ما بال صلاتنا لا تؤثر فينا

السلام عليكم و رحمة الله
بٱسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي جعل الصَّلاة عماد الدين، وفرضها كتابًا موقوتًا على المؤمنين، وألْزمهم بها في محْكم القُرآن المبين،
أشْهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنار طريق الهدى بشرعِه المتين، وأدَّب المؤمنين بفضائل هذا الدِّين،
وأشهد أنَّ سيِّدنا وحبيبَ قلوبِنا محمَّدًا عبدُه ورسولُه، إمام المتَّقين وأوَّل الطَّائعين والخاشِعين،
اللَّهُمَّ صلِّ عليْه في الأوَّلين والآخِرين، وارضَ اللَّهُمَّ عن آلِه الطَّيبين الطَّاهرين، وعن صحابته الغرِّ الميامين، وعن التَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
احبتي في الله

يقول الله عز وجل: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

إنها من أكثر الآيات التي سمعها المصلون بل لا تكاد تذكر الصلاة وإلا وقرنت بهذه الآية

ختم بها الخطباء خطبهم والوعاظ مواعظهم فكم من مرة سمعناها وكم من مرة تلونها وكم من مرة احتجينا بها امام المحاجون في دين الله

فكم منا القى لها بال ففهم معناها فارتقت بإيمانه الى حقيقتها وأشع قلبه بنور هداها فأصبحت هي من تؤثر فيه

فانصاغت لحقيقة معناها روحه فتبعتها أعضاؤه فأتقنت حركتها

احبتي في الله فلماذا لا تؤثر صلاتنا فينا كما فعلت بنبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده

الم يقل الحبيب المصطفى وجعلت قرة عيني في الصلاة

الم تكن هي آخر وصية أوْصى بها الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم أمَّته، فكانت آخِر كلِماتِه: ((الصَّلاة الصَّلاة وما ملَكت أيمانكم)).

وها هو فينا من صلى 50 عام ومن صلى 20 ومن هم بعهدها حديثين ولها مبتدئين

فما بال صلاتنا لا تؤثر فينا

تعالوا احبتي في الله نغوص في أعماق هذه الآية علها تصيبنا بشيء من نورها فتنير دربنا وتنزع الغشاوة عن قلوبنا

الله عز وجل قل ما ذكر الصلاة إلا وسبقها بالفعل أقم ولم يقل صلي

لأن الإقامة هي البناء الصحيح على الأسس الصحيحة

وأسس بناء الصلاة هي

اولا: الشعائر والطقوس التي هي حركاتها وكلماتها فرائضها وسننها وكل ما يدخل في صحة القيام بها

وهذا الأساس ولأنه ضاهر بادي للعيان اجتهدنا في إتقانه حتى أصبح فن قائم بذاته فتفننا في خياطة وطرز الأقمصة والعباءات

حتى لا تكاد تتعرف على الملبوس منها اهو لنساء أم الرجال

تفننا في ترتيب اللحى هذا كث لحيته لا تكاد ترى من خلالها وجهه وذاك شعيرات تحسب على أصابع اليد الواحدة وكل حزب بما لديهم فرحون

تفننا في زخرفة وتأثيث المساجد حتى حولناها متاحف للمعلقات والنقوش اما سجادها فأصبح كالأسرة تسجد عليه فلا تكاد تحس بالأرض تحته

تفننا في الصلاة ذاتها لحد الخصام فكفر القابض المسدل والرافع يداه وتاركها

فمنا من حركاته لا تكاد تعرف له سجودا من ركوع ومنا من تراه يترنح ويتمايل

في جلوسها وقيامها ويا ليتها كانت لخشوع في قلبه لكنها من باب خالف تعرف ومن باب أنت على الحق والكل على الباطل

ثانيا العبادات التي هي روح الصلاة

فالصلاة اتِّصالاً حقيقيًّا، لا أداءً شعائِرِيًّا وفرق كبير بين الطُّقوس وبين العبادات، فالعِبادات أفعال لها ثِمار يانِعَة،

والطُّقوس حركات وأقوال لا معنى لها، فحينما تَخَلَّفَ المسلمون، كان تَخَلُّفُهم بِسَبب تَرْك الصَّلاة لا ترْكِها كَأداء بل ترْكِ حقيقتِها

قال الله عز وجل فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا

احبتي في الله إذا إقامة الصلاة يجب ان تكون قلبا وقالبا حتى تتحقق النتيجة المرجوة التيقال عنها الله عز وجل: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ

فإذا تعطلت أحد اسس الإقامة فلن تكون النتيجة التي جعلت لها الصلاة ولن تؤثر فينا مهما طال عهدنا بها

احبتي في الله هل فهمتم لماذا لا تؤثر فينا صلاتنا
لأن الأعمال بالنياتكما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
والكثير منا بل جلنا يدخل الصلاة بنية اسقاط الفرض الذي فرضه الله عليه
وكأن الصلاة عبء يجب التخلص منه في أسرع وقت ولا يهم الكيف
فالنتيجة أننا ندخل الصلاة ونخرج منها كما دخلناها وقد حرمنا من عظيم خيراتها
لأن نيتنا لم تكن إلا لذلك فيعطينا الله على نيتنا (لكل امرء ما نوى)

بل ربما دخلنا الصلاة وخرجنا منها بأخلاق أردى مما دخلناها، لأننا دخلناها بنية فاسدة ..
لكن الذي فهم معنى الصلاة فسمت روحه الى حقيقتها لا يدخلها بهذه النية فقط لأنه بالصلاة يدخل إلى الحضرة الإلهية
فيكون حاضرا بين يدي الله بروحه وقلبه وجسده
فهم أن الصلاة راحة للقلوب من غلها وحسدها وجميع الامراض بها وزيادة الخير فيها..
فهم أن الصلاة هي قرة عين العارفينقال صلى الله عليه وسلم
وجعلت قرة عيني في الصلاة
فهم أن الصلاة هي المهذبة لرذائل الأخلاق

فهم أن في الصلاة عطاء إلهي يفيضه الله على المصلي ينقله بالنور الإلهيمن الظلمات بكافة أنواعها الى النور والهدى والاخلاق الرفيعة.

احبتي في الله مشكلاتنا الحقيقية التي نعاني منها في هذا الزمن الصعب مشكلة الخواء الروحي وضعف الإيمان
وقلة المراقبة لله سبحانه وتعالى فالطاقة الإيمانية عندنا ضعيفة جداً ولدينا جفاف في الروح وقسوة في القلب
وسوء في العمل فلا نتأثر بالقرآن والمواعظ ولا تؤثر فينا الصلاة ولا تغير فينا الآيات والعبر
فقلوبنا أقسى من الحجر لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً.

كتبت ما تقرؤون فإن أصبت فهذا توفيق من الله لي و إن أخطأت فأطلب منكم تقويمي و إرشادي حتى يعم الخير و يصل صافي نقي لأهله

منقووول

كل الشكر و التقدير لك على ما تقدميه لنا
لك مني أجمل احية
تقبلي مروري

نور الإيمان كتب:

يَع‘ـطِيِكْ رِبي العَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ المُفِيدْ ..~

جَعَ‘ـلَهْالله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..

وشَفِيعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~

شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~

دُمتِ بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ـآ..

أنرت الموضوع بردك، ما ننحرم

nadija كتب:كل الشكر و التقدير لك على ما تقدميه لنا
لك مني أجمل احية
تقبلي مروري

أنرت الموضوع بردك، ما ننحرم