كيف ينجو الإنسان من الجن والشيطان؟ الجزء الثانى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف ينجو الإنسان من الجن والشيطان؟ الجزء الثانى
نتابع سوياً الطرق التي ينجو بها الإنسان من الجان و الشيطان .
إن الحصول على الوقاية التامة والحصانة الإلهية من الجن والشياطين هي سهلة وميسرة لمن وفقه الله عز وجل وهي كما يلي:
1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستعاذة أمرها عظيم وشأنها جسيم، ولها فوائد كثيرة وعظيمة، وقد ذكرتها مفصلة في بابها الاستعاذة من هذا الكتاب للرجوع إليها من باب الزيادة والمعرفة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعرَاف: 200] وقال سبحانه: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النّحل: 98-100].
وقال عز وجل: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعرَاف: 200].
2- الصلاة ولزوم جماعة المسلمين وعدم التخلف عنها مع المحافظة التامة عليها في أوقاتها المحددة، لأن شأنها عظيم وأمرها جسيم، وهي أجل الذكر وأعظمه، وهي الفارق بين الكفر والإيمان، وهي أعظم شعيرة في الإسلام بعد الشهادتين، وقد فرط في أمر الجماعة كثير من المسلمين - هدانا الله وإياهم إلى الصراط المستقيم ولزوم جماعة المسلمين - فيجب المحافظة التامة عليها وإقامتها في أوقاتها المحددة والمحافظة عليها مع جماعة المسلمين.
وزيادة على هذا فقد ورد فيها أحاديث عظيمة وكثيرة جداً لا يتسع المقام لذكرها، ولكن نكتفي بالقليل تذكرة لأصحاب القلوب المؤمنة ففي ذكرها الخير والبركة، فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئبُ القاصية»، فإذا حافظ كل مسلم على الصلاة مع الجماعة وأتى بالأذكار المشروعة بعدها وقرأ آية الكرسي، والإخلاص والمعوذتين، وكررها في المغرب والفجر ثلاث مرات فإنه قد حصن نفسه، وإذا دخل بيته وقرأ عشر آيات من سورة البقرة: أربع آيات من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها، وثلاثة من آخرها، والإخلاص والمعوذتين في بيته فقد حصن نفسه وذريته وبيته من الشيطان، فينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يحافظ على ذلك عقب الصلوات وفي الصباح والمساء، وعند دخول منزله، وعند النوم، (وبهذا أقسم بالله العظيم أنه لن يكون من الغافلين) وسيكون بإذن الله من الذاكرين الشاكرين، وليس للشيطان عليه سبيل هو وذريته ما دام عاملاً بذلك ومطبقاً له في الأوقات المذكورة وقد جاء ذكرها مفصلاً في هذا الكتاب. وزيادة على هذا قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين عند النوم وينفث على كفيه ويمسح رأسه ووجهه وما استطاع من جسده، ويكرر ذلك ثلاثاً فهي حصانة له حتى الليلة القادمة، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح».
3- الاعتصام بالله وإخلاص العمل له والتوكل عليه والاستعانة والاستعاذة به، وهذا كله أكبر دافع وسلاح قوي وحصن مكين لكل مستقيم ومخلص من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحِجر: 39-40].
فاعترف اللعين عياذاً بالله منه بعجزة التام عن التعرض لعباد الله المخلصين، ومما لا شك فيه أن أعظم الإخلاص لله: توحيده وصرف العبادة له وحده لا شريك له، وتحقيق التوحيد الخالص وهو توحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وهو السلاح القوي القاطع المانع لأنه بتوحيده لله وإخلاص عمله له في دعائه وعبادته ورجائه وخوفه ونذره وتوكله ورغبته وهبته إلى الله وحده لا شريك له، أقول: وعندما يحقق كل مسلم ومسلة ومؤمن ومؤمنة ذلك فلا سبيل للجن والشيطان عليه، أما إذا صرف شيئاً من ذلك لغير الله فهنا تكون الكارثة الكبرى والمصيبة العظمى وهي الشرك، وهنا تفتح أبواب الجن والشياطين عليه ويصبح مستعبداً ومسخراً لهم، ويسير في ركابهم، وبالتالي يلجأ إلى العرافين والسحرة والكهنة ومن في حكمهم، فيضل بذلك ويهلك نسأل الله أن يحفظ الجميع.
4- الاعتصام التام بالكتاب والسنة: ففيهما كل سعادة وخير وصلاح وفلاح ونجاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعَام: 153].
فالالتزام التام بالكتاب والسنة علماً وعملاً وقولاً وفعلاً يطرد الجن والشياطين، ولا يجعل لهم أي سبيل ولا طريق إلى كل مسلم ومسلمة، وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان ليبكي ويقول: يا ويله أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار».
5- تقوى الله عز وجل والتمسك بطاعته والإنابة والرجوع إليه، ففي ذلك كل الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وفتح الأبواب لكل خير، وكذلك قفل وإغلاق أبواب ونوافذ الشر، قال الله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطّلاَق: 2]، وقال عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عِمرَان: 102]. وقال عز وجل: ﴿ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا ﴾ [فُصّلَت: 18]، وقال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعرَاف: 156].
6- الإنفاق في سبيل الله سراً وجهراً والقيام بقضاء حوائج الناس: ولا شك أن الإنفاق وخدمة المحتاجين والمعوزين والفقراء والمساكين وخاصة إذا قصد بها وجه الله خالصة دون الرياء والسمعة فإن لها فضائل عظيمة ومراتب جليلة عند الرب العظيم الجليل الكبير، وقد ثبت في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن صدقة السر لتطفئ غضب الرب»، ولما روي أيضاً في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «باكروا بالصدقة فإن البلاء يتخطاها» وكذلك ورد في الأثر: «داووا مرضاكم بالصدقات».
فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة :
إن الصدقات شأنها عظيم وأمرها جسيم وخاصة إذا أنفقت للمحتاجين سراً، أما الزكوات فيرى العلماء أن إعلانها أفضل ليقتدي به غيره، ولأنها ركن من أركان الإسلام، أما الصدقة فهي تطوع والأفضل الإسرار بها.
7- العمل الصالح الخالص لله والتوسل به إلى الرب العظيم، ولا شك أن هذه من الأمور التي تنفع العبد وترفعه عند الله عز وجل، ولها شرطان أساسيان هما:
1- الإخلاص لله وسبحانه وتعالى.
2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النّحل: 97]، وقال عز من قائل: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]. وكما جاء في الحديث الصحيح في قصة الثلاثة نفر الذين توسلوا بخالص أعمالهم وصالحها فانفرجت عنهم الصخرة.
8- الاستقامة والاستعانة بالله عز وجل:
فالاستقامة لها منزلة رفيعة، وأمرها عظيم وشأنها جسيم، ومرتبتها جليلة عظيمة، ومنزلتها رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، والاستعانة لا تقل مرتبتها عنها بل هي أعظم منها لأن بها تحقيق التوحيد والعمل الخالص لله وحده سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فُصّلَت: 30-32]. كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل عندما سأله: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك (أو قال: غيرك) قال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله ثم استقم».
أما الاستعانة فيكفي المسلمين فيها إرشاداً وتوجيهاً حديث حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف».
وهذا الحديث العظيم ينبغي للمسلمين العمل به، ونحث المسلمين على تعلمه والعمل به لما فيه من الخير العظيم.
وأخيرًا أوصي الجميع بتقوى الله ولزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج عن طاعة ولي الأمر والمحافظة التامة على الصلاة مع جماعة المسلمين والعمل بالحصانة وقد جاء ذكرها في هذا الكتاب مفصلاً وموضحًا في الصباح والمساء وعند النوم وبهذا وبتحقيقه يصبح الجميع من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم آمين وأخيراً إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، اللهم آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى مرضانا ويشف مرضى المسلمين .
إن الحصول على الوقاية التامة والحصانة الإلهية من الجن والشياطين هي سهلة وميسرة لمن وفقه الله عز وجل وهي كما يلي:
1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستعاذة أمرها عظيم وشأنها جسيم، ولها فوائد كثيرة وعظيمة، وقد ذكرتها مفصلة في بابها الاستعاذة من هذا الكتاب للرجوع إليها من باب الزيادة والمعرفة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعرَاف: 200] وقال سبحانه: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴾ [النّحل: 98-100].
وقال عز وجل: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعرَاف: 200].
2- الصلاة ولزوم جماعة المسلمين وعدم التخلف عنها مع المحافظة التامة عليها في أوقاتها المحددة، لأن شأنها عظيم وأمرها جسيم، وهي أجل الذكر وأعظمه، وهي الفارق بين الكفر والإيمان، وهي أعظم شعيرة في الإسلام بعد الشهادتين، وقد فرط في أمر الجماعة كثير من المسلمين - هدانا الله وإياهم إلى الصراط المستقيم ولزوم جماعة المسلمين - فيجب المحافظة التامة عليها وإقامتها في أوقاتها المحددة والمحافظة عليها مع جماعة المسلمين.
وزيادة على هذا فقد ورد فيها أحاديث عظيمة وكثيرة جداً لا يتسع المقام لذكرها، ولكن نكتفي بالقليل تذكرة لأصحاب القلوب المؤمنة ففي ذكرها الخير والبركة، فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئبُ القاصية»، فإذا حافظ كل مسلم على الصلاة مع الجماعة وأتى بالأذكار المشروعة بعدها وقرأ آية الكرسي، والإخلاص والمعوذتين، وكررها في المغرب والفجر ثلاث مرات فإنه قد حصن نفسه، وإذا دخل بيته وقرأ عشر آيات من سورة البقرة: أربع آيات من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها، وثلاثة من آخرها، والإخلاص والمعوذتين في بيته فقد حصن نفسه وذريته وبيته من الشيطان، فينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يحافظ على ذلك عقب الصلوات وفي الصباح والمساء، وعند دخول منزله، وعند النوم، (وبهذا أقسم بالله العظيم أنه لن يكون من الغافلين) وسيكون بإذن الله من الذاكرين الشاكرين، وليس للشيطان عليه سبيل هو وذريته ما دام عاملاً بذلك ومطبقاً له في الأوقات المذكورة وقد جاء ذكرها مفصلاً في هذا الكتاب. وزيادة على هذا قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين عند النوم وينفث على كفيه ويمسح رأسه ووجهه وما استطاع من جسده، ويكرر ذلك ثلاثاً فهي حصانة له حتى الليلة القادمة، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح».
3- الاعتصام بالله وإخلاص العمل له والتوكل عليه والاستعانة والاستعاذة به، وهذا كله أكبر دافع وسلاح قوي وحصن مكين لكل مستقيم ومخلص من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحِجر: 39-40].
فاعترف اللعين عياذاً بالله منه بعجزة التام عن التعرض لعباد الله المخلصين، ومما لا شك فيه أن أعظم الإخلاص لله: توحيده وصرف العبادة له وحده لا شريك له، وتحقيق التوحيد الخالص وهو توحيد الألوهية والربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وهو السلاح القوي القاطع المانع لأنه بتوحيده لله وإخلاص عمله له في دعائه وعبادته ورجائه وخوفه ونذره وتوكله ورغبته وهبته إلى الله وحده لا شريك له، أقول: وعندما يحقق كل مسلم ومسلة ومؤمن ومؤمنة ذلك فلا سبيل للجن والشيطان عليه، أما إذا صرف شيئاً من ذلك لغير الله فهنا تكون الكارثة الكبرى والمصيبة العظمى وهي الشرك، وهنا تفتح أبواب الجن والشياطين عليه ويصبح مستعبداً ومسخراً لهم، ويسير في ركابهم، وبالتالي يلجأ إلى العرافين والسحرة والكهنة ومن في حكمهم، فيضل بذلك ويهلك نسأل الله أن يحفظ الجميع.
4- الاعتصام التام بالكتاب والسنة: ففيهما كل سعادة وخير وصلاح وفلاح ونجاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعَام: 153].
فالالتزام التام بالكتاب والسنة علماً وعملاً وقولاً وفعلاً يطرد الجن والشياطين، ولا يجعل لهم أي سبيل ولا طريق إلى كل مسلم ومسلمة، وقد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان ليبكي ويقول: يا ويله أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار».
5- تقوى الله عز وجل والتمسك بطاعته والإنابة والرجوع إليه، ففي ذلك كل الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وفتح الأبواب لكل خير، وكذلك قفل وإغلاق أبواب ونوافذ الشر، قال الله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطّلاَق: 2]، وقال عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عِمرَان: 102]. وقال عز وجل: ﴿ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا ﴾ [فُصّلَت: 18]، وقال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعرَاف: 156].
6- الإنفاق في سبيل الله سراً وجهراً والقيام بقضاء حوائج الناس: ولا شك أن الإنفاق وخدمة المحتاجين والمعوزين والفقراء والمساكين وخاصة إذا قصد بها وجه الله خالصة دون الرياء والسمعة فإن لها فضائل عظيمة ومراتب جليلة عند الرب العظيم الجليل الكبير، وقد ثبت في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن صدقة السر لتطفئ غضب الرب»، ولما روي أيضاً في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «باكروا بالصدقة فإن البلاء يتخطاها» وكذلك ورد في الأثر: «داووا مرضاكم بالصدقات».
فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة :
إن الصدقات شأنها عظيم وأمرها جسيم وخاصة إذا أنفقت للمحتاجين سراً، أما الزكوات فيرى العلماء أن إعلانها أفضل ليقتدي به غيره، ولأنها ركن من أركان الإسلام، أما الصدقة فهي تطوع والأفضل الإسرار بها.
7- العمل الصالح الخالص لله والتوسل به إلى الرب العظيم، ولا شك أن هذه من الأمور التي تنفع العبد وترفعه عند الله عز وجل، ولها شرطان أساسيان هما:
1- الإخلاص لله وسبحانه وتعالى.
2- المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النّحل: 97]، وقال عز من قائل: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]. وكما جاء في الحديث الصحيح في قصة الثلاثة نفر الذين توسلوا بخالص أعمالهم وصالحها فانفرجت عنهم الصخرة.
8- الاستقامة والاستعانة بالله عز وجل:
فالاستقامة لها منزلة رفيعة، وأمرها عظيم وشأنها جسيم، ومرتبتها جليلة عظيمة، ومنزلتها رفيعة عند الله سبحانه وتعالى، والاستعانة لا تقل مرتبتها عنها بل هي أعظم منها لأن بها تحقيق التوحيد والعمل الخالص لله وحده سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فُصّلَت: 30-32]. كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل عندما سأله: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك (أو قال: غيرك) قال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله ثم استقم».
أما الاستعانة فيكفي المسلمين فيها إرشاداً وتوجيهاً حديث حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف».
وهذا الحديث العظيم ينبغي للمسلمين العمل به، ونحث المسلمين على تعلمه والعمل به لما فيه من الخير العظيم.
وأخيرًا أوصي الجميع بتقوى الله ولزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج عن طاعة ولي الأمر والمحافظة التامة على الصلاة مع جماعة المسلمين والعمل بالحصانة وقد جاء ذكرها في هذا الكتاب مفصلاً وموضحًا في الصباح والمساء وعند النوم وبهذا وبتحقيقه يصبح الجميع من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم آمين وأخيراً إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، اللهم آمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى مرضانا ويشف مرضى المسلمين .
رد: كيف ينجو الإنسان من الجن والشيطان؟ الجزء الثانى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسال الله العفو والعافية وان يبعده على جميع المسلمين
جزاك الله خيرا اخي الكريم
على هذا الموضوع القييم المعلومات المفيدة
بوركت جهودك ودمت لنا ودام عطائك
جعله الله في موازين الحسنات وثبتك اجره
في إنتظار جديدك المميز
نسال الله العفو والعافية وان يبعده على جميع المسلمين
جزاك الله خيرا اخي الكريم
على هذا الموضوع القييم المعلومات المفيدة
بوركت جهودك ودمت لنا ودام عطائك
جعله الله في موازين الحسنات وثبتك اجره
في إنتظار جديدك المميز
رد: كيف ينجو الإنسان من الجن والشيطان؟ الجزء الثانى
شكرآ لكى و لمرورك وردك الاروع اختى الغاليه
جزاكى الله خيرآ
رد: كيف ينجو الإنسان من الجن والشيطان؟ الجزء الثانى
نشكرك على الموضوع
دئما بمتابعتك وبانتضارك مواضيع جديدة
دئما بمتابعتك وبانتضارك مواضيع جديدة
maher- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 3362
التقييم : 2
العمر : 23
احترام قوانين المنتدى :
مواضيع مماثلة
» كيف ينجو الإنسان من الجن والشيطان؟
» كيف يدخل الجن في جسم الإنسان؟ وأسباب دخوله وأين يتواجد الجن في البيت عادة ؟
» ما الفرق بين الجن والشيطان؟
» الجزء الثانى من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الثانى عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» كيف يدخل الجن في جسم الإنسان؟ وأسباب دخوله وأين يتواجد الجن في البيت عادة ؟
» ما الفرق بين الجن والشيطان؟
» الجزء الثانى من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
» الجزء الثانى عشر من تفسير ( سورة الفاتحة ) للشيخ الشعراوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى