتجرد يصبح مثل الملائكة :
والملائكة مثال لمن تجرد لمحض الخير،قال - تعالى- فيهم:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[التحريم:6] ولذلك يقول الإمام
الغزالي :"التجرد لمحض الخير دأب الملائكة المقربين، والتجرد للشر دون التلافي
سجية الشياطين، والرجوع إلى الخير بعد الوقوع في الشر ضرورة الآدميين؛ فالمتجرد
للخير ملك مقرب عند الملك الديان، والمتجرد للشر شيطان.." (8)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
2-دليل على صدق الإيمان:
عن شداد بن الهاد - رضي الله عنه - :أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي -صلى
الله عليه وسلم- ، فآمن به واتبعه ، ثم قال : أهاجر معك ، فأوصى به النبي -صلى
الله عليه وسلم- بعض أصحابه ، فلما كانت غزاة ، غنم النبي -صلى الله عليه وسلم-
شيئا ، فقسم وقسم له ، فأعطى أصحابه ما قسم له ، وكان يرعى ظهرهم ، فلما جاء
دفعوه إليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قسم قسم لك النبي- صلى الله عليه وسلم- ،
فأخذه ، فجاء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ما هذا ؟ قال :
«قسمته لك» ، قال : ما على هذا اتبعتك ، ولكن اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا -
وأشار إلى حلقه - بسهم فأموت ، فأدخل الجنة ، فقال:"إن تصدق الله
يصدقك"،فلبثوا قليلا ، ثم نهضوا في قتال العدو ، فأتى به النبي- صلى الله عليه
وسلم- يحمل قد أصابه سهم حيث أشار ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: «أهو
هو» قالوا نعم ، قال : «صدق الله فصدقه» ، ثم كفنه النبي -صلى الله عليه وسلم-
في جبته ، ثم قدمه فصلى عليه ، فكان مما ظهر من صلاته:"اللهم هذا عبدك خرج
مهاجرا في سبيلك ، فقتل شهيدا ، أنا شهيد على ذلك. (9)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
3-انتظار الأجر العظيم من الله:
قال تعالى:{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا
بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً}[الأحزاب : 23،24]
فهذا مشهد من مشاهد التجرد لله، وصورة رجاله الذين صدقوا الله فصدقهم، فنالوا
الجنة عن موقف تجردت فيه قلوبهم لله تمام التجرد، دون سابقة أعمال مأثورة أو
تاريخ دعوى تليد، فقط دخلوا الجنة بوقفة وقفوها.
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
مظاهر التجرد:
وللتجرد مظاهر واضحة وجلية على المتجردين فى دعوتهم لله0رب العالمين-من هذه
المظاهر:
1-التجرد في طلب الحق :
أن يكون باحثاً عن الحق ، حتى لو كان عند خصمه ،ولهذا كان الإمام الشافعي رحمه
الله تعالى يقول : ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطئ ،وقال أيضا : ما كلمت
أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ، وما كلمت أحداً قط إلا ولم أبال
بَيّنَ الله الحق على لساني أو لسانه. (10)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
شكرا لكى ..
تورقى- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 442
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
2-الرجوع إلى الحق:
وعدم التمادي فى الخطأ إذا ظهر أنه خطأ وظهر الصواب غيره،قال الفاروق عمر بن
الخطاب في رسالته المشهورة إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما -:"ولا
يمنعنك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك ،فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه
الحق ، فإن الحق قديم لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في
الباطل".(11)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
3-عدم كتمان الحق:
فلا يجوز أن يُحجب شيئا من الحق ، وقد ذم الله سبحانه وتعالى اليهود لأنهم
يتصفون بكتم الحق وتلبيسه بالباطل .
قال الله تعالى :{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ
بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران : 71]
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
4-قبول الحق من كل من قاله كائناً من كان:
عن قتيلة بنت صيفي الجهينية-رضي الله عنها- قالت : أتى حبر من الأحبار رسول
الله- صلى الله عليه و سلم –فقال: يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون،
قال: سبحان الله وما ذاك؟ قال :تقولون إذا حلفتم والكعبة. قالت :فأمهل رسول
الله- صلى الله عليه و سلم -شيئا ثم قال: انه قد قال فمن حلف فليحلف برب الكعبة
.قال: يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله ندا. قال: سبحان الله وما
ذاك؟ قال تقولون ما شاء الله وشئت .قال :فأمهل رسول الله- صلى الله عليه و سلم
-شيئا ثم قال: انه قد قال فمن قال ما شاء الله فليفصل بينهما ثم شئت".(12)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
5- عدم الركون إلى الدنيا :
وما فيها من شهوات ومناصب وأموال ... قال تعالى:{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ
الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ
ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل
عمران : 14]
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
6- الصدع بالحق:
وعدم الركون إلى الباطل وأهله،قال تعالى:{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ
عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر : 94]،قال:{ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ
ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ
أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} [هود : 113]
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
وسائل عملية تعين على التجرد:
إن التجرد مرتبة سامقة، ودرجة سامية، لا يتسنى لإنسان أن ينالها إلا بمجاهدة،
لا ينبغي أن ينالها نهمْة لا يشبعون، أو غلْمة لا يتعففون ،لا ينالها إلا من
ألزم نفسه الطاعات وألجمها عن الشهوات وصرفها عن الشبهات أحق أن ينال مرتبة
التجرد.
وهذه وسائل تساعد على التجرد منها:
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
1-أداء العبادات بإتقان:
أ)الصلاة:
وشرط قبولها التجرد،فقد كان الصحابة فى بادئ المر يتكلمون في أثناء الصلاة فيما
يعرض لهم من حاجات عاجلة . حتى نزلت هذه الآية{ حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ
والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة : 238]، فعلموا
منها أن لا شغل في الصلاة بغير ذكر الله والخشوع له والتجرد لذكره.وفى الحديث
القدسي عن علي –رضي الله عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم-عن رب العزة- جل
وعلا-قال:" إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي ولم يتكبر على خلقي وقطع نهاره
بذكرى ولم يبت مصرا على خطيئتي يطعم الجائع ويؤوى الغريب ويرحم الصغير ويوقر
الكبير فذاك الذي يسألني فأعطيه ويدعوني فأستجيب له ويتضرع إلى فأرحمه فمثله
عندي كمثل الفردوس فى الجنان لا يتسنى ثمارها ولا يتغير حالها".(13)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
ب)الزكاة والصدقة:
فلا يقبلها الله –عز وجل- إلا إذا كانت خالصة متجرة من جميع الأهواء، قال
تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم
بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ
فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا
كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }(البقرة:264)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
ج)الصوم:
فالصائم يجرد نفسه من جميع الشهوات ،فلا يأكل ولا يشرب ،ولا يجامع طالما كان
صائما،فيساعد المسلم على عدم تحكم هذه الشهوات فيه،عن أبى هريرة –رضي الله
عنه-عن النبي –صلى الله عليه وسلم-عن رب العزة جل وعلا قال: الصيام جنة وإذا
كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى امرؤ
صائم". (14)
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
د)الاعتكاف:
والاعتكاف بمعنى: الخلوة إلى الله في المساجد ،وعدم دخول البيوت إلا لضرورة
قضاء الحاجة ، أو ضرورة الطعام والشراب - يستحب في رمضان في الأيام الأخيرة .
وكانت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر منه . . وهي فترة
تجرد لله .ومن ثم امتنعت فيها المباشرة تحقيقاً لهذا التجرد الكامل ، الذي
تنسلخ فيه النفس من كل شيء ، ويخلص فيه القلب من كل شاغل :{ وَلاَ
تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } [البقرة : 187]
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: إلى الدعاة إلى الله : فلنتجرد لدعوتنا
ه)-الحج :
والحج من أهم العبادات التي يستشعر فيها المسلم المعنى الحقيقي للتجرد، فهو
يترك الأهل والوطن، ويتجرد من ثيابه، فيرتدي ثوبًا أشبه بالكفن، ويؤدي مناسك لا
يعلم حكمتها إلا الله، ويستشعر المسلم معنى التجرد في طوافه الخالص لله
بالكيفية التي أرادها الله، وفي التلبية التي يهتف بها الحاج معلنًا تجرده لله
وبراءته من الشريك والنظير .. وفي ذلك كله التجرد من شهوات النفس ومطالب
الهوى،قال تعالى:{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ
الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ }[البقرة :
197]
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» الابتــلاء طريق الدعاة إلى الله عز وجل
» وقود الدعاة إلى الله في الفتن
» يا نساء الدعاة احتسبن..!
» واجبنا عند اختلاف الدعاة
» 21576: أعراض الدعاة والمصلحين
» وقود الدعاة إلى الله في الفتن
» يا نساء الدعاة احتسبن..!
» واجبنا عند اختلاف الدعاة
» 21576: أعراض الدعاة والمصلحين
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى