*:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
+5
اسير الماضي
2MtLkNy 7ObK
امير الاحزان
ٱ ﻠـصـﮰـٵڍ
سنشي كودو
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
*:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (717م -720م) ثامن الخلفاء الأمويين، خامس الخلفاء الراشدين من حيث المنظور السني، ويرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح الخليفة عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز. ولد في المدينة المنورة وقد تلقى علومه وأصول الدين على يد صالح بن كيسان في المدينة المنورة واستفاد كثيراً من علماءها ثم استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى دمشق عاصمة الدولة الأموية وزوجه ابنته فاطمة وعينه أميراً على إمارة صغيرة بالقرب من حلب تسمى دير سمعان وظل والياً عليها حتى سنة 86 هـ.
مروءته وكرمه :
عن عبد العزيز بن عمر قال لي رجاء بن حيوة : ما أكمل مروءة أبيك ، سمرت
عنده فعشي السراج وإلى جانبه وصيف نائم ، قلت : ألا أنبهه ؟ قال : لا دعه ،
قلت : أنا أقوم ، قال : ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه ، فقام إلى بطة
ـ إناء كالقارورة ـ الزيت وأصلح السراج ثم رجع وقال : قمت وأنا عمر بن
عبد العزيز ، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز ().
وقال أبو عمرو : دخلت ابنة أسامة بن زيد على عمر بن عبد العزيز فقام لها
ومشى إليها ثم أجلسها في مجلسه وجلس بين يديها وما ترك لها حاجة إلا قضاها
().
وأمر جارية تروحه حتى ينام فروحته فنامت هي ، فأخذ المروحة من يدها وجعل يروحها ويقول : أصابك من الحر ما أصابني ().
ب ـــ مجالسته لأهل العلم واحترامه لهم :
كان يجتمع كل ليلة أصحابه من الفقهاء فلا يذكرون إلا الموت والآخرة ثم يبكون حتى كأن بينهم جنازة ().
ج ــ هضمه لنفسه واحتقاره لها :
قيل له رحمه الله عند مرضه : لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتاً في موضع
القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله لأن يعذبني
الله بغير النار أحب إليّ من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلاً().
د ـــ شدته ويقينه في الحق :
حدث
الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز جلس في بيته ، وعنده أشراف بني أمية ،
فقال : أتحبون أن أولي كل رجل منكم جنداً من هذه الأجناد ؟ فقال له رجل
منهم : لم تعرض علينا ما لا تفعله ؟! قال : ترون بساطي هذا ؟ إني لأعلم أنه
يصير إلى بلى ، وإني أكره أن تدنسوه عليّ بأرجلكم ، فكيف أوليكم ديني ؟!
وأوليكم أعراض المسلمين وأبشارهم تحكمون فيها ، هيهات هيهات ، قالوا : أما
لنا قرابة ؟ أما لنا حق ؟ قال : ما أنتم وأقصى رجل من المسلمين عندي في
هذا الأمر إلا سواء إلا رجل حبسه عني طول شُقَّة ().
وصف صلاته :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى . يعني عمر بن عبد العزيز رحمه الله
وكان والياً على المدينة().
ورعه :
قال نعيم ـ كاتبه ـ : قال عمر : إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة .
وفال جعونة : لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل عمر يثني عليه
،فقال : يا أمير المؤمنين لو بقي كنت تعهد إليه ؟ قال : لا ، قال : ولم
وأنت تثني عليه ؟! قال: أخاف أن يكون زُيّن في عيني منه ما زين في عين
الوالد من ولده ().
زهـــــــــــده :
1- قال ميمون بن مهران : أقمت عند عمر بن عبد العزيز ستة أشهر ما رأيته
غيَّر ردائه، كان يغسل من الجمعة إلى الجمعة ويبين بشيء من الزعفران .
2- وعن مسلمة بن عبد الملك قال : دخلت على عمر وقميصه وسخ ، فقلـت
لامرأته ـ وهي أخته ـ : اغسلوه ، قالت : نفعل ، ثم عدت فإذا القميص على
حاله فقلت لها، فقالت : والله ما له قميص غيره . 3- قالت له امرأته : أنت أمير المؤمنين ولا تقدر على درهم ؟! قال : هذا أهون من معالجة الأغلال في جهنم (). 4- قال عمرو بن مهاجر : كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين ().
5- قال محمد بن كعب القرظي : دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد استخلافه وقد
نحل جسمه ، وعفا شعره ، وتغير لونه ، وكان عهدنا به في المدينة وهو
أمير عليها حسن الجسم ، ممتلئ البضعة ، فجعلت أنظر إليه ، لا أحرف بصري
عنه ، فقال لي : يا ابن كعب مالك تنظر إليّ نظراً ما كنت تنظره إليّ من
قبل ؟! فقلت : لعجبي يا أمير المؤمنين… مما نحل من جسمك ، وعفا من شعرك ،
وتغير من لونك … فقال : إنك إذاً لأشد عجباً من أمري ، وإنكاراً لي لو
رأيتني بعد ثلاث في قبري ، وقد وقعت عيناي على وجنتيَّ ، وسكن الدود
منخريَّ وفمي … ثم راح يبكي ().
خوفــــــــه :
قال ابن أبي عروبة : كان عمر بن عبد العزيز إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله .
ـ اجتمع بنو مروان إلى باب عمر بن عبد العزيز فقالوا لابنه عبد الملك :
قل لأبيك إن من كان قبله من الخلفاء كان يعطينا ويعرف لنا موضعنا ، وإنّ
أباك قد حرمنا ما في يديه. فدخل على أبيه فأخبره ، فقال لهم : إن أبي يقول
لكم : إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ().
حال الناس في عهده :
شبع
في عهده الجياع ، وكسى الفقراء ، واستجاب للمستضعفين ، وكان أباً لليتامى
، وعائلاً للأيامى ، وملاذاً للضائعين ، كان الأغنياء يخرجون بزكاة
أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ، ويبسط يده إليها … إن عدله رحمه الله لم
يكف الناس حاجاتهم فحسب بل وملأهم شعوراً بالكرامة والقناعة ().
أمر
رحمه الله ولاته أن يبدءوا بتغطية حاجات أقطارهم .. وما فاض وبقي يُرسل
إلى الخزينة العامة .. ومن قصر دخل إقليمه عن تغطية حاجات أهله أمده
الخليفة بما يغطي عجزه ، وراح رحمه الله ينشئ في طول البلاد وعرضها دور
الضيافة يأوي إليها المسافرون وأبناء السبيل ، ومضى يرفع مستوى الأجور
الضعيفة ، وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون
أن ينتظروا من أيدي الناس أجراً .. وأمر لكل أعمى بقائد يقوده ويقضي له
أموره على حساب الدولة ، ولكل مريض أو مريضين بخادم على حساب الدولة ،
وأمر ولاته بإحصاء جميع الغارمين فقضى عنهم دينهم ، وافتدى أسرى المسلمين
وكفل اليتامى ().
قال الحسن القصاب : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم البادية في خلافة عمر بن
عبد العزيز فقلت : سبحان الله ذئب مع غنم لا يضرها ؟ فقال الراعي : إذا
صلح الرأس فليس على الجسد بأس .
وقال مالك بن دينار : لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء :من هذا
الصالح قام على الناس خليفة ؟ عدله كف الذئاب عن شائنا ().
وفاته رحمه الله ومدة خلافتـــــــه:
كان سببها السّل ، وقيل سببها أن مولى له سمَّه في طعام أو شراب وأعطي
على ذلك ألف دينار ، فحصل له بسبب ذلك مرض ، فأُخبر أنه مسموم ، فقال : لقد
علمت يوم سُقيت السُّم ، ثم استُدعي مولاه الذي سقاه ، فقال له : ويحك ما
حملك على ما صنعت، فقال : ألف دينار أُعطيتها ، فقال : هاتها ، فأحضرها
فوضعها في بيت المال ، ثم قال له : اذهب حيث لا يراك أحد فتهلك ().
واشتد به المرض وتحولت الملايين من أبناء أمته إلى أطفال ، يوشك اليتم أن
يحيق بهم حين يفقدون أباهم .. الجياع الذين شبعوا .. والعراة الذين اكتسوا
.. والخائفون الذين أمنوا .. والمستضعفون الذين سادوا .. واليتامى الذين
وجدوا فيه أباهم .. والأيامى اللاتي وجدن فيه عائلهن .. والضائعون الذين
وجدوا فيه ملاذهم بعد الله .. كل هؤلاء وأولئك في شعبه وأمته سحقتهم أنباء
مرضه الدَّاهم .
ثم أمر بدعوة أبنائه فجاءوا مسرعين اثني عشر ولداً وبنتاً ، شعثاً غبراً ،
قد زايلت جسومهم الشاحبة نضرة النعيم !! .. وجلسوا يحيطون به ، وراح
يُعانقهم بنظراته الحانية الآسية .. وراح يودعهم بقوله : يا بني إن أباكم
خُيِّر بين أمرين ، أن تستغنوا ويدخل النار أو تفتقروا ويدخل الجنة ،
فاختار الجنة وآثر أن يترككم لله الذي نزَّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين
().
ولما احتضر قال : أجلسوني فأجلسوه ، فقال : إلهي أنا الذي أمرتني فقصّرت
ونهيتني فعصيت ثلاثاً ولكن لا إله إلا الله ، ثم رفع رأسه فأحد النظر ،
فقالوا : إنك لتنظر نظراً شديداً يا أمير المؤمنين ، فقال : إني لأرى حضرة
ما هم بأنس ولا جان ، ثم قُبض من ساعته .
وفي رواية : أنه قال لأهله : اخرجوا عني ، فخرجوا وجلس على الباب مسلمة
بن عبد الملك وأخته فاطمة فسمعوه يقول : مرحباً بهذه الوجوه التي ليست
بوجوه إنس ولا جان ثم قرأ : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون
علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ) ، ثم هدأ الصوت ، فدخلوا
عليه فوجدوه قد غمض وسوى إلى القبلة وقبض().
وكان موته سنة إحدى ومائة ، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأياماً ().
من أقوالــــــه :
1- قال : أكثر من ذكر الموت ، فإن كنت في ضيق من العيش وسّعه عليك ، وإن
كنت في سعة من العيش ضيقه عليك (). 2- وقال : أيها الناس أصلحوا
أسراركم تصلح علانيتكم واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم (). 3- وقال له
رجل أوصني فقال : أوصيك بتقوى الله وإيثاره تخف عنك المؤونة وتحسن لك من
الله المعونة . 4- وقال لعمر بن حفص : إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا
تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملاً من الخير (). 5- وقال :
قد أفلح مَنْ عُصم من المراء والغضب والطمع (). 6- وقال : مَنْ عَدَّ
كلامه مِنْ عمله قَلَّ كلامُه().
سنشي كودو- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1185
التقييم : 0
العمر : 34
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
اتمني يعجبكم الموضوع
سنشي كودو- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1185
التقييم : 0
العمر : 34
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
اشكرك على الموضوع
بانتظار المزيد
تقبل مروري
بانتظار المزيد
تقبل مروري
ٱ ﻠـصـﮰـٵڍ- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 261
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
شكرا علي المرور
سنشي كودو- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1185
التقييم : 0
العمر : 34
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
شكرا لك اخي
واصل ابداعك
جزاك الله كل خير
يعطيك العافية
♥♥♥
واصل ابداعك
جزاك الله كل خير
يعطيك العافية
♥♥♥
امير الاحزان- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1854
التقييم : 3
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
جزاك الله خير
اسير الماضي- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8888
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
]شكرا لك اخي على مجهوداتك[
]ابدعت في كللماتك[
]واصل ابداعك[
]تحياتي[
]ابدعت في كللماتك[
]واصل ابداعك[
]تحياتي[
maher- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 3362
التقييم : 2
العمر : 23
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
ﺷﻜﺮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
G.Mohamed- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 4329
التقييم : 5
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
جزاك الله كل خير
على الموضوع الرائع والجميل
تحياتي لك وتقديري
على الموضوع الرائع والجميل
تحياتي لك وتقديري
رد: *:* سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله *:*
طرح مكتمل بجميع جوانبه جعل اقلامنا
تقف عاجزة عن الاضافة
بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
كل الشكر والتقدير
تقف عاجزة عن الاضافة
بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
كل الشكر والتقدير
yakoub dz- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 820
التقييم : -1
العمر : 22
احترام قوانين المنتدى :
مواضيع مماثلة
» مرثية في فقيد الوطن والأمة الإسلامية :سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
» كلمة سماحة الشيخ : عبد الله بن الرحمن آل بسام رحمه الله
» بعض اوصاف سيدنا رسول الله
» نصيحة من الشيخ الألباني - رحمه الله -
» بدع عاشوراء للشيخ ابن باز رحمه الله
» كلمة سماحة الشيخ : عبد الله بن الرحمن آل بسام رحمه الله
» بعض اوصاف سيدنا رسول الله
» نصيحة من الشيخ الألباني - رحمه الله -
» بدع عاشوراء للشيخ ابن باز رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى