مراتب الأحكام
+3
KoNtRoL
7RoOf-DeS
امير الاحزان
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مراتب الأحكام
جاءت الشريعة ببيان مفصل لكل شيء، حتى السكوت في الشريعة هو بيان، فما سكت الله عنه فهو عفو ورحمة (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل 89).
وتشير العديد من الأمثلة والنماذج المبثوثة في سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة إلى وجود ثلاث مراتب للأحكام الشرعية:
الأول: المستوى الأصلي السالم من المعارض مثل مشروعية النكاح حفظاً للجنس البشري وإمضاءً للفطرة، أو تحريم السرقة وعقوبة السارق حفظاً للملكية.
الثاني: المستوى التبعي بالنظر إلى اعتبار الإضافات والشروط؛ كوجوب النكاح لمن خشي العنت وقدر عليه، ودرء الحد عن شخص بعينه لشبهة عرضت.
ولا يكاد يوجد تكليف إلا ويضع الفقهاء شروط التكليف به، في العبادات أو في غيرها.
الثالث: المستوى الاستثنائي وهو الذي يقتضي توقف الحكم أو استبدال حكم آخر به لعارض طارئ يطول أو يقصر؛ كإبطال الحد عام الرمادة، وهذا محل خطورة من حيث أهميته وضرورته، وخطورة أخرى مثل اتخاذه ذريعة للتنصُّل من تبعات الشريعة والتهرب من التزامها.
ويظهر ذلك جلياً في مسألة إقامة الشريعة وإنفاذ أحكامها على الشعوب، فإن ذلك يقتضي أمراً زائداً على مجرد معرفة الأحكام ومعرفة مفردات الوقائع التي يراد تنزيل الحكم عليها، ألا وهو معرفة الممكن المقدور عليه من الشريعة وإمضاؤه ووضع منظومة مدروسة تفضي في نهاية المطاف إلى التطبيق الأمثل للشريعة دون مجازفة قد تُجهض التجربة وتجور على أصلها، ودون مماطلة وتسويف يجعل من تحكيم الشريعة شعاراً مجرداً لا خطة معه ولا خارطة طريق.
هنا سنكون أقرب إلى البحث عن حلول شرعية لمشكلات الواقع.
أحياناً نحن أمام إنسان مبتلى بالإدمان، فإن قطع عنه ما يتعاطاه أفضى إلى هلاكه، واستبقاء النفوس مطلب، فهل نجيز جرعة متناقصة حتى يتعافى؟
أم نقطع عنه المادة بالكلية كائنة ما تكون النتيجة؟
على أن القضية لا تدور على حياة فرد أو موته، بل الأمر متصل بنجاح التجربة الإسلامية أو فشلها، والتي هي جهد بشري تقوم عليه فئة من الناس في دائرة واسعة متفاوتة الفهم والاحتمال، مختلفة التفكير متباينة المشرب، وهي أيضاً واقعة ضمن وجود عالمي مترابط يسهل معه التدخل وافتعال المشكلات ...
وإذا قصر الناس في الاجتهاد فهم مؤاخذون، وتلحقهم التبعة فيما يؤول إليه الأمر.
التبشير بالمشروع الإسلامي يجب أن يتحوّل من شعار عام إلى برامج بديلة ومدروسة في الاقتصاد، والاجتماع، والإعلام، والإدارة، والتعليم.
من فهم الواقع إدراك التشابك العميق بين العناصر المختلفة؛ النفسية، والسياسية، والاقتصادية، والمحلية، والعالمية.
وحل المشكلات الناتجة عن أوضاع منبتّة الصلة في العديد من جوانبها عن المقتضيات الإسلامية، ومتأثرة بأحكام أو أسباب خارجية، وبعضها وافد وبتأثير الهيمنة الحضارية.
مقصد السياسة الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: تفعيل المجتمع، وحفظ وحدته وانسجامه، وإقامة العدل، وحفظ ضروريات الحياة ومصالحها، ليس حفظاً فحسب، بل تنمية وبناءً وتحقيقاً وفتحاً لآفاق جديدة تواكب الحالة التي تعيشها البشرية، فالإسلام يزيد ولا ينقص، ويعلو ولا يعلى، ويصل ولا يقطع وهو عين الرحمة والحكمة والمصلحة متى فهمه الناس حق فهمه، ووضعوا أدويته وعلاجاته مواضعها الصحيحة (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) (العنكبوت 43).
وتشير العديد من الأمثلة والنماذج المبثوثة في سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة إلى وجود ثلاث مراتب للأحكام الشرعية:
الأول: المستوى الأصلي السالم من المعارض مثل مشروعية النكاح حفظاً للجنس البشري وإمضاءً للفطرة، أو تحريم السرقة وعقوبة السارق حفظاً للملكية.
الثاني: المستوى التبعي بالنظر إلى اعتبار الإضافات والشروط؛ كوجوب النكاح لمن خشي العنت وقدر عليه، ودرء الحد عن شخص بعينه لشبهة عرضت.
ولا يكاد يوجد تكليف إلا ويضع الفقهاء شروط التكليف به، في العبادات أو في غيرها.
الثالث: المستوى الاستثنائي وهو الذي يقتضي توقف الحكم أو استبدال حكم آخر به لعارض طارئ يطول أو يقصر؛ كإبطال الحد عام الرمادة، وهذا محل خطورة من حيث أهميته وضرورته، وخطورة أخرى مثل اتخاذه ذريعة للتنصُّل من تبعات الشريعة والتهرب من التزامها.
ويظهر ذلك جلياً في مسألة إقامة الشريعة وإنفاذ أحكامها على الشعوب، فإن ذلك يقتضي أمراً زائداً على مجرد معرفة الأحكام ومعرفة مفردات الوقائع التي يراد تنزيل الحكم عليها، ألا وهو معرفة الممكن المقدور عليه من الشريعة وإمضاؤه ووضع منظومة مدروسة تفضي في نهاية المطاف إلى التطبيق الأمثل للشريعة دون مجازفة قد تُجهض التجربة وتجور على أصلها، ودون مماطلة وتسويف يجعل من تحكيم الشريعة شعاراً مجرداً لا خطة معه ولا خارطة طريق.
هنا سنكون أقرب إلى البحث عن حلول شرعية لمشكلات الواقع.
أحياناً نحن أمام إنسان مبتلى بالإدمان، فإن قطع عنه ما يتعاطاه أفضى إلى هلاكه، واستبقاء النفوس مطلب، فهل نجيز جرعة متناقصة حتى يتعافى؟
أم نقطع عنه المادة بالكلية كائنة ما تكون النتيجة؟
على أن القضية لا تدور على حياة فرد أو موته، بل الأمر متصل بنجاح التجربة الإسلامية أو فشلها، والتي هي جهد بشري تقوم عليه فئة من الناس في دائرة واسعة متفاوتة الفهم والاحتمال، مختلفة التفكير متباينة المشرب، وهي أيضاً واقعة ضمن وجود عالمي مترابط يسهل معه التدخل وافتعال المشكلات ...
وإذا قصر الناس في الاجتهاد فهم مؤاخذون، وتلحقهم التبعة فيما يؤول إليه الأمر.
التبشير بالمشروع الإسلامي يجب أن يتحوّل من شعار عام إلى برامج بديلة ومدروسة في الاقتصاد، والاجتماع، والإعلام، والإدارة، والتعليم.
من فهم الواقع إدراك التشابك العميق بين العناصر المختلفة؛ النفسية، والسياسية، والاقتصادية، والمحلية، والعالمية.
وحل المشكلات الناتجة عن أوضاع منبتّة الصلة في العديد من جوانبها عن المقتضيات الإسلامية، ومتأثرة بأحكام أو أسباب خارجية، وبعضها وافد وبتأثير الهيمنة الحضارية.
مقصد السياسة الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: تفعيل المجتمع، وحفظ وحدته وانسجامه، وإقامة العدل، وحفظ ضروريات الحياة ومصالحها، ليس حفظاً فحسب، بل تنمية وبناءً وتحقيقاً وفتحاً لآفاق جديدة تواكب الحالة التي تعيشها البشرية، فالإسلام يزيد ولا ينقص، ويعلو ولا يعلى، ويصل ولا يقطع وهو عين الرحمة والحكمة والمصلحة متى فهمه الناس حق فهمه، ووضعوا أدويته وعلاجاته مواضعها الصحيحة (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) (العنكبوت 43).
امير الاحزان- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1854
التقييم : 3
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
شكرا لكم على المرور .
انرتم متصفحي ~_~
انرتم متصفحي ~_~
امير الاحزان- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1854
التقييم : 3
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ
KoNtRoL- عضو جديد
-
عدد المساهمات : 62
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكم
بشوووق
موضوع رااائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكم
بشوووق
aLmOjREm|B.M.W- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2761
التقييم : 0
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
شكرا لكم على المرور .
انرتم متصفحي ~_~
انرتم متصفحي ~_~
امير الاحزان- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1854
التقييم : 3
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
شكراااا لك ,,,
huss9898ien- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 1758
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
شكرا لكم على المرور .
انرتم متصفحي ~_~
انرتم متصفحي ~_~
امير الاحزان- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1854
التقييم : 3
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
تسلم مروورك اضاء نور علي صفحتي
امير الاحزان- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 1854
التقييم : 3
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع
لكن أرجو منكَ عدم التوقف عند هذا الحد
مـنتظرين ابداعتــــــك
دمتـ ودام تألقـك
تحياتــي
ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع
لكن أرجو منكَ عدم التوقف عند هذا الحد
مـنتظرين ابداعتــــــك
دمتـ ودام تألقـك
تحياتــي
yakoub dz- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 820
التقييم : -1
العمر : 22
احترام قوانين المنتدى :
رد: مراتب الأحكام
نسال الله العفو والعافية
وان نكون من عباده الصالحين
جزاك الله خيرا اخي الفاضل على هذا الطرح المفيد
جعله الله في موازين حسناتك وثبتك اجره
في إنتظار جديدك المميز
لك مني اجمل تحية وتقدير
مواضيع مماثلة
» مراتب الاستغفار
» حديث مراتب الدين
» مراتب صيام عاشوراء
» مراتب الدين الإسلامي
» بعض الأحكام الخاصة بالبالغين
» حديث مراتب الدين
» مراتب صيام عاشوراء
» مراتب الدين الإسلامي
» بعض الأحكام الخاصة بالبالغين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى