مثال للمدير الحكيم الحازم
+5
AgiLiEdiI
G.Mohamed
الدعم
ساحرة القلوب
عينيا دوت كوم
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مثال للمدير الحكيم الحازم
لقد عاش شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله عمرا مديدا قضاه في
علم ودعوة تربية للأجيال بالأقوال والأفعال، وفي رعاية لتلاميذه وقرب منهم
حتى ليحس كل منهم أنه هو الأثير عنده المقدم على غيره.
سمعت به لأول مرة بقريتنا ( برقا ) من الديار النابلسية بفلسطين ، وكان ذلك
منذ 52 عاما ، وقدمت إلى الديار السعودية سنة 1368هـ بعد أ، حصلت على
شهادة الثانوية العامة ، وكلي شوق إلى لقائه ، وزرته حيث كان في الدلم التي
أصبحت بوجوده فيها مثابة لطالبي طريق الحق ، كان يقضي بين أهل البلدة
ويعلم ويخطب يعظ ويفتي ، ويربي الصغار والكبار بالأمر والنهي حسب هدي
الكتاب والسنة يقتدون بهدية وسمته ، ويتأسون بقوله وفعله ، وخشوعه وعبادته
وصدعه بالحق ، يسألهم عن أحوالهم ومشكلاتهم ويشاركهم في حلها والخلاص منها ،
ولا يدخر عن أحد شفاعة يقدر عليها ، يستمع لآرائهم واقتراحاتهم وملاحظاتهم
ويسددها ما وجد إلى ذاك سبيلا.
كان يقضي سحابه نهاره وجزءا من ليله بين رعيته وتلاميذه وضيوفه كأنما هو أب
جنون أو أخ مشفق قد جعل بيته ومسجده والطريق بينهما مدرسة للإيمان
والأخلاق والآداب العالية ، ولا يكاد يترك فرصة من فائدة في ذلك يفيدها أو
يثيرها ، والله تعالى في ذلك يعينه ويقويه ويمدده بطاقة يعجز عنها الرجال .
لقد عاش شيخنا هذا الأسلوب في الدعوة والتربية طيلة حياته المديدة المباركة
وعندما جاء إلى الرياض للتدريس بكلية الشريعة سنة 1372هـ أو التي بعدها
نهلنا من علومه وتحقيقاته وتوجيهاته.
وبعد تخرجي من الكلية سنة 1376هـ عملت مديرا للمعهد العلمي في شقراء عام
1377هـ وحين عدت في الإجازة الصيفية إلى الرياض أسدى إلي نصيحة لا أزال
أنعم من فضل الله بآثارها : قال لي : " مالك وللإدارة " وهكذا كان ، فعدت
إلى الرياض للعمل مدرسا بكلية الشريعة ، ونعمت فيها خلال خمس سنوات بزمالته
، وكانت فرصة هنيئة للأخذ عنه والمشاورة والمباحثة له في دقائق العلم وما
تثيره المحاضرات من المشكلات العلمية وعندما انتقل شيخنا إلى المدينة
المنورة سنة 1282هـ ليؤسس جامعتها الإسلامية المباركة استتبعني هناك عضوا
في هيئة التدريس ، فكان مثال للإدارة الحكمية الحازمة ، التي تجعل الشورى
دستور عملها ، وكانت أرائه السديدة بعد أن تمحض الشورى زبدتها ، وتشار
شهادته ، تفتح أفاق العمل ، وتقيمه على أحسن الوجوه .
وبعد أن غادرت إلى الكويت سنة 1385هـ وإلى حين أن لقي شيخنا ربه في هذه
الأيام لم تزل تصلني مكاتباته ولم يزل يحمل الغادين والرائحين وكل من جاءني
من قبله أمانة السلام وعلق المودة.
والذكريات مع شيخنا كثيرة أذكر منها أنني انتهزت فرصة قيامي قبل سنتين
برحلة من عمان إلى جدة للمشاركة في دورة مجمع الفقه الإسلامي ، فزرته في
الطائف ، ورافقني إليه شاب هو ابن لأحد القدامى من تلاميذ الشيخ ، فأخذ
الشيخ يسأل ذلك الشاب عن أحواله وعمله وشأن أسرته وعما تم بخصوص مشروع
زواجه ،فعجبت من مشاركة الشيخ الحميمة لطلابه وأبناء طلابه ، مع طول الزمان
وبعد المكان .
وأذكر أنه حضر في ذلك المجلس شاب من أهل الكويت ، حدثا الأسنان ، فأسرهم
حديثه ، وطلبوا منه الوصية لهم في أمر دينهم وعلمهم وشؤون حياتهم ، فكانت
لهم منه وصية لو أنها دونت لكانت دستورا للشباب الواعي الذي يريد تعلم
أحكام دينه والسير على منهاج نبيه في التواصي بالحق والصبر في شؤون حياته
وحمل دعوة الإسلام ، وكان أجمل ما في تلك الوصية روح النصح والمحبة التي
أحسوا بها وامتلأت بها قلوبهم وجوانحهم ، حتى لأظن أن مجلسهم ذاك لن تمحى
صورته من خيالهم طيلة حياتهم .
الشيخ الدكتور محمود سليمان الأشقر
عمان – الأردن
علم ودعوة تربية للأجيال بالأقوال والأفعال، وفي رعاية لتلاميذه وقرب منهم
حتى ليحس كل منهم أنه هو الأثير عنده المقدم على غيره.
سمعت به لأول مرة بقريتنا ( برقا ) من الديار النابلسية بفلسطين ، وكان ذلك
منذ 52 عاما ، وقدمت إلى الديار السعودية سنة 1368هـ بعد أ، حصلت على
شهادة الثانوية العامة ، وكلي شوق إلى لقائه ، وزرته حيث كان في الدلم التي
أصبحت بوجوده فيها مثابة لطالبي طريق الحق ، كان يقضي بين أهل البلدة
ويعلم ويخطب يعظ ويفتي ، ويربي الصغار والكبار بالأمر والنهي حسب هدي
الكتاب والسنة يقتدون بهدية وسمته ، ويتأسون بقوله وفعله ، وخشوعه وعبادته
وصدعه بالحق ، يسألهم عن أحوالهم ومشكلاتهم ويشاركهم في حلها والخلاص منها ،
ولا يدخر عن أحد شفاعة يقدر عليها ، يستمع لآرائهم واقتراحاتهم وملاحظاتهم
ويسددها ما وجد إلى ذاك سبيلا.
كان يقضي سحابه نهاره وجزءا من ليله بين رعيته وتلاميذه وضيوفه كأنما هو أب
جنون أو أخ مشفق قد جعل بيته ومسجده والطريق بينهما مدرسة للإيمان
والأخلاق والآداب العالية ، ولا يكاد يترك فرصة من فائدة في ذلك يفيدها أو
يثيرها ، والله تعالى في ذلك يعينه ويقويه ويمدده بطاقة يعجز عنها الرجال .
لقد عاش شيخنا هذا الأسلوب في الدعوة والتربية طيلة حياته المديدة المباركة
وعندما جاء إلى الرياض للتدريس بكلية الشريعة سنة 1372هـ أو التي بعدها
نهلنا من علومه وتحقيقاته وتوجيهاته.
وبعد تخرجي من الكلية سنة 1376هـ عملت مديرا للمعهد العلمي في شقراء عام
1377هـ وحين عدت في الإجازة الصيفية إلى الرياض أسدى إلي نصيحة لا أزال
أنعم من فضل الله بآثارها : قال لي : " مالك وللإدارة " وهكذا كان ، فعدت
إلى الرياض للعمل مدرسا بكلية الشريعة ، ونعمت فيها خلال خمس سنوات بزمالته
، وكانت فرصة هنيئة للأخذ عنه والمشاورة والمباحثة له في دقائق العلم وما
تثيره المحاضرات من المشكلات العلمية وعندما انتقل شيخنا إلى المدينة
المنورة سنة 1282هـ ليؤسس جامعتها الإسلامية المباركة استتبعني هناك عضوا
في هيئة التدريس ، فكان مثال للإدارة الحكمية الحازمة ، التي تجعل الشورى
دستور عملها ، وكانت أرائه السديدة بعد أن تمحض الشورى زبدتها ، وتشار
شهادته ، تفتح أفاق العمل ، وتقيمه على أحسن الوجوه .
وبعد أن غادرت إلى الكويت سنة 1385هـ وإلى حين أن لقي شيخنا ربه في هذه
الأيام لم تزل تصلني مكاتباته ولم يزل يحمل الغادين والرائحين وكل من جاءني
من قبله أمانة السلام وعلق المودة.
والذكريات مع شيخنا كثيرة أذكر منها أنني انتهزت فرصة قيامي قبل سنتين
برحلة من عمان إلى جدة للمشاركة في دورة مجمع الفقه الإسلامي ، فزرته في
الطائف ، ورافقني إليه شاب هو ابن لأحد القدامى من تلاميذ الشيخ ، فأخذ
الشيخ يسأل ذلك الشاب عن أحواله وعمله وشأن أسرته وعما تم بخصوص مشروع
زواجه ،فعجبت من مشاركة الشيخ الحميمة لطلابه وأبناء طلابه ، مع طول الزمان
وبعد المكان .
وأذكر أنه حضر في ذلك المجلس شاب من أهل الكويت ، حدثا الأسنان ، فأسرهم
حديثه ، وطلبوا منه الوصية لهم في أمر دينهم وعلمهم وشؤون حياتهم ، فكانت
لهم منه وصية لو أنها دونت لكانت دستورا للشباب الواعي الذي يريد تعلم
أحكام دينه والسير على منهاج نبيه في التواصي بالحق والصبر في شؤون حياته
وحمل دعوة الإسلام ، وكان أجمل ما في تلك الوصية روح النصح والمحبة التي
أحسوا بها وامتلأت بها قلوبهم وجوانحهم ، حتى لأظن أن مجلسهم ذاك لن تمحى
صورته من خيالهم طيلة حياتهم .
الشيخ الدكتور محمود سليمان الأشقر
عمان – الأردن
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
بارك الله فيك وجزاك الله خير
ساحرة القلوب- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1641
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
شكرا لمرورك الكريم على الموضوع
بارك الله فيك
تحياتي
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
الدعم- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 868
التقييم : 0
العمر : 83
احترام قوانين المنتدى :
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
شكرا لمرورك الكريم على الموضوع
بارك الله فيك
تحياتي
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
شكرا [على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة
المجهودات الرائعة
G.Mohamed- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 4329
التقييم : 5
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
تحياتي
agiliedi
AgiLiEdiI- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 4608
التقييم : 4
العمر : 32
احترام قوانين المنتدى :
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
شكر لك على موضوعك المميز والرائع
ونتمنى ان نرى منك المزيد من هذه
المواضيع المميزة التي تطرحها
كالزهور
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
شكرا لك على الموضوع :;وردة حمراء ه: وجزاك الله الف خير^_^
aLmOjREm|B.M.W- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2761
التقييم : 0
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: مثال للمدير الحكيم الحازم
شكرا لك على الموضوع الجميل
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى :;وردة حمراء ه:
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى :;وردة حمراء ه:
اسير الماضي- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8888
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى