تاريخ / جمهورية الخلافة العباسية

نشأة وقيام الجمهورية
تعود أصول الدعوة العباسية إلى عهد الخليفة الأموي المولود بن عبد الملك الذي أشيع أنّه سمم أحد بنو العباس، وهو أبو هاشم عبد الله بن محمد، وفي ذلك الحين حمل ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس على عاتقه ترتيب أول مناشدة عباسية للتخلص من خلافة بني أمية، وهذا عام 99هـ، وربما اختار محمد بن علي مركزين للدعوة وهما الكوفة وخراسان، وهذا للعديد من عوامل من أهمها نقمة أهل الكوفة على بني أمية منذ واقعة مقتل الإمام علي، إلى منحى بعد خراسان عن ترتيب الجمهورية وحداثة أهلها بالإسلام ووجود صراعات عصبية بها يمكن النفع منها، وبالفعل أصبحت المدينتان مرتكزا الدعوة العباسية، إلى منحى معيشة الإمام في الحميمية بالأردن، وهذا حتّى توفى محمد بن علي في 125هـ، وتولي نجله إبراهيم أمور الدعوة من بعده، ارتفع فوز الدعوة العباسية بتولي إبراهيم بن محمد لموائمة هذا اشتداد المناحرة في أرجاء الخلافة الأموية، إلى منحى تعرفه على أبو مسلم الخراساني الذي كان له الفضل الأضخم في قيام الخلافة العباسية، حيث استطاع أبو مسلم فرض السيطرة على إقليم خراسان بالكامل بحلول عام 131هـ، وفي العام الأتي استطاع دخول الكوفة وإحكام القبضة على معظم أراضي دولة العراق، وفي ذلك الحين شهد نفس العام موت إبراهيم بن محمد وخلافة شقيقهُ أبو العباس السفاح، الذي أنجز النصر الأخير على الأمويين وأفصح قيام الخلافة العباسية في عهده.[١]



حكم الجمهورية العباسية
انتهج العباسيون نهجاً مغايراً لسابقيهم الأمويون، حيث تركوا التركيز على الفتوحات غرباً شمالي إفريقيا وشرق البحر الابيض المتوسط وجنوب قارة أوروبا والأراضي البيزنطية بصفة عامة، إلى التركيز على ناحية الغرب، حيث انتقلت الخلافة من دمشق بسوريا إلى العاصمة الحديثة التي أسسها أبو جعفر المنصور وهي مدينة بغداد، والتي أصبحت من أكثر أهمية الحواضر في العالم في تاريخها، وركزت الخلافة على الأحداث في بلاد فارس والشرق بصفة عامة، وربما صاحب هذا اختلافات جذرية في النظرة إلى الخلافة والقومية في الزمان الماضي الإسلامي، فقد أفصحت خلافة أموية في الأندلس، وخلافة فاطمية شمالي إفريقيا في فترة حكم العباسيين، إلى منحى تخلي العباسيين عن العصبية العربية في قوام الجمهورية، واعتبار الإسلام هو العنصر الرئيسي المكوّن لها، وهذا نتيجة لـ العون الفارسي في مرحلة نشأة الجمهورية، الشأن الذي أضفى طابعاً فارسياً على الخلافة من أشكال الأبهة والترف، ومع هذا فقد اهتم العباسيون من غير شك على تحكيم الإسلام العمرّي كقاعدة عامة للحكم.[٢]



وقوع الخلافة العباسية
كان التضاؤل قد دب في أوصال الخلافة العباسية بحلول تولي الخليفة المستنصر في عام 623هـ، بديلاً لأبيه الواضح بأمر الله، وقد كان المستنصر أحد الخلفاء الذين اشتهروا بالعدل بين الرعية، وفي عهده استطاع التغلب على بعض هجمات التتار، الشأن الذي ازداد من رصيده لدى العامة، وقد كان له شقيق يدعى الخفاجي قد اشتهر أيضاًً بالشجاعة والهمة والإصرار على مواجهة التتار، حتّى أشيع أنّه يريد دحرهم حتّى مجرى مائي جيحون، ولكن بوفاة المستنصر لم يتول الخافجي الخلافة، وتولاها المستعصم بالله آخر خلفاء الجمهورية العباسية الأولى الذي كان هزيل الرأي والقوة، ويروى أنّ وزيره مناصر الدين العلقمي قد عمل لصالح التتار جاسوساً، وربما دخل التتار بغداد في عام 656هـ وأمعنوا في تدميرها حتّى قيل إنّ عدد من وافته المنية فيها مليوني إنسان.[٣]