الجزء الثامن عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجزء الثامن عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
تابع الاية الثالثة
اذن فالله سبحانه وتعالى يريد ان يطمئن عباده انه رب لكل ما في الكون فلا
تستطيع اى قوى تخدم الانسان ان تمتنع عن خدمته.. لأن الله سبحانه وتعالى
مسيطر على كونه وعلى كل ما خلق.. انه رب العالمين وهذه توجب الحمد.. ان
يهيئ الله سبحانه وتعالى للانسان ما يخدمه، بل جعله سيدا في كونه.. ولذلك
فإن الانسان المؤمن لا يخاف الغد.. وكيف يخافه والله رب العالمين. اذا لم
يكن عنده طعام فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب العالمين.
واذا صادفته
ازمة فقلبه مطمئن الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين..
واذا اصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه.
فالحق
سبحانه وتعالى يحمد على انه رب العالمين.. لا شيء في كونه يخرج عن مراده
الفعلي.. اما عطاء الالوهية فجزاؤه في الاخرة.. فالدنيا دار اختبار
للايمان، والاخرة دار الجزاء.. ومن الناس من لا يعبد الله.. هؤلاء متساوون
في عطاء الربوبية مع المؤمنين في الدنيا.. ولكن في الآخرة يكون عطاء
الالوهية للمؤمنين وحدهم.. فنعم الله لأصحاب الجنة، وعطاءات الله لمن آمن..
واقرأ قوله تبارك وتعالى. {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله التي أَخْرَجَ
لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرزق قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي
الحياة الدنيا خَالِصَةً يَوْمَ القيامة كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 32] على ان الحمد لله ليس في الدنيا فقط..
بل هو في الدنيا والاخرة.. الله محمود دائما.. في الدنيا بعطاء ربوبيته
لكل خلقه.. وعطاء الوهيته لمن آمن به وفي الاخرة بعطائه للمؤمنين من
عباده.. واقرأ قوله جل جلاله: {وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا
وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرض نَتَبَوَّأُ مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَآءُ
فَنِعْمَ أَجْرُ العاملين} [الزمر: 74] وقوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا
سُبْحَانَكَ اللهم وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ
أَنِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} [يونس: 10] فاذا انتقلنا الى قوله
تعالى: {الرحمن الرحيم} فمن موجبات الحمد أن الله سبحانه وتعالى رحمن
رحيم.. يعطي نعمه في الدنيا لكل عباده عطاء ربوبية، وعطاء الربوبية للمؤمن
والكافر.. وعطاء الربوبية لا ينقطع الا عندما يموت الانسان.
والله لا
يحجب نعمه عن عبيده في الدنيا.. ونعم الله لا تعد ولا تحصى ومع كل التقدم
في الآلات الحاسبة والعقول الالكترونية وغير ذلك فإننا لم نجد أحدا يتقدم
ويقول انا سأحصي نعم الله.. لأن موجبات الاحصاء ان تكون قادرا عليه.. فانت
لا تقبل على عد شيء الا اذا كان في قدرتك ان تحصيه.. ولكن مادام ذلك خارج
قدرتك وطاقاتك فانك لا تقبل عليه.. ولذلك لن يقبل احد حتى يوم القيامة على
احصاء نعم الله تبارك وتعالى لان احدا لا يمكن ان يحصيها.
ولابد ان
نلتفت الى ان الكون كله يضيق بالانسان، وان العالم المقهور الذي يخدمنا
بحكم القهر والتسخير يضيق حين يرى العاصين.. لان المقهور مستقيم على منهج
الله قهرا.. فحين يرى كل مقهور الانسان الذي هو خدمته عاصيا يضيق.
واقرأ
الحديث القدسي لتعرف شيئا عن رحمة الله بعباده.. يقول الله عز وجل: (ما من
يوم تطلع شمسه إلا وتنادي السماء تقول يا رب إئذن لي أن أسقط كسفا على ابن
آدم؛ فقد طعم خيرك ومنع شكرك وتقول البحار يا رب إئذن لي أن أغرق ابن آدم
فقد طعم خيرك ومنع شكرك. وتقول الجبال يا رب إئذن لي أن أطبق على ابن آدم
فقد طعم خيرك ومنع شكرك. فيقول الله تعالى: دعوهم دعوهم لو خلقتموهم
لرحمتوهم إنهم عبادي فإن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا
طبيبهم).
رواه الإِمام أحمد بن حنبل في مسنده
اذن فالله سبحانه وتعالى يريد ان يطمئن عباده انه رب لكل ما في الكون فلا
تستطيع اى قوى تخدم الانسان ان تمتنع عن خدمته.. لأن الله سبحانه وتعالى
مسيطر على كونه وعلى كل ما خلق.. انه رب العالمين وهذه توجب الحمد.. ان
يهيئ الله سبحانه وتعالى للانسان ما يخدمه، بل جعله سيدا في كونه.. ولذلك
فإن الانسان المؤمن لا يخاف الغد.. وكيف يخافه والله رب العالمين. اذا لم
يكن عنده طعام فهو واثق ان الله سيرزقه لأنه رب العالمين.
واذا صادفته
ازمة فقلبه مطمئن الي ان الله سيفرج الازمة ويزيل الكرب لأنه رب العالمين..
واذا اصابته نعمة ذكر الله فشكره عليها لانه رب العالمين الذي انعم عليه.
فالحق
سبحانه وتعالى يحمد على انه رب العالمين.. لا شيء في كونه يخرج عن مراده
الفعلي.. اما عطاء الالوهية فجزاؤه في الاخرة.. فالدنيا دار اختبار
للايمان، والاخرة دار الجزاء.. ومن الناس من لا يعبد الله.. هؤلاء متساوون
في عطاء الربوبية مع المؤمنين في الدنيا.. ولكن في الآخرة يكون عطاء
الالوهية للمؤمنين وحدهم.. فنعم الله لأصحاب الجنة، وعطاءات الله لمن آمن..
واقرأ قوله تبارك وتعالى. {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله التي أَخْرَجَ
لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرزق قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي
الحياة الدنيا خَالِصَةً يَوْمَ القيامة كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيات
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 32] على ان الحمد لله ليس في الدنيا فقط..
بل هو في الدنيا والاخرة.. الله محمود دائما.. في الدنيا بعطاء ربوبيته
لكل خلقه.. وعطاء الوهيته لمن آمن به وفي الاخرة بعطائه للمؤمنين من
عباده.. واقرأ قوله جل جلاله: {وَقَالُواْ الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا
وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرض نَتَبَوَّأُ مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَآءُ
فَنِعْمَ أَجْرُ العاملين} [الزمر: 74] وقوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا
سُبْحَانَكَ اللهم وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ
أَنِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} [يونس: 10] فاذا انتقلنا الى قوله
تعالى: {الرحمن الرحيم} فمن موجبات الحمد أن الله سبحانه وتعالى رحمن
رحيم.. يعطي نعمه في الدنيا لكل عباده عطاء ربوبية، وعطاء الربوبية للمؤمن
والكافر.. وعطاء الربوبية لا ينقطع الا عندما يموت الانسان.
والله لا
يحجب نعمه عن عبيده في الدنيا.. ونعم الله لا تعد ولا تحصى ومع كل التقدم
في الآلات الحاسبة والعقول الالكترونية وغير ذلك فإننا لم نجد أحدا يتقدم
ويقول انا سأحصي نعم الله.. لأن موجبات الاحصاء ان تكون قادرا عليه.. فانت
لا تقبل على عد شيء الا اذا كان في قدرتك ان تحصيه.. ولكن مادام ذلك خارج
قدرتك وطاقاتك فانك لا تقبل عليه.. ولذلك لن يقبل احد حتى يوم القيامة على
احصاء نعم الله تبارك وتعالى لان احدا لا يمكن ان يحصيها.
ولابد ان
نلتفت الى ان الكون كله يضيق بالانسان، وان العالم المقهور الذي يخدمنا
بحكم القهر والتسخير يضيق حين يرى العاصين.. لان المقهور مستقيم على منهج
الله قهرا.. فحين يرى كل مقهور الانسان الذي هو خدمته عاصيا يضيق.
واقرأ
الحديث القدسي لتعرف شيئا عن رحمة الله بعباده.. يقول الله عز وجل: (ما من
يوم تطلع شمسه إلا وتنادي السماء تقول يا رب إئذن لي أن أسقط كسفا على ابن
آدم؛ فقد طعم خيرك ومنع شكرك وتقول البحار يا رب إئذن لي أن أغرق ابن آدم
فقد طعم خيرك ومنع شكرك. وتقول الجبال يا رب إئذن لي أن أطبق على ابن آدم
فقد طعم خيرك ومنع شكرك. فيقول الله تعالى: دعوهم دعوهم لو خلقتموهم
لرحمتوهم إنهم عبادي فإن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا
طبيبهم).
رواه الإِمام أحمد بن حنبل في مسنده
baza2- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 216
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: الجزء الثامن عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
مآ شآء آلله سلمت آيآديگ على موضوگ آلمميز و چعلهآ في ميزآن حسنآتگ
KAZANOVA- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1768
التقييم : 0
العمر : 27
احترام قوانين المنتدى :
رد: الجزء الثامن عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
تسلم الايادي يا غالي على الموضوع الهام والمفيد
وفي انتضار كل جديدك
تحياتي لقلمك
عينيا دوت كوم- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 17395
التقييم : 2
احترام قوانين المنتدى :
huss9898ien- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 1758
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
مواضيع مماثلة
» الجزء الثامن من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الرابع عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الثالث عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الثانى عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الحادى عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الرابع عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الثالث عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الثانى عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الحادى عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى