تفسير ماصابك من حسنة فمن الله وماصابك من سيئة فمن نفسك

بسم الله الرحمن الرحيم
وسلامٌ من الله يغشى أرواحكم بالرحمه تفسير ماصابك حسنة الله وماصابك سيئة نفسك

في سورة النساء نقرأ قوله تعالى: { أَيْنَمَا تَكُونُوا۟ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍۢ مُّشَيَّدَةٍۢ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌۭ يَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ۖ
وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌۭ يَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّۭ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ۖ }
وقد يظن للوهلة الأولى أن قوله سبحانه: { وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍۢ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ } مناف لقوله تعالى: { قُلْ كُلٌّۭ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ۖ }
ولقوله أيضًا: { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ }
ولقوله: { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةًۭ ۖ } وليس الأمر كذلك.

إن قوله سبحانه: { قُلْ كُلٌّۭ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ۖ } معناه: قل يا محمد ، للقائلين إذا أصابتهم حسنة: { مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ۖ }
وإذا أصابتهم سيئة: { هَـٰذِهِۦ مِنْ عِندِكَ ۚ } قل لهم: إن كل ذلك من عند الله؛ فمن عنده سبحانه الرخاء والشدة، ومنه النصر والظَفَر، ومن عنده الفوز والهزيمة.
ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { قُلْ كُلٌّۭ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ۖ }
قال: الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك ، وأما السيئة فابتلاك بها .

وعلى هذا فمعنى الآية الكريمة: إن كل ما أصاب الناس من خير أو شر، أو ضر أو نفع، أو شدة أو رخاء، فمن عند الله،
لا يقدر على ذلك غيره، ولا يصيب أحدًا سيئة إلا بتقديره، ولا ينال رخاء ونعمة إلا بمشيئته. فالجميع بقضاء الله وقدره،
وهو نافذ في البِر والفاجر، والمؤمن والكافر. وفي هذا إعلام من الله لعباده، وتقرير لحقيقة مفادها:
إن مفاتح الأشياء كلها بيده سبحانه، لا يملك شيئًا منها أحد غيره.

أما قوله عز وجل: { وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍۢ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ } يعني: ما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه ، فمن نفسك
أي: بسبب ذنب اكتسبته نفسك. وفي ذلك آثار أيضًا ؛ فعن السدي قال: { وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍۢ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ } أي: من ذنبك
وعن قتادة قال: { وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍۢ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ } أي: عقوبة يا ابن آدم بذنبك. وعن أبي صالح قال: بذنبك ، وأنا قدَّرتها عليك.

فكل أمر في هذا الكون لا ينشأ ولا يتحقق إلا بإرادة الله وقدره . وما يصيب الإنسان من حسنة أو سيئة -بأي معنى من معاني الحسنة أو السيئة
سواء حسب ما يبدو في الظاهر، أو حسب ما هو في حقيقة الأمر والواقع- فهو من عند الله؛ لأنه لا ينشىء شيئًا ولا يحدثه ولا يخلقه ولا يوجده إلا الله.

جزاك الله خيرا

جزاك الله خير

منورين الموضوع