معنى قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)
+2
moslimmasri
AmEr-Dz
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معنى قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)
[center]
الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
ثم أما بعد :
تحية طيبة لكل الإخوة مشرفين وأعضاء ورواد منتديات ستار تايمز وبالأخص منتدانا الحبيب
~ منتدى القرآن الكريم ~
السؤال:
ماذا يعنى النسيء الذي حرم في الآيتين 37 من سورة التوبة ؟ وما هو نوع النسيء الذي كان موجودا فى الجزيرة العربية قبل تحريمه ؟
الجواب
:
الحمد لله
قال
الله تعالى : (إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ
الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً
لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ
اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التوبة/37 .
وقد اختلف أهل العلم في المراد بـ (النسيء) في هذه الآية على عدة أقوال أشهرها:
الأول
: أنهم كانوا يبدلون بعض الأشهر الحرم بغيرها من الأشهر ، فيحرمونها بدلها
، ويحلون ما أرادوا تحليله من الأشهر الحرم إذا احتاجوا إلى ذلك ، ولكن لا
يزيدون في عدد الأشهر الهلالية شيئا ، فكانوا يحلون المحرم ، فيستحلون
القتال فيه؛ لطول مدة التحريم عليهم بتوالي ثلاثة أشهر محرمة (وهي ذو
القعدة وذو الحجة والمحرم) ، ثم يحرمون صفر مكانه ، فكأنهم يقترضونه ثم
يوفونه .
وهذه أصح الصور وأشهرها وأكثرها موافقة لمعنى الآية كما نص
على ذلك جماعة من السلف ، وهو اختيار ابن كثير وغيره من المحققين ، وذلك
لموافقتها لقوله تعالى : (يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا)
ولقوله : (لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ الله) .
وبهذه الصورة فسر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله النسيء في الآية .
المعنى
الثاني : أنهم كانوا يحلون المحرم مع صفر من عام ويسمونهما صفرين ، ثم
يحرمونهما من عام قابل ويسمونهما محرمين. وهذه صفة غريبة في النسيء ، كما
يقول الحافظ ابن كثير.
المعنى الثالث : أنهم كانوا يحلون المحرم ،
ويبقون صفر أيضاً حلالاً إذا احتاجوا إليه، ويجعلون مكانه ربيعاً . وقد
استنكر الإمام أحمد هذا القول .
وأما نوع النسيء الذي كان موجودا في
جزيرة العرب وأدركه الإسلام وحرمه ونهى عنه فقد قال ابن كثير رحمه الله :
وقد تكلم الإمام محمد بن إسحاق على هذا في كتاب "السيرة" كلامًا جيدًا
ومفيدًا حسنًا ، فقال : كان أول من نسأ الشهور على العرب ، فأحل منها ما
حرم الله ، وحرم منها ما أحل الله عز وجل ، "القَلمَّس" ، وهو : حذيفة بن
عبد مُدْرِكة فُقَيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة
بن خُزَيمة بن مدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن مَعدَّ بن عدنان ، ثم
قام بعده على ذلك ابنه عَبَّاد ثم من بعد عباد ابنه قَلَع بن عباد ، ثم
ابنه أمية بن قلع ، ثم ابنه عوف بن أمية ، ثم ابنه أبو ثمامة جنادة بن عوف ،
وكان آخرهم ، وعليه قام الإسلام . فكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت
إليه ، فقام فيهم خطيبًا ، فحرم رجباً ، وذا القعدة ، وذا الحجة ، ويحل
المحرم عاما ، ويجعل مكانه صفر ، ويحرمه عاما ليواطئ عدة ما حرم الله ،
فيحل ما حرم الله ، يعني : ويحرم ما أحل الله .
وكان شاعرهم عمير بن القيس المعروف بجزل الطعان يفتخر بذلك ، ويقول :
لقد علمـت معــد أن قـومــي كرام النـاس إن لهــم كرامــا
ألسنا الناسئــين علـى معـــد شهور الحـل نجعلهــا حرامــا
وأي الناس لـم يــدرك بذكـــر وأي الناس لـم يعــرف لجامــا
انظر : "العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير" (5 / 439) ،
و "تفسير ابن كثير" (4/ 144) وما بعدها و (تفسير الطبري 14 / 235)
والله تعالى أعلم .
AmEr-Dz- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 6639
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
اسير الماضي- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8888
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
nnn2- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 4858
التقييم : 3
العمر : 27
احترام قوانين المنتدى :
رد: معنى قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)
يسلموا على المرور
AmEr-Dz- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 6639
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
رد: معنى قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)
يعطيك العآفيه يا الغلا
طرح بقمة الذوووق والرووعهـ
تسلم يدك ع الطرح المميز لاعدمنـآك ,...
بانتظارجديدك بكل شوق ودي وشذى وردي
رد: معنى قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)
سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده
لا اله الا الله
شكرا لطرحك
لا اله الا الله
شكرا لطرحك
Mr.TnT- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1126
التقييم : 1
العمر : 26
احترام قوانين المنتدى :
مواضيع مماثلة
» الجمع بين قوله تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً ) ، وقوله تعالى : ( وَمَا كُن
» الجمع بين قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ) ، وقوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ).
» شرح قوله تعالى ( الخبيثات للخبيثين )
» تفسير قوله تعالى لقد كان لسبا في مسكنهم ايه
» سر دخول الباء في قوله تعالى: برؤوسكم
» الجمع بين قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ) ، وقوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ).
» شرح قوله تعالى ( الخبيثات للخبيثين )
» تفسير قوله تعالى لقد كان لسبا في مسكنهم ايه
» سر دخول الباء في قوله تعالى: برؤوسكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى