انه الموت

كل نفس ذائقة الموت
وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن
زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ


وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ
فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )




إنه الموت لا يعرف كبيرًا ولا صغيرًا ولا مسلمًا ولا كافرًا ولا حراً ولا عبداً



ولا رئيسًا ولا مرؤوسًا ، ولا ملكًا ولا مملوكاً.



قل للطبيب تخطفته يد الردى يا شافي
الأمراض من أرداك



إنه الموت الذي لايُحتجب عنه
بالحُجّاب ولا يُمتَنع عنه بالعساكر انه الموت
الذي يدركنا



ولو تحصنا منه في بروج مشيدة.



إنـه المـــوت



قد لا تبتلي قبله بمرض .. وقد لا يقع
لك قصه تدل على قربه إليك ..



لكنه الموت يهجم عليك دون
استئذان !



الملوك يموتون والرؤساء يموتون
والتجار يموتون والفقراء يموتون كل الناس يموت



( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ .
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ
وَالإكْرَامِ )



عزاءٌ فما يصنع الجازع ودمع الأسى أبداً ضائع



بكى الناس من قبل أحبابـهم فما منهم
أحدٌ راجع



فدل
ابن عشرين في قبره وتسعون صاحبها رافع



يسلم مهجته طائعا كما مد راحته البائع



ولو كأن من حدثٍ سالماً لما خسف القمر
الطالع



وكيف
يوقّى الفتى ما يـخاف إذا كان حاصده الزارع



إنـه المـــوت



سنتكلم مع أنفسنا.. سنناجي أرواحنا
.. سنضرب قلوبنا بسياط الوعظ والتذكير



اليوم سنتذكر القبر .. نتذكر خروج
الروح تتذكر حالي وحالك وأطفالنا



من حولنا يبكون وزوجتي وأمي وأبي
إلينا ينظرون لا يملكون عنا شيئا





( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ
حِينَئِذٍ
تَنظُرُونَ *وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا





غَيْرَ مَدِينِينَ *تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )





إنـه المـــوت



سبحان الحي الذي لا يموت تفرد
بالديمومة والبقاء



وكتب على عبادة الفناء وفرقهم بما كتب عليهم من السعادة أو
الشقاء



إنـه
المـــوت


تعالوا نتذكر هادم الذات


( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا
تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ )



إنـه المــوت لم يسلم منه حتى الأنبياء
) إنك ميت وإنهم ميتون )



( كُلُّ نَفْسٍ
ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ



فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ
فَقَدْ فَازَوَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )



نعم انه الموت



الموت لا يحتاج إلى تعريف فهو..
الموت



أمر
كبّار .. وكأس تدارعلى من أقام أو سار يخرج به العباد من هذه إلى جنه أو
نار



ولو
لم يكن في الموت إلا الإعدام و إنحلال الأجسام لكان اكبر زاجر للأنام



المــوت



نحن في زمن يكثر فيه موت الفجأه وقد
بين النبي صلى الله عليه واله وسلم ذلك



وذكر انه من أحداث اخر الزمان يكثر
فيهم الهرج [اى القتل ] ويكثر فيهم موت الفجأة



حقيقة نحن نحتاج دائمًا إلى العناية
بقلوبنا ..


ويُلاحظ أن الإنسان
أحيانا تمر عليه صلوات كثيرة لا يحضر قلبه فيها ولا يبكي



فيقرأ القران وكأن في صدره كسره من
الصخر فلا تتأثر أبدا ..



أصبح الواحد منا يرفع يديه ويدعوا لكن هذا الدعاء كأنه
يسمِّعه تسميعا ..



حفظه ليقرأه فقط .. مجرد قراءة دون أن يكون له تأثير .



لآبد نرقق قلوبنا ونحركها



يتذكر الإنسان انه قد يموت في أي
لحظه من اللحظات



والمشكلة أننا في كثير من الأحيان لا نتذكر الموت إلا إذا
حصلت قصه ..؟



مات احد أصدقائي .. مات احد جيراني



ثم يبكي الإنسان منا ربما يوما أو
يومين .. لكن إذا مر عليه أسبوع أو أسبوعين نسي ذلك



وعاد إلى التقصير ربما الذي كان عليه


لكن الموت هو الموت لم
يسلم منه احد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول



" أكثروا من ذكر هادم اللذات "



وكان عليه الصلاة والسلام
يقول :" كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها "



طيب لماذا نزورها يا رسول
الله ...؟



فالموتى داخل قبورهم لماذا نزورها ..؟



قال:" فإنها تذكركم بالآخرة "


لذلك نحن يا أخي نحتاج أن نزور القبور.. ان ننظر
فيها .. نتفكر في أحوال الموتى لتصلح قلوبنا



حتى الإنسان إذا جلس على النت
ثم تحدثه نفسه في أن يدخل موقع حرام ..



يقول في نفسه يبعث أحدكم على
ما مات عليه ، ربما أموت وأنا انظر إلى المحرم .



"كفى بالموت واعظا" مثل ما
قال النبي عليه الصلاة والسلام



ومر النبي عليه الصلاة والسلام
على قوم قد اجتمعوا على شئ فقال عليه أفضل الصلاة والسلام



"علام اجتمع أولئك " ؟



قالوا : يا رسول الله اجتمعوا
على قبر يحفرونه [واحد مات ويحفرون قبره ]

















فمضى النبي عليه الصلاة والسلام إليهم ثم جعل ينظر
إلى القبر ، ثم دمعت عيناه



فقال علية الصلاة والسلام :" يا إخواني لمثل هذا
فأعدو" [ استعدوا لهذه المنزلة ]



ثم قال عليه أفضل الصلاة
والسلام :" القبر أول منازل الآخرة والموت فاذكره وما وراءه



فمنه ما لأحد برائه ،فان يك
خيرا فالذي من بعده أفضل عند ربنا لعبده ،



وإن يكُ شرا فما بعد أشد ويل
لعبد عن سبيل لله صد "



الإنسان الذي لم يقدم لموته .. هذا عند موته يقول :



(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ
لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا
يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ )



لكن الطرف الآخر( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28)



فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29)
وَادْخُلِي جَنَّتِي )



يقول أبو مويهبه رضي الله تعالي عنه ..خادم رسول
الله عليه الصلاة والسلام



يقول :" أيقظني النبي صلى الله عليهم وسلم ليلة ثم
قال



" يا أبا مويهبه اتبعني "



قال فقمت أمشى معه [وأبو
مويهيه لا يدري إلى أين يذهب الرسول عليه أفضل السلام ]



فمضي عليه الصلاة والسلام
يمشى حتى وقف عند المقابر[البقيع]



ثم جعل عليه الصلاة والسلام
ينظر إلى القبور



ثم قال :" يا أهل المقابر ليهنكم ما أنتم فيه مما
أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن يتبع اخرها اولها



الآخرة اشد من الأولى " ثم
التفت صلى الله عليه وسلم إلى أبي مويهبه



قال :" يا أبى مويهبه إن رجلا
خيره الله بين الخلود في الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله "



[أبو مويهبه إلى الآن لا يدري
النبي صلى الله عليه وسلم يقصد من ..؟ وهو يقصد نفسه عليه الصلاة والسلام ]



ثم رجع عليه الصلاة والسلام
إلى بيته وبعدها بالضبط بـ50 ليله توفي عليه الصلاة والسلام.