هل التحدّث في المجاهرين بالمعصية مثل المشاهير يُعتبَـر غيبة ؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل التحدّث في المجاهرين بالمعصية مثل المشاهير يُعتبَـر غيبة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
============================
الكلام في مثل هؤلاء المجاهرين ليس من الغيبة ، بل قد يكون أحيانا ديانة .
وتقدّمت الإشارة إلى ما ليس بغيبة
القدح ليس بغيبة في ستة *** متظـلـم ومعـرف ومحـذر
ولمظهر فسقـاً ومستفت *** ومن طلب الإعانة في إزالة منكر
فالذي يُظهر فسقه ، ويخلع جلباب الحياء لا غيبة له في ذلك الأمر الذي أظهر فيه فسقه .
قال معاوية رضي الله عنه : ما بقي من العبادة إلاّ الوقعة في أهل الريبة ؛ لأنهم ليس لهم غيبة .
وقَالَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ : مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلا غِيبَةَ فِيهِ .
وقال الحسن : ثلاثة لا غيبة لهم : الإمام الجائر ، وصاحب الهوى الذي يدعو إلى هواه ، والفاسق المعلن فِسْقه .
وَحَدَّثَ ثابِتٌ البَنانيُّ فقَالَ : كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ رَحِمَهُ الله ، فَقَامَ إليه سَائلٌ ضَريرُ البَصَرِ ، فقَالَ : تَصَدّقُوا عَلَى مَنْ لاَ قائدَ لَهُ يَقودُهُ ، ولا بَصَرَ يَهديِهِ . فقَالَ الحَسَنُ : ذَاكَ صَاحِبُ هَذِه الدُّارِ ! - وأَشَارَ إلى دَارِه خَلْفَهُ ، يَعْني عبدَ اللهِ بِنَ زيادٍ - مَا كَانَ مِنْ جَميعِ حَشَمِهُ قَائدٌ يَقودُهُ إلى خَيْرٍ ، ولا يُشِيرُ عَلَيْهِ بِهِ ، وَلا كَانَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ لَهُ بَصَرٌ يُبْصِرُ بِهِ ويَنْتَفِعُ بِهِ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ في " الزُّهْدِ " .
ومِن هذا البابِ قولُ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ عنِ الْحَجَّاجِ : لَوْ جاءتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِخبيثِهَا وجِئْنَا بالحجاجِ لَغَلَبْنَاهُمْ !
قال الإمام أحمد : إذَا كَانَ الرَّجُلُ مُعْلِنًا بِفِسْقِهِ فَلَيْسَتْ لَهُ غِيبَة .
وقال ابن عبد البر : استثنى من هذا الباب من لا غيبة فيه من الفساق المعلنين المجاهرين ، وأهل البدع المضلِّين .
وقال القرطبي : أكثر العلماء على أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز ، وأنه لا حرج في الظن القبيح بِمَن ظاهره القُبح !
وقال ابن كثير: من المحذورات الكبار: أن يُظن بأهل الفجور خير !
وقَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : إذا أَظْهَرَ الرَّجُلُ الْمُنْكَرَاتِ ، وَجَبَ الإنكارُ عَلَيْهِ عَلانيَةً ولَمْ يَبْقَ لَهُ غِيبةٌ ، ووَجَبَ أنْ يَعَاقَبَ عَلانِيَةً بِمَا يَرْدَعُهُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ هَجْرٍ وَغَيرِهِ . اهـ .
قَالَ ابنُ مُفْلِحٍ : وَذَكَرَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ إنَّ الْمُظْهِرَ لِلْمُحَرَّمَاتِ تَجُوزُ غِيبَتُهُ بِلا نِزَاعٍ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ .
وَقَالَ صَاحِبُ الْمُخْتَارِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ : وَلا غِيبَةَ لِظَالِمٍ وَلا لِفَاسِقٍ . اهـ .
ولا يعني هذا استحلال عرضه !
كما يُحذر من الشماتة بأهل المعاصي
لأن المسلم مأمور أن يقول عند رؤية أهل البلاء : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا .
ولا يجوز أن يُبْهَت ولا أن يُتّهم الفاسِق أو الفاجر بِما ليس فيه ، مما يترتّب عليه الإضرار به ، لقوله تعالى : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) ، ولقوله عزّ وَجَلّ : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
============================
الكلام في مثل هؤلاء المجاهرين ليس من الغيبة ، بل قد يكون أحيانا ديانة .
وتقدّمت الإشارة إلى ما ليس بغيبة
القدح ليس بغيبة في ستة *** متظـلـم ومعـرف ومحـذر
ولمظهر فسقـاً ومستفت *** ومن طلب الإعانة في إزالة منكر
فالذي يُظهر فسقه ، ويخلع جلباب الحياء لا غيبة له في ذلك الأمر الذي أظهر فيه فسقه .
قال معاوية رضي الله عنه : ما بقي من العبادة إلاّ الوقعة في أهل الريبة ؛ لأنهم ليس لهم غيبة .
وقَالَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ : مَنْ أَلْقَى جِلْبَابَ الْحَيَاءِ فَلا غِيبَةَ فِيهِ .
وقال الحسن : ثلاثة لا غيبة لهم : الإمام الجائر ، وصاحب الهوى الذي يدعو إلى هواه ، والفاسق المعلن فِسْقه .
وَحَدَّثَ ثابِتٌ البَنانيُّ فقَالَ : كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ رَحِمَهُ الله ، فَقَامَ إليه سَائلٌ ضَريرُ البَصَرِ ، فقَالَ : تَصَدّقُوا عَلَى مَنْ لاَ قائدَ لَهُ يَقودُهُ ، ولا بَصَرَ يَهديِهِ . فقَالَ الحَسَنُ : ذَاكَ صَاحِبُ هَذِه الدُّارِ ! - وأَشَارَ إلى دَارِه خَلْفَهُ ، يَعْني عبدَ اللهِ بِنَ زيادٍ - مَا كَانَ مِنْ جَميعِ حَشَمِهُ قَائدٌ يَقودُهُ إلى خَيْرٍ ، ولا يُشِيرُ عَلَيْهِ بِهِ ، وَلا كَانَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ لَهُ بَصَرٌ يُبْصِرُ بِهِ ويَنْتَفِعُ بِهِ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ في " الزُّهْدِ " .
ومِن هذا البابِ قولُ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ عنِ الْحَجَّاجِ : لَوْ جاءتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِخبيثِهَا وجِئْنَا بالحجاجِ لَغَلَبْنَاهُمْ !
قال الإمام أحمد : إذَا كَانَ الرَّجُلُ مُعْلِنًا بِفِسْقِهِ فَلَيْسَتْ لَهُ غِيبَة .
وقال ابن عبد البر : استثنى من هذا الباب من لا غيبة فيه من الفساق المعلنين المجاهرين ، وأهل البدع المضلِّين .
وقال القرطبي : أكثر العلماء على أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز ، وأنه لا حرج في الظن القبيح بِمَن ظاهره القُبح !
وقال ابن كثير: من المحذورات الكبار: أن يُظن بأهل الفجور خير !
وقَالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : إذا أَظْهَرَ الرَّجُلُ الْمُنْكَرَاتِ ، وَجَبَ الإنكارُ عَلَيْهِ عَلانيَةً ولَمْ يَبْقَ لَهُ غِيبةٌ ، ووَجَبَ أنْ يَعَاقَبَ عَلانِيَةً بِمَا يَرْدَعُهُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ هَجْرٍ وَغَيرِهِ . اهـ .
قَالَ ابنُ مُفْلِحٍ : وَذَكَرَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ إنَّ الْمُظْهِرَ لِلْمُحَرَّمَاتِ تَجُوزُ غِيبَتُهُ بِلا نِزَاعٍ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ .
وَقَالَ صَاحِبُ الْمُخْتَارِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ : وَلا غِيبَةَ لِظَالِمٍ وَلا لِفَاسِقٍ . اهـ .
ولا يعني هذا استحلال عرضه !
كما يُحذر من الشماتة بأهل المعاصي
لأن المسلم مأمور أن يقول عند رؤية أهل البلاء : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا .
ولا يجوز أن يُبْهَت ولا أن يُتّهم الفاسِق أو الفاجر بِما ليس فيه ، مما يترتّب عليه الإضرار به ، لقوله تعالى : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) ، ولقوله عزّ وَجَلّ : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
زائر- زائر
AmEr-Dz- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 6639
التقييم : 4
العمر : 29
احترام قوانين المنتدى :
رد: هل التحدّث في المجاهرين بالمعصية مثل المشاهير يُعتبَـر غيبة ؟
سلمت يدآك..
على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير...
..}~ مودتي
على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير...
..}~ مودتي
aLmOjREm|B.M.W- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2761
التقييم : 0
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى