ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
+2
مستشار طارق
Arabian Star
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
السؤال:
صادفت هذا الموقع منذ فترة ، وأثار اهتمامي ، ولكن شعرت بقليل من عدم الطمأنينة حول ما تمت كتابته ، وبما أنني لست مسلما فأنا أعلم أنكم تكرهونني ، وقد ذكرتم في إجاباتكم على العديد من الأسئلة التي يرسلها الناس بوجوب بغض الكفار ، وتقول أيضا بأنك لا تستطيع أن تدرك لماذا يعتني بهم الناس ويحبونهم ، في وجهة نظري أنك تراني كأقل شيء في الوجود يفترض أن يكره ،لماذا ؟ ماذا فعلت لك ؟ أشعر بالسب عندما تلومني على الأعمال ، فأنا لم أرتكب جرائم ، ولم أتحدث للآخرين ، وأتحدث فقط لنفسي ، كيف ينبغي أن أعتنق الإسلام بينما أحاط بأناس يبغضونني ؟!
الجواب :
الحمد لله
نشكر لك صراحتك وجرأتك في إرسال هذا السؤال ، وتأكد أن الجواب عليه من دواعي سرورنا ، فقلوبنا وقلب كل مسلم مليئة بالرحمة والشفقة على جميع الخلق ، مؤمنهم وكافرهم ، ذكرهم وأنثاهم ، صغيرهم وكبيرهم ، أبيضهم وأسودهم ؛ كلهم بنو آدم ، وآدم من تراب ، فالآدمية التي تجمعنا تذكرنا نحن المسلمين بأن أبانا آدم عليه السلام أخرجته معصيته من الجنة ، فعاد ذلك على ذريته بالابتلاء ما بقيت الدنيا ، فمن بقي على فطرة التوحيد التي كان عليها آدم عليه السلام فاز ونجا ورجع إلى وطنه الأصلي الذي هو جنة الخلد عند رب العالمين ، ومن تخطفته الأهواء والأدواء من بني آدم مادت به إلى الخسارة الحقيقية ، وحرم الرجوع إلى جنان الخلد التي أخرج منها أبونا آدم عليه السلام .
قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى )
حديث صحيح ، رواه أحمد في مسنده (23489 ـ الرسالة ) .
من هنا تبدأ علاقتنا بك ، ومن هذه الفلسفة يطالب المسلم بالنظر إلى جميع الخلق ، أنهم سبي أعدائهم من نوازع النفس والشيطان ، ولا بد من إعانتهم جميعا على تجاوز هذه القيود إلى حرية العلاقة بالله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ؛ الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ؛ وتلك رسالة أنبيائه المكرمين جميعا .
وهكذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، تذرف منه الدموع ، ويتفطر منه القلب ، وتتقطع نفسه رحمة وأسفا على من لم يؤمن به ، ولم يلحق بركبه الذي سيعيده إلى داره الأولى التي خلق لها وأخرج منها ، التي هي الجنة ، وقد استحقت تلك الشفقة العظيمة التي جوت قلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجلها الله عز وجل في القرآن الكريم ، فقال مخاطبا له ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ) الكهف/6، أي : " مهلك نفسك بحزنك عليهم " ينظر " تفسير القرآن العظيم " (5/137)
نحن لا نبغضك لشخصك ، إذ كيف نبغضك ونحن لا نعرفك ولم نلتق بك ، نحن لم ننفر يوما من لونك ، ولا جنسك ، ولا عائلتك ؛ نحن محرم علينا ذلك كله : أن نحب الناس أو نبغضهم لأجل ألوانهم ، أو أنسابهم ، أو آبائهم ، أو أمهاتهم ؛ إنما بغضنا وعداوتنا للكفر والإلحاد الذي تحمله في قلبك ، ويوشك أن يهلكك ، ويودي بك في عذاب الله الأبدي ، ويجلب عليك شقاء الدنيا والآخرة ؛ كم نحن مشفقون عليك من هذا الشقاء ، ساعون في إزالته عنك ، فليت أننا استطعنا ذلك !!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ :
مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ !!
أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ ؛ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ !!
لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ ، إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ ؛ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ ) .
حديث صحيح ، رواه أبو داود (5116) وغيره .
إننا نظنك توافقنا الرأي : أن من حق جميع البشر أن يعتقدوا بحب أو ببغض أي فكر أو معتقد ، فذلك من مقتضيات الحريات التي تكفلها الدساتير الحديثة اليوم ، ولكن ليس من حق أي بشر أن يعامل مَن يخالفه في المعتقد بالظلم والأذى والخيانة ، والسعي في نزول الضر والشر به ، لمجرد اختلافهما في شأن المعتقد .
لو كنت تعيش بين مسلمين يلتزمون بحقيقة الإسلام لعشت حياة طيبة سعيدة ، ونلت حقوقا قدمتها شريعة الإسلام قبل ألف وأربعمائة سنة ، لا تضاهيها الحقوق التي تقدمها المدنيات الحديثة ، وقد كانت الأرض يومئذ تموج بالظلم والطغيان وإلغاء كرامة الإنسان ، وأول هذه الحقوق حق تدينك بالمعتقد الذي تراه ، كما ذهب إليه كثير من الفقهاء والعلماء ، قال ابن العربي رحمه الله : " قال سائر علمائنا : تؤخذ الجزية من كل كافر ، وهو الصحيح " انتهى. " أحكام القرآن " (1/156) ونحوه في " تفسير القرطبي " (8/110)، وقال ابن القيم : " وهذا القول أصح في الدليل " انتهى. "زاد المعاد" (5/92). وإذا كان معتقدك هو اليهودية أو النصرانية أو المجوسية فلك الحرية الكاملة باتفاق الفقهاء ، فقد قال تعالى : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) البقرة/256.
لو عشت بين المسلمين حقا لأمنت على نفسك من أي أذى تحت أي ذريعة ، فقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري (رقم/6914)
ولو عشت بين المسلمين حقا لأمنت على جميع أموالك من أي تعد ، فقد تبرأ نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ممن اعتدى على مال غير المسلمين وقال : ( أَمَّا المَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ ) رواه البخاري (رقم/2731)
ولو عشت بين المسلمين وأصابك مرض أو ضر أو ابتلاء لتسارعوا إلى زيارتك والوقوف بجانبك رجاء ثواب الله عز وجل ؛ إنهم لن يزالوا طامعين في نجاتك من النار ، حتى وأنت على فراش الموت ؛ إنك ـ حينئذ ـ لن تملك لهم ضرا ولا نفعا ، ولا خفضا ولا رفعا ، هذا لو قدرنا أن أحدا يملكه في قوته وسلطانه ، إنهم لا يرجون منك في مثل تلك الحال ، إلا ما كانوا يرجونه لك ، وأنت على ما أنت عليه الآن : أن ينقذك الله من النار :
ألم تسمع بخبر نبينا محمد ، صلى الله عليه وسلم ؛ لقد كان له غلام يهودي ، يخدمه ويحسن صحبته ( فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ : أَسْلِمْ ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَهُ : أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري (رقم/1356)
ولو كنت تعيش بين المسلمين حقا لفرض لك المجتمع نفقة شهرية تعينك على تكاليف الحياة ، ففي عقد الذمة الذي كتبه خالد بن الوليد لأهل الحيرة بالعراق , وكانوا من النصارى : " وجعلت لهم : أيما شيخ ضعف عن العمل , أو أصابته آفة من الآفات , أو كان غنيًا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه , طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله " انتهى من "الخراج " لأبي يوسف (ص144)
إن عنوان رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وباختصار شديد : أنه رحمه .
قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/107. والله أعلم.
وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ ) .
رواه الدارمي (15) وصححه الألباني .
ولو رحنا نسوق نماذج التسامح الإسلامي عبر تاريخ الدولة الإسلامية لاستغرق ذلك عشرات الصفحات ، فإن أردت التوسع بالقراءة والمطالعة يمكنك مراجعة كتاب الأستاذ الدكتور عمر بن عبدالعزيز بعنوان " سماحة الإسلام "، طباعة المكتبة الذهبية ، ومكتبة الأديب .
نسأل الله جل جلاله أن يهدي قلبك ، ويشرح صدرك ، ويأخذ بناصيتك إليه .
صادفت هذا الموقع منذ فترة ، وأثار اهتمامي ، ولكن شعرت بقليل من عدم الطمأنينة حول ما تمت كتابته ، وبما أنني لست مسلما فأنا أعلم أنكم تكرهونني ، وقد ذكرتم في إجاباتكم على العديد من الأسئلة التي يرسلها الناس بوجوب بغض الكفار ، وتقول أيضا بأنك لا تستطيع أن تدرك لماذا يعتني بهم الناس ويحبونهم ، في وجهة نظري أنك تراني كأقل شيء في الوجود يفترض أن يكره ،لماذا ؟ ماذا فعلت لك ؟ أشعر بالسب عندما تلومني على الأعمال ، فأنا لم أرتكب جرائم ، ولم أتحدث للآخرين ، وأتحدث فقط لنفسي ، كيف ينبغي أن أعتنق الإسلام بينما أحاط بأناس يبغضونني ؟!
الجواب :
الحمد لله
نشكر لك صراحتك وجرأتك في إرسال هذا السؤال ، وتأكد أن الجواب عليه من دواعي سرورنا ، فقلوبنا وقلب كل مسلم مليئة بالرحمة والشفقة على جميع الخلق ، مؤمنهم وكافرهم ، ذكرهم وأنثاهم ، صغيرهم وكبيرهم ، أبيضهم وأسودهم ؛ كلهم بنو آدم ، وآدم من تراب ، فالآدمية التي تجمعنا تذكرنا نحن المسلمين بأن أبانا آدم عليه السلام أخرجته معصيته من الجنة ، فعاد ذلك على ذريته بالابتلاء ما بقيت الدنيا ، فمن بقي على فطرة التوحيد التي كان عليها آدم عليه السلام فاز ونجا ورجع إلى وطنه الأصلي الذي هو جنة الخلد عند رب العالمين ، ومن تخطفته الأهواء والأدواء من بني آدم مادت به إلى الخسارة الحقيقية ، وحرم الرجوع إلى جنان الخلد التي أخرج منها أبونا آدم عليه السلام .
قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى )
حديث صحيح ، رواه أحمد في مسنده (23489 ـ الرسالة ) .
من هنا تبدأ علاقتنا بك ، ومن هذه الفلسفة يطالب المسلم بالنظر إلى جميع الخلق ، أنهم سبي أعدائهم من نوازع النفس والشيطان ، ولا بد من إعانتهم جميعا على تجاوز هذه القيود إلى حرية العلاقة بالله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ؛ الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ؛ وتلك رسالة أنبيائه المكرمين جميعا .
وهكذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، تذرف منه الدموع ، ويتفطر منه القلب ، وتتقطع نفسه رحمة وأسفا على من لم يؤمن به ، ولم يلحق بركبه الذي سيعيده إلى داره الأولى التي خلق لها وأخرج منها ، التي هي الجنة ، وقد استحقت تلك الشفقة العظيمة التي جوت قلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجلها الله عز وجل في القرآن الكريم ، فقال مخاطبا له ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ) الكهف/6، أي : " مهلك نفسك بحزنك عليهم " ينظر " تفسير القرآن العظيم " (5/137)
نحن لا نبغضك لشخصك ، إذ كيف نبغضك ونحن لا نعرفك ولم نلتق بك ، نحن لم ننفر يوما من لونك ، ولا جنسك ، ولا عائلتك ؛ نحن محرم علينا ذلك كله : أن نحب الناس أو نبغضهم لأجل ألوانهم ، أو أنسابهم ، أو آبائهم ، أو أمهاتهم ؛ إنما بغضنا وعداوتنا للكفر والإلحاد الذي تحمله في قلبك ، ويوشك أن يهلكك ، ويودي بك في عذاب الله الأبدي ، ويجلب عليك شقاء الدنيا والآخرة ؛ كم نحن مشفقون عليك من هذا الشقاء ، ساعون في إزالته عنك ، فليت أننا استطعنا ذلك !!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ :
مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ !!
أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ ؛ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ !!
لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ ، إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ ؛ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ ) .
حديث صحيح ، رواه أبو داود (5116) وغيره .
إننا نظنك توافقنا الرأي : أن من حق جميع البشر أن يعتقدوا بحب أو ببغض أي فكر أو معتقد ، فذلك من مقتضيات الحريات التي تكفلها الدساتير الحديثة اليوم ، ولكن ليس من حق أي بشر أن يعامل مَن يخالفه في المعتقد بالظلم والأذى والخيانة ، والسعي في نزول الضر والشر به ، لمجرد اختلافهما في شأن المعتقد .
لو كنت تعيش بين مسلمين يلتزمون بحقيقة الإسلام لعشت حياة طيبة سعيدة ، ونلت حقوقا قدمتها شريعة الإسلام قبل ألف وأربعمائة سنة ، لا تضاهيها الحقوق التي تقدمها المدنيات الحديثة ، وقد كانت الأرض يومئذ تموج بالظلم والطغيان وإلغاء كرامة الإنسان ، وأول هذه الحقوق حق تدينك بالمعتقد الذي تراه ، كما ذهب إليه كثير من الفقهاء والعلماء ، قال ابن العربي رحمه الله : " قال سائر علمائنا : تؤخذ الجزية من كل كافر ، وهو الصحيح " انتهى. " أحكام القرآن " (1/156) ونحوه في " تفسير القرطبي " (8/110)، وقال ابن القيم : " وهذا القول أصح في الدليل " انتهى. "زاد المعاد" (5/92). وإذا كان معتقدك هو اليهودية أو النصرانية أو المجوسية فلك الحرية الكاملة باتفاق الفقهاء ، فقد قال تعالى : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) البقرة/256.
لو عشت بين المسلمين حقا لأمنت على نفسك من أي أذى تحت أي ذريعة ، فقد قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري (رقم/6914)
ولو عشت بين المسلمين حقا لأمنت على جميع أموالك من أي تعد ، فقد تبرأ نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ممن اعتدى على مال غير المسلمين وقال : ( أَمَّا المَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ ) رواه البخاري (رقم/2731)
ولو عشت بين المسلمين وأصابك مرض أو ضر أو ابتلاء لتسارعوا إلى زيارتك والوقوف بجانبك رجاء ثواب الله عز وجل ؛ إنهم لن يزالوا طامعين في نجاتك من النار ، حتى وأنت على فراش الموت ؛ إنك ـ حينئذ ـ لن تملك لهم ضرا ولا نفعا ، ولا خفضا ولا رفعا ، هذا لو قدرنا أن أحدا يملكه في قوته وسلطانه ، إنهم لا يرجون منك في مثل تلك الحال ، إلا ما كانوا يرجونه لك ، وأنت على ما أنت عليه الآن : أن ينقذك الله من النار :
ألم تسمع بخبر نبينا محمد ، صلى الله عليه وسلم ؛ لقد كان له غلام يهودي ، يخدمه ويحسن صحبته ( فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ : أَسْلِمْ ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَهُ : أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري (رقم/1356)
ولو كنت تعيش بين المسلمين حقا لفرض لك المجتمع نفقة شهرية تعينك على تكاليف الحياة ، ففي عقد الذمة الذي كتبه خالد بن الوليد لأهل الحيرة بالعراق , وكانوا من النصارى : " وجعلت لهم : أيما شيخ ضعف عن العمل , أو أصابته آفة من الآفات , أو كان غنيًا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه , طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله " انتهى من "الخراج " لأبي يوسف (ص144)
إن عنوان رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وباختصار شديد : أنه رحمه .
قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/107. والله أعلم.
وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن نفسه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ ) .
رواه الدارمي (15) وصححه الألباني .
ولو رحنا نسوق نماذج التسامح الإسلامي عبر تاريخ الدولة الإسلامية لاستغرق ذلك عشرات الصفحات ، فإن أردت التوسع بالقراءة والمطالعة يمكنك مراجعة كتاب الأستاذ الدكتور عمر بن عبدالعزيز بعنوان " سماحة الإسلام "، طباعة المكتبة الذهبية ، ومكتبة الأديب .
نسأل الله جل جلاله أن يهدي قلبك ، ويشرح صدرك ، ويأخذ بناصيتك إليه .
Arabian Star- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8929
التقييم : 1
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
أشكرك عل الموضوع الرائع
:love youdd:
:love youdd:
مستشار طارق- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 774
التقييم : 1
احترام قوانين المنتدى :
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
شكرا لمرورك
Arabian Star- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8929
التقييم : 1
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
شكرا لك على الموضوع :;وردة حمراء ه: وجزاك الله الف خير^_^
aLmOjREm|B.M.W- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2761
التقييم : 0
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
شكرا لمرورك
Arabian Star- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8929
التقييم : 1
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
بارك الله فيك على موضوعك المميز
ولا تحرمنا من جديدك وطرحك دوما
ربنا يخليك اخي الحبيب وشكرا لك على الموضوع الجميل
ولا تحرمنا من جديدك وطرحك دوما
ربنا يخليك اخي الحبيب وشكرا لك على الموضوع الجميل
زائر- زائر
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
شكرا لك على الموضوع الرائع
ونناسهه- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 1369
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
شكرا لك على الموضوع الجميل
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى
:;وردة حمراء ه:
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى
:;وردة حمراء ه:
اسير الماضي- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8888
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
رد: ملحد يتساءل لماذا تبغضونني ؟
نورت الموضوع
Arabian Star- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 8929
التقييم : 1
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
مواضيع مماثلة
» 21613: مسيحي يتساءل هل بإمكانه الدخول في دين الإسلام
» 136360: مسلمة عمرها 12 عاماً والدها ملحد وأمها نصرانية يسبَّان ربها ونبيَّها فماذا تصنع ؟
» لماذا لا تصلى؟
» لماذا ........؟
» لماذا ؟
» 136360: مسلمة عمرها 12 عاماً والدها ملحد وأمها نصرانية يسبَّان ربها ونبيَّها فماذا تصنع ؟
» لماذا لا تصلى؟
» لماذا ........؟
» لماذا ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى