مــــواقف وعبـــر من حياة الصحابة رضوان الله عليهم وقطوف من سيرهم .
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مــــواقف وعبـــر من حياة الصحابة رضوان الله عليهم وقطوف من سيرهم .
مقــدمة في فضـائل الصحابة رضوان الله عليهم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
" فإن أولى ما نظر فيه الطالب ، وعني به العالم بعد كتاب
الله -عز وجل- سنن رسوله -صلى لله عليه وآله وسلم- فهي المبيِّنة لمراد الله -عز وجل-
من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده ، والمفسرة له ،
والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله مَن اتبعها اهتدى ،
ومن سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ، ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ،
والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم -صلى الله عليه وآله وسلم-
إلى الناس كافة ، وحفظوها عليه ،وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون
الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين ،
وثبت بهم حجة الله -تعالى -على المسلمين فهم خير القرون ،
وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم ،
وثناء رسوله -عليه السلام- ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ،
ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود)( الفتح: 29) "
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية الكريمة
يخبر تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار،
أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ )
أي: جادون ومجتهدون في عداوتهم،وساعون في ذلك بغاية جهدهم،
فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون،
( رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) أي: متحابون متراحمون متعاطفون،
كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ه
ذه معاملتهم مع الخلق، وأما معاملتهم مع الخالق فإنك ( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا )
أي: وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود.
( يَبْتَغُونَ ) بتلك العبادة ( فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا )
أي: هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه.( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ )
أي: قد أثرت العبادة - من كثرتها وحسنها- في وجوههم،
حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم،
استنارت [ بالجلال ] ظواهرهم.
" والصحابة حبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة "
و قال الإمام أحمد في أصول السنة
" ومن انتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أو أبغضه بحدث كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعا حتى
يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه لهم سليما" .
وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام-
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قول الله عز وجل
( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59)
قال : أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- (1).
وقال سفيان في قوله عز وجل ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ)(الرعد: 28)
قال : هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- .(2)
وقال ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد
فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد
فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد
قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ
نبيهِ يُقاتِلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله
حسن وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ " (3)
والصحابي هنا هو مَن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم -
مؤمنا به ، ومات على ذلك .
وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها :
قوله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)
وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ
مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)
قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية ( يخبر تعالى بفضله ورحمته، برضاه عن المؤمنين
إذ يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المبايعة التي بيضت وجوههم،
واكتسبوا بها سعادة الدنيا والآخرة، وكان سبب هذه البيعة -
التي يقال لها « بيعة الرضوان » لرضا الله عن المؤمنين فيها، ويقال لها « بيعة أهل الشجرة »
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دار الكلام بينه وبين المشركين يوم الحديبية
في شأن مجيئه، وأنه لم يجئ لقتال أحد، وإنما جاء زائرا هذا البيت،
معظما له، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان لمكة في ذلك،
فجاء خبر غير صادق، أن عثمان قتله المشركون،
فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من معه من المؤمنين،
وكانوا نحوا من ألف وخمسمائة، فبايعوه تحت شجرة على قتال المشركين،
وأن لا يفروا حتى يموتوا، فأخبر تعالى أنه رضي عن المؤمنين في تلك الحال،
التي هي من أكبر الطاعات وأجل القربات، ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ )
من الإيمان، ( فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ) شكرا لهم على ما في قلوبهم،
زادهم هدى، وعلم ما في قلوبهم من الجزع من تلك الشروط التي شرطها المشركون على رسوله
، فأنزل عليهم السكينة تثبتهم، وتطمئن بها قلوبهم، ( وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) وهو: فتح خيبر،
لم يحضره سوى أهل الحديبية، فاختصوا بخيبر وغنائمها،
جزاءا لهم، وشكرا على ما فعلوه من طاعة الله تعالى والقيام بمرضاته. (4)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها ) . (5)
وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم . ومما جاء في السنة أيضاً:
عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو
أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) (6)
" وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة ،
وضيق الحال بخلاف غيرهم ، ولأن إنفاقهم كان في نصرته -صلى الله عليه وسلم- ،
وحمايته ، وذلك معدوم بعده ، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم ،
وقد قال تعالى ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً )(الحديد:10)
وهذا كله مع ما كان فيهم في أنفسهم من الشفقة ، والتودد ، والخشوع ، والتواضع ، والإيثار
، والجهاد في الله حق جهاده ، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ،
ولا ينال درجتها بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ا.هـ (7)
وقال البيضاوي _رحمه الله تعالى_ في فتح الباري :
" معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر
ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه ،
وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية ) ا.هـ
" مع ما كانوا من القلة ، وكثرة الحاجة والضرورة
" وقيل " السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ،
وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها ، وكذلك الجهاد بالنفوس
لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين
، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ،
ولأن بذل النفس مع النصرة ، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها " ا.هـ (8) .
يتــــــــــ إن شـــاء الله ــــــــــع
ن حياة الصحابة
رد: مــــواقف وعبـــر من حياة الصحابة رضوان الله عليهم وقطوف من سيرهم .
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله
مواضيع مماثلة
» منزلة الصحابة رضوان الله عليهم
» فقه النصيحة عند الصحابة رضوان الله عليهم
» قصص الانبياء رضوان الله عليهم
» نماذج مِن إيثار الصَّحابة رضوان الله عليهم
» يسأل عن كتب مترجمة عن حياة الصحابة للصلابي ، والكاندهلوي ، والسيوطي
» فقه النصيحة عند الصحابة رضوان الله عليهم
» قصص الانبياء رضوان الله عليهم
» نماذج مِن إيثار الصَّحابة رضوان الله عليهم
» يسأل عن كتب مترجمة عن حياة الصحابة للصلابي ، والكاندهلوي ، والسيوطي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى