التحذير من الفرح المذموم

التحذير من الفرح المذموم

ذم الله ورسوله الفرح وأهله إلا ما كان في دين الله، لأن جل الفرح يقود إلى العجب والغرور والبطر والاستعلاء. فنحن متعبدون لله بمشاعرنا وأحاسيسنا وما يعتمل في نفوسنا، لا نفرح إلا في الحق وبالحق. فاحذروا الفرح المذموم واعلموا أن الله يبغض البذخين الفرحين المرحين.

1/ أقسام الفرح الممدوح: ما كان في دين الله أو قيد في خير.

الفرح بفضل الله ورحمته.

قال الله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ. هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ. يونس 58.

الفرح بفضائل الأعمال.

أنس بن مالك: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: يَرَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَقَالَ: أَنْتْ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. فَمَا رَأَيْتُ الْمُسْلِمِينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بَعْدَ الإِسْلاَمِ أَشَدَّ مَا فَرِحُوا يَوْمَئِذٍ. متفق عليه.

الفرح بإتمام العمل الصالح.

أبو هريرة: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ. متفق عليه.

أنس بن مالك: قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ. د.ن.ح.ب.

الفرح بالتوبة.

أنس بن مالك: اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَقَدْ أَضَلَّهُ فِي أَرْضِ فَلاَةٍ. متفق عليه.

كعب بن مالك: أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ. متفق عليه.

الفرح بنصر الله للمؤمنين.

قال الله عز وجل: وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُومِنُونَ بِنَصْرِ اِللَّهِ. يَنصُرُ مَنْ يَّشَاءُ. وَهُوَ اَلْعَزِيزُ الرَّحِيمُ. الروم 4-5.

2/ أقسام الفرح المذموم: ما قيد في شر أو ورد مطلقا.

الفرح بالدنيا.

قال الله تعالى: وَفَرِحُواْ بِالْحَيَوةِ اِلدُّنْيَا. وَمَا اَلْحَيَوةُ الدُّنْيَا فِي اِلاَخِرَةِ إِلَّا مَتَـعٌ. الرعد 26.

قال الله عز وجل: وَلَئِنَ اَذَقْنَـهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ اَلسَّيِّئَاتُ عَنِّيَ. إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ. هود 10.

قال الله سبحانه: إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحِ اِنَّ اَللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ. القصص 76.

قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَـهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ. الأنعام 44.

قال الله سبحانه: ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي اِلاَرْضِ بِغَيْرِ اِلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ. غافر 75.

الفرح بالمعصية.

عمر بن الخطاب: مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. ت.ح.ب.

قال الله تعالى: فَرِحَ اَلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَـفَ رَسُولِ اِللّهِ وَكَرِهُواْ أَنْ يُّجَـهِدُواْ بِأَمْوَلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اِللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي اِلْحَرِّ. التوبة 81.

الفرح بمصائب الناس.

قال الله عز وجل: إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ. وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا. آل عمران 120.

واثلة بن الأسقع : لاَ تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمُهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ. ت.ض.

الفرح بالعمل والتسميع به

قال الله تعالى: لَا يَحْسِبَنَّ اَلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُّحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلَا تَحْسِبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ اَلْعَذَابِ. وَلَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ. آل عمران 188.

أبو ذر الغفاري: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ.