(هل البقاء للأقوى أم البقاء للأنفع؟)

(هل البقاء للأقوى أم البقاء للأنفع؟)

(هل البقاء للأقوى أم البقاء للأنفع؟)

قال الله تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد:17].

في القرآن قوانين ونواميس وسنن إلهية تحكم العالم قاطبة، لا تتبدل ولا تتغير ولا تحابي أحداً لأن الذي شرعها رب العالمين.
ونحن إذا قرأنا قوانين القرآن وفهمناها وعملنا بمقدماتها حصدنا نتائجها

وإني وجدت في القرآن الكريم قانونا إلهيا يقول:
إن البقاء للأنفع.
جاء هذا القانون في قول الله تعالى في سورة الرعد:
{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}.

ومعنى الآية: أنزل الله من السحاب مطراً فجرى ماء الأودية بقدر حجم الوادي واتساعه فرفع السيل فيما جرف معه غثاءً ورغوةً طافيةً عاليةً فوق الماء.

وبعض المعادن التي يوقدون عليها ليصهروها في النار من فلزات الحديد والنحاس والذهب والفضة لصناعة الحلي والآلات لها زبد مثل زبد السيل وهو خبث هذه الفلزات المعدنية.

هذان المثلان المذكوران -مَثَلُ السيل الذي فوقه الزبد ومَثَلُ المعادن المنصهرة التي يعلوها الزبد-هما مَثَلُ الحق والباطل وأهلهما.

فأما الزبد الطافي فيزول مرمياً، وأما ما ينفع الناس من الماء والمعادن والحق فيبقى في الأرض زماناً وينتفع به أهلها.

فالباطل كالزبد فوق الماء والمعدن المذاب يذهب ويتبدد
والحق يبقى في الأرض كالماء والمعدن الصافي ينتفع منه الناس.

فالقانون يقول: الباطل وإن علا فإنه سيضمحل، ويقول: للباطل صولة وللحق دولة.
جاء في تفسير الشعراوي: (ساعة أن يطفو الغثاء فإياك أن تفهم أن ذلك علو، إنه علو إلى انتهاء، كذلك فورة الباطل.
وإذا ما ارتفعت رؤوس الباطل فهذا دليل على أن قطافها قد حان؛ لأن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض).

حدث مرة أن التقى الحق بالباطل، فقال الباطل للحق:
أنا أقوى منك
قال الحق: أنا أثبت منك
قال الباطل: أنا أسرع منك ظهوراً
قال الحق: لكني أطول منك بقاءً
قال الباطل: سأقتلك
قال الحق: لكن أبنائي سيقتلونك.
البقاء للأنفع.

الشريعة الإسلامية كلها قائمة على جلب المصالح وعلى درء المفاسد
البقاء للأنفع قانون عام في المبادئ والشرائع.

في التجارات والصناعات، في الأدب والفنون، في الحرف والمهن اليدوية، في مناهج التربية والتعليم البقاء، في السياسة والحكم
في كل شؤون الحياة البقاء للأنفع.
وممَّا يزيدك تأكداً من هذا القانون قوله تعالى في سورة الأنبياء:

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105].
في نهاية هذه الخطبة المطلوب أمران:
الأول: اعمل ما استطعت في النافعات.
ابحث عن العمل النافع والعلم النافع و...
الثاني: مهما استطعت أن تنفع الناس فافعل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَل)) [رواه مسلم].


والحمد لله رب العالمين

جزاك الله خير

مرحبا بك ..
اشكرك ع الطرح المتميز
واصل ي بطل

شكرا لك ~