يموت العبد على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه

. .ما صحة هذا الحديث ؟

يموت العبد على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه

ذكرالذهبي في الكبائر قوله:
" ... وهذا كما جاء في حديث مروي :
يموت كل إنسان على ما عاش عليه ،
ويبعث على ما مات عليه فنسأل الله المنان بفضله أن
يتوفانا مسلمين لا مبدلين ولا مغيرين..... "

وقال ابن حجر الهيتمي:
" ... وهذا مصداق الحديث المشهور : يموت كل إنسان على ما عاش عليه ، ويبعث على ما مات عليه " ،

وقبله أبو العباس القرطبي في المفهم
إذ قال:
" ... وقد دل على صحة ذلك كله قول نبينا :
يموت المرء على ما عاش عليه، ويحشر على مات عليه"
وغيرهم

قال مقيده-عفا الله عنه- :
" لم أقف عليه بهذا اللفظ ، ولعل الرواية بمعنى الحديث ،
فقد أخرج مسلم عن جابر بن عبدالله قال :
قال رسول الله  :
( يُبعث كل عبد على ما مات عليه) ،

وقد قال المُناوي في
(التيسير بشرح الجامع الصغير):
أي يموت على ما عاش عليه ويبعث على ذلك.
وكثيرًا ما تجد العلماء يذكرون هذه المقولة ،
لكن بدون نسبة هذا المتن تحديدًا إلى النبي
وكأنهم يأخذونها من المتن كما فعل المُناوي،
ويقصدون أن من عاش على شيء
صادقًا في فعله ،
وإلا تعلم حديث الصحيح :
إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة
حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع ....
الخ والله أعلم ".

فالحديث : يعيش العبد على ما مات عليه مشهور :
يموت كل إنسان على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه
الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 2/201
خلاصة حكم المحدث: مشهور

وأما حديث يبعث على ما مات عليه فهو صحيح :

يبعث كل عبد في القبر على ما مات ،
المؤمن على إيمانه ،
والمنافق على نفاقه
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير -
المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 4 /416
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم

يبعث كل عبد على ما مات عليه
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2878
خلاصة حكم المحدث: صحيح

يبعث كل عبد على ما مات عليه
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8015
خلاصة حكم المحدث: صحيح

ويفهم من الحديث التالي صحة معنى القول
بأن العبد يموت على
ما عاش عليه ومن الأحاديث التي تليها:

إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ،
ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ،
ثم يبعث الله إليه ملكا ، ويؤمر بأربع كلمات ،
ويقال له : اكتب عمله ، ورزقه ، وأجله ،
وشقي أو سعيد ؛ ثم ينفخ فيه الروح ،
فإن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة ،
حتى لا يكون بينهوبينها إلا ذراع ،
فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ،
فيدخل النار . وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار ،
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ،
فيعمل بعمل أهل الجنة ، فيدخل الجنة

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1543
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أن عمر سأل عن هذه الآية :
{وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم }
قال :
قرأ القعنبي الآية ، فقال عمر :
سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم سئل عنها
فقال رسول الله  :
إن الله عز وجل خلق آدم ، ثم مسح ظهره بيمينه ،
فاستخرج منه ذرية ، فقال :
خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ،
ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية ،
فقال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون
. فقال رجل : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟
فقال رسول الله
إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة
استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت
على عمل من أعمال أهل الجنة
فيدخله به الجنة ،
وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار
حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار
فيدخله به النار

الراوي: مسلم بن يسار الجهني المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4703
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي هذه الرواية كذلك صحة المعنى
وبيان أن الأعمال بالخواتيم :

أن رجلا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين ،
في غزوة غزاها مع النبي  ،
فنظر النبي  فقال :
( من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار
فلينظر إلى هذا ) .
فاتبعه رجل من القوم ،
وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين ،
حتى جرح ، فاستعجل الموت ،
فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه ،
فأقبل الرجل إلى النبي  مسرعا ،
فقال : أشهد أنك رسول الله ،
فقال : ( وما ذاك؟ ) .
قال : قلت لفلان :
( من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه ) . وكان من أعظمنا غناء عن المسلمين ،
فعرفت أنه لا يموت على ذلك ،
فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه ،
فقال النبي  عند ذلك :
( إن العبد ليعمل عمل أهل النار
وإنه من أهل الجنة ،
ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار ،
الأعمال بالخواتيم ) .
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6607
خلاصة حكم المحدث: ]صحيح]

وقد ذكر الحافظ بن كثير رحمه الله
كلاما جميلا في هذا المعنى في تفسير هذه الآية :
("يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ")
{آل عمران: 102}.
حيث قال: أي:
حافظوا على
الإسلام
في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه،
فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه
من عاش على شيء مات عليه،
ومن مات على شيء بُعث عليه،
فعياذًا بالله من خلاف ذلك. هـ.

نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل
حتى يختم لنا بخير