بعد معاناتي في طفولتي... ما تشخيصكم للأعراض التي عندي وما العلاج؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بعد معاناتي في طفولتي... ما تشخيصكم للأعراض التي عندي وما العلاج؟
السؤال
اليوم في أول خطوة لي إلى النجاح -إن شاء الله- في حياتي، فبعد تفكير وطول الزمن من الكبت، وعدم مشاركة ما في داخلي من تجربتي لمن هم حولي، قررت أن أنظر في صفحات الماضي التي لم تفارقني، وأن أكتب عن بعض الأشياء التي مررت بها في حياتي، والتي -بلا شك- هي السبب في معاناتي ومشاكلي النفسية في هذا اليوم، والتي سأقولها لكم بالتفصيل، وقد كتبتها لكم، وهي أول مرة أقولها لأي شخص، وذلك بهدف طلب المساعدة والتوجيه منكم إخواني الأفاضل.
لا أعرف من أين أبدأ حقا؟!، حسنا، سأبدأ من طفولتي: تربيت في وسط عائلي: أب، وأم، وإخوة، فلا أريد أن أتكلم عن حياتي من الناحية المادية، فذلك ما مده الله لي، وأحمده عليه في كل ما مررت به من رخاء وشدة، بل وما سوف أتكلم عنه هو الكيفية التي تربيت بها.
من أول نقطة أتذكر فيها في حياتي هو أن أبي كان يشرب الخمر، وتربيتي على الأسس كان بطريقة واحدة، وهي الضرب، والعنف الجسدي، والنفسي، فعندما كان يعلمني بأن لا أسمح لأحد بأن يلمسني أو يستحقرني وذلك بالضرب، وفي طول ما مررت به في مراحل دراستي كذلك كان التوجيه بالعنف، إما يضربني، أو يتفل على في وجهي، أو بالشتم والاستحقار، فأتذكر في المتوسطة أني حصلت على تقدير تشجيع، وبمعدل (13/20) فهي نتيجة جيدة، وماذا كانت المكافأة؟ الضرب، ومعاقبتي بعدم الخروج للعب في الخارج مع أصدقائي.
كثيرة هي عدد المرات التي ضربت فيها، سواء بوجود سبب تافه، أو بعدم وجوده، نعم ضربت، وعوقبت من طرفه بلا سبب، ولا داعي لذكرها كلها.
وليس أبي وحده، فعائلتي كذلك (أعمامي، عماتي...) الذين تربيت في وسطهم، هم سبب في بعض مشاكلي، فكانوا يسخرون مني.
المهم أني أتممت دراستي الجامعية بتفوق كعادتي منذ صغري، ودخلت عالم الشغل في أحد القطاعات، وهنا في هذه المرحلة اكتشفت بأن بعض التصرفات التي أقوم بها بدون رغبة مني، هي ليست تصرفات عادية، بل أعراض لمشاكل نفسية، ولا أدري ما هي؟، وأتذكر أنها بدأت في الظهور في سن 16 أو 17، والأعراض هي كالآتي:
1- حين أتكلم أمام الناس، وأشعر بأن كل من حولي يحدقون بي ويسمعونني، وينتظرون ما سوف أقوله، مثلا: عند قيامي إلى السبورة لإلقاء بحث، أو عند إبداء رأي، أو مشكلة في اجتماع عمل، في هذه اللحظة يبدأ قلبي بالخفقان بسرعة، وتبدأ يداي بالارتعاد بقوة، ويحمر وجهي، وأشعر بسخونة عالية في جسدي، وأتعرق، وأشعر كأن صدمة كهربائية تضرب في بطني، وتصعد على مستوى صدري، ثم تهبط، وأشعر بفشل في ركبتي. وهذا ما يجعلني أسرع في كلامي رغبة مني للانتهاء من الكلام فقط، وما يجعل تدخلي غير مفهوم في كثير من الأحيان.
2- حين أتكلم مع الناس، وحتى لو كانوا أصدقائي، فتدخلي يكون قصيرا، وفي أثناء الكلام أنسى كثيرا ما أريد أن أقوله، وبهذا يتخلل كلامي الكثير من الانقطاعات لأخذ الوقت الكافي للتفكير فيما أريد أن أقوله، ولتغطية هذه الانقطاعات؛ أقوم بالضحك، وحتى وإن كان الشيء غير مضحك. وبهذا يصبح تدخلي غير مثير وغير مسموع؛ وبالتالي بدون فائدة.
3- حين أتكلم مع شخص ما في الهاتف، أسرع كثيرا في الكلام، فكثيرا ما تتلاقى أقوالي وأقوال الطرف الثاني في نفس الوقت، وفي نفس المكالمة عدة مرات، وأنا من تكون له المبادرة من أجل إنهاء المكالمة بالتفوه بعبارات التوديع، فيصبح الشخص مضطرا لإنهاء المكالمة.
4- حين أعمل شيئا ما وأصبح تحت الضغط الفجائي من شخص أو مسؤول في عملي، في هذه المرحلة لا أتحكم في عقلي وتصرفاتي، فأسرع في اتخاذ قرار ما، وحتى لو كان خاطئا، وأقوم بأشياء لأجل نيل مرضاة هذا الشخص، لا أدري لماذا؟! فكل شيء أقوم به خارج عن إرادتي في هذه المرحلة.
5- في حياتي اليومية أو العملية هناك شيء يزعجني كثيرا بعد أن أتذكره بعد مرور مدة زمنية من ارتكابه، ففي حينها لا أشعر بأن ذلك سيزعجني لاحقا، وهو حين أكون مع أكثر من شخص أو مجموعة من الناس، لا أشارك في اتخاذ القرارات، وأتركهم يتخذون القرارات، حتى ولو كانت تلك القرارات تخصني أنا، وأؤيد القرار المتخذ وأتبعه.
6- ونتيجة لكثرة احتكاكي بالناس، في الفترة الأخيرة اكتشفت أني أتقمص شخصية الشخص الذي أكون معه، وأصبح أتكلم وأتصرف بنفس الكيفية للشخص الثاني، فإن كان متحمسا ويتكلم بكثرة؛ أصبح كذلك، وإن كان ساكتا؛ أسكت...
كل هذه المشاكل التي تواجهني هي مزعجة جدا، فقد أتعبتني كثيرا، وبدأت أشعر بالاكتئاب، وكل هذه المشاكل تؤثر بشكل سلبي على حياتي المهنية المسقبلية، وعلى حياتي اليومية مع عائلتي وأصدقائي.
كل هذه المشاكل هي أعراض لمشكلة أو مشاكل نفسية التي تعتبر هي السبب في هذا كله، فأوجه لكم -إخوتي الأفاضل- الأسئلة التالية:
1- ما هي مشاكلي النفسية؟ فلا أفقه شيئا في علم النفس، ودراستي كانت علمية وغير أدبية.
2- ما الذي يجب علي القيام به لمعالجة السبب وليس الأعراض؟
الإجابــةلا أعرف من أين أبدأ حقا؟!، حسنا، سأبدأ من طفولتي: تربيت في وسط عائلي: أب، وأم، وإخوة، فلا أريد أن أتكلم عن حياتي من الناحية المادية، فذلك ما مده الله لي، وأحمده عليه في كل ما مررت به من رخاء وشدة، بل وما سوف أتكلم عنه هو الكيفية التي تربيت بها.
من أول نقطة أتذكر فيها في حياتي هو أن أبي كان يشرب الخمر، وتربيتي على الأسس كان بطريقة واحدة، وهي الضرب، والعنف الجسدي، والنفسي، فعندما كان يعلمني بأن لا أسمح لأحد بأن يلمسني أو يستحقرني وذلك بالضرب، وفي طول ما مررت به في مراحل دراستي كذلك كان التوجيه بالعنف، إما يضربني، أو يتفل على في وجهي، أو بالشتم والاستحقار، فأتذكر في المتوسطة أني حصلت على تقدير تشجيع، وبمعدل (13/20) فهي نتيجة جيدة، وماذا كانت المكافأة؟ الضرب، ومعاقبتي بعدم الخروج للعب في الخارج مع أصدقائي.
كثيرة هي عدد المرات التي ضربت فيها، سواء بوجود سبب تافه، أو بعدم وجوده، نعم ضربت، وعوقبت من طرفه بلا سبب، ولا داعي لذكرها كلها.
وليس أبي وحده، فعائلتي كذلك (أعمامي، عماتي...) الذين تربيت في وسطهم، هم سبب في بعض مشاكلي، فكانوا يسخرون مني.
المهم أني أتممت دراستي الجامعية بتفوق كعادتي منذ صغري، ودخلت عالم الشغل في أحد القطاعات، وهنا في هذه المرحلة اكتشفت بأن بعض التصرفات التي أقوم بها بدون رغبة مني، هي ليست تصرفات عادية، بل أعراض لمشاكل نفسية، ولا أدري ما هي؟، وأتذكر أنها بدأت في الظهور في سن 16 أو 17، والأعراض هي كالآتي:
1- حين أتكلم أمام الناس، وأشعر بأن كل من حولي يحدقون بي ويسمعونني، وينتظرون ما سوف أقوله، مثلا: عند قيامي إلى السبورة لإلقاء بحث، أو عند إبداء رأي، أو مشكلة في اجتماع عمل، في هذه اللحظة يبدأ قلبي بالخفقان بسرعة، وتبدأ يداي بالارتعاد بقوة، ويحمر وجهي، وأشعر بسخونة عالية في جسدي، وأتعرق، وأشعر كأن صدمة كهربائية تضرب في بطني، وتصعد على مستوى صدري، ثم تهبط، وأشعر بفشل في ركبتي. وهذا ما يجعلني أسرع في كلامي رغبة مني للانتهاء من الكلام فقط، وما يجعل تدخلي غير مفهوم في كثير من الأحيان.
2- حين أتكلم مع الناس، وحتى لو كانوا أصدقائي، فتدخلي يكون قصيرا، وفي أثناء الكلام أنسى كثيرا ما أريد أن أقوله، وبهذا يتخلل كلامي الكثير من الانقطاعات لأخذ الوقت الكافي للتفكير فيما أريد أن أقوله، ولتغطية هذه الانقطاعات؛ أقوم بالضحك، وحتى وإن كان الشيء غير مضحك. وبهذا يصبح تدخلي غير مثير وغير مسموع؛ وبالتالي بدون فائدة.
3- حين أتكلم مع شخص ما في الهاتف، أسرع كثيرا في الكلام، فكثيرا ما تتلاقى أقوالي وأقوال الطرف الثاني في نفس الوقت، وفي نفس المكالمة عدة مرات، وأنا من تكون له المبادرة من أجل إنهاء المكالمة بالتفوه بعبارات التوديع، فيصبح الشخص مضطرا لإنهاء المكالمة.
4- حين أعمل شيئا ما وأصبح تحت الضغط الفجائي من شخص أو مسؤول في عملي، في هذه المرحلة لا أتحكم في عقلي وتصرفاتي، فأسرع في اتخاذ قرار ما، وحتى لو كان خاطئا، وأقوم بأشياء لأجل نيل مرضاة هذا الشخص، لا أدري لماذا؟! فكل شيء أقوم به خارج عن إرادتي في هذه المرحلة.
5- في حياتي اليومية أو العملية هناك شيء يزعجني كثيرا بعد أن أتذكره بعد مرور مدة زمنية من ارتكابه، ففي حينها لا أشعر بأن ذلك سيزعجني لاحقا، وهو حين أكون مع أكثر من شخص أو مجموعة من الناس، لا أشارك في اتخاذ القرارات، وأتركهم يتخذون القرارات، حتى ولو كانت تلك القرارات تخصني أنا، وأؤيد القرار المتخذ وأتبعه.
6- ونتيجة لكثرة احتكاكي بالناس، في الفترة الأخيرة اكتشفت أني أتقمص شخصية الشخص الذي أكون معه، وأصبح أتكلم وأتصرف بنفس الكيفية للشخص الثاني، فإن كان متحمسا ويتكلم بكثرة؛ أصبح كذلك، وإن كان ساكتا؛ أسكت...
كل هذه المشاكل التي تواجهني هي مزعجة جدا، فقد أتعبتني كثيرا، وبدأت أشعر بالاكتئاب، وكل هذه المشاكل تؤثر بشكل سلبي على حياتي المهنية المسقبلية، وعلى حياتي اليومية مع عائلتي وأصدقائي.
كل هذه المشاكل هي أعراض لمشكلة أو مشاكل نفسية التي تعتبر هي السبب في هذا كله، فأوجه لكم -إخوتي الأفاضل- الأسئلة التالية:
1- ما هي مشاكلي النفسية؟ فلا أفقه شيئا في علم النفس، ودراستي كانت علمية وغير أدبية.
2- ما الذي يجب علي القيام به لمعالجة السبب وليس الأعراض؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: قمت بالاطلاع على رسالتك،
وأستطيع أن أقول: إنني استوعبت كل تفاصيلها، ولديك سؤالان في غاية الوضوح والتحديد، وإن شاء الله تعالى سوف أُجيب عليهما.
أولاً: أيها الفاضل الكريم: أنت عانيت بعض الشيء في مراحل طفولتك، لكنك -بفضل الله تعالى- كنت متميزًا في دراستك، فأريدك أن تطوي صفحة الطفولة تمامًا. أنا لا أنكر أبدًا أن المخاشنات التربوية في الصغر ربما يكون لها بعض الأثر السلبي في المستقبل، لكن الإنسان حين يُدرك ويعطيه الله تعالى القدرة المعرفية والنفسية، ويوائم نفسه اجتماعيًا، ويطوّر نفسه أكاديميًا، أعتقد أنه يمكن أن يجعل من تجربة الماضي السلبية تجربة إيجابية في حياته، بشرط ألا يخاف من الماضي ولا يتحسَّر عليه، ولا يخاف من المستقبل أيضًا، حتى يعيش الحاضر بقوة وثبات.
أيها الفاضل الكريم: النقاط الست التي أوردتها دليل واضح أنك تعاني من شيء من قلق المخاوف ذي الطابع الاجتماعي، مع تفسيرات وحوارات وسواسية تُجريها مع نفسك حين تكون متهيبًا لموقف معينٍ، خاصة حين تلتقي بالآخرين.
إذًا هذه مشكلتك، قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهذه ظاهرة أكثر مما هي مرض.
موضوع النقطة الأخيرة والتي أوضحت فيها أنك تتقمص شخصية الذي تكون معه؟
هذا أمر معروف، وهو نوع من التماهي النفسي، وقد يكون دفاعا نفسيا سلبيا لتجنب الخوف وعدم الطمأنينة في ذلك الموقف الاجتماعي. هذا هو تفسيره أيها الفاضل الكريم، وهذه أيضًا نشاهدها لدى الذين لديهم شيء من القلق، فالأمر يتطلب منك التجاهل، وليس أكثر من ذلك.
الذي عليك أن تفعله هو كالآتي:
أولاً: أنت شاب مُنجز بفضل من الله تعالى، لديك إنجاز علمي، لديك شخصية حتى وإن كانت حسَّاسة بعض الشيء، لكنها ذات مقدرات ومهارات، وهذا أمر جيد جدًّا وإيجابي، ويجب أن ترتكز عليه كثيرًا للمزيد من التطور.
ثانيًا: أنت تحمل بعض سمات القلق، وهذا القلق هو الذي أدى إلى نجاحاتك الكثيرة، خاصة النجاح الأكاديمي، لكن في بعض الأحيان ونسبة لحساسيتك وميولك الوسواسي البسيط تُفسِّر الأمور فوق ما تتحمل؛ مما يزيد من قلقك، فأقول لك: لا، لا تحمل نفسك فوق طاقتها، تجنب الحوار الوسواسي، عش الحياة بكل بساطة.
ثالثًا: أريدك بالفعل ألا تتوجس حول الماضي ولا تخاف من المستقبل، هذا ذكرته لك، وأريد أن أحتِّم على ذلك.
رابعًا: يجب أن تعتمد على أفعالك وليس مشاعرك السلبية، انطلق في الحياة، كن منجزًا، ضع برامج تحقق من خلالها آمالك المستقبلية أيًّا كانت، وأنت تملك الطاقات والقوة على ذلك.
خامسًا: تنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، والحرص على الصلاة في المسجد، وكل فرائض الدين هي من المدعمات السلوكية النفسية التي تُطور الإنسان من الناحية الفكرية والمهارات، وتجعله لا يتوجس ولا يتخوف أبدًا.
هذا هو الذي أريده لك، وأنصحك به، وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أيضًا لا بأس به.
ربما تحتاج لجرعة صغيرة جدًّا لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline).
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
الأخ الفاضل/ rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: قمت بالاطلاع على رسالتك،
وأستطيع أن أقول: إنني استوعبت كل تفاصيلها، ولديك سؤالان في غاية الوضوح والتحديد، وإن شاء الله تعالى سوف أُجيب عليهما.
أولاً: أيها الفاضل الكريم: أنت عانيت بعض الشيء في مراحل طفولتك، لكنك -بفضل الله تعالى- كنت متميزًا في دراستك، فأريدك أن تطوي صفحة الطفولة تمامًا. أنا لا أنكر أبدًا أن المخاشنات التربوية في الصغر ربما يكون لها بعض الأثر السلبي في المستقبل، لكن الإنسان حين يُدرك ويعطيه الله تعالى القدرة المعرفية والنفسية، ويوائم نفسه اجتماعيًا، ويطوّر نفسه أكاديميًا، أعتقد أنه يمكن أن يجعل من تجربة الماضي السلبية تجربة إيجابية في حياته، بشرط ألا يخاف من الماضي ولا يتحسَّر عليه، ولا يخاف من المستقبل أيضًا، حتى يعيش الحاضر بقوة وثبات.
أيها الفاضل الكريم: النقاط الست التي أوردتها دليل واضح أنك تعاني من شيء من قلق المخاوف ذي الطابع الاجتماعي، مع تفسيرات وحوارات وسواسية تُجريها مع نفسك حين تكون متهيبًا لموقف معينٍ، خاصة حين تلتقي بالآخرين.
إذًا هذه مشكلتك، قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهذه ظاهرة أكثر مما هي مرض.
موضوع النقطة الأخيرة والتي أوضحت فيها أنك تتقمص شخصية الذي تكون معه؟
هذا أمر معروف، وهو نوع من التماهي النفسي، وقد يكون دفاعا نفسيا سلبيا لتجنب الخوف وعدم الطمأنينة في ذلك الموقف الاجتماعي. هذا هو تفسيره أيها الفاضل الكريم، وهذه أيضًا نشاهدها لدى الذين لديهم شيء من القلق، فالأمر يتطلب منك التجاهل، وليس أكثر من ذلك.
الذي عليك أن تفعله هو كالآتي:
أولاً: أنت شاب مُنجز بفضل من الله تعالى، لديك إنجاز علمي، لديك شخصية حتى وإن كانت حسَّاسة بعض الشيء، لكنها ذات مقدرات ومهارات، وهذا أمر جيد جدًّا وإيجابي، ويجب أن ترتكز عليه كثيرًا للمزيد من التطور.
ثانيًا: أنت تحمل بعض سمات القلق، وهذا القلق هو الذي أدى إلى نجاحاتك الكثيرة، خاصة النجاح الأكاديمي، لكن في بعض الأحيان ونسبة لحساسيتك وميولك الوسواسي البسيط تُفسِّر الأمور فوق ما تتحمل؛ مما يزيد من قلقك، فأقول لك: لا، لا تحمل نفسك فوق طاقتها، تجنب الحوار الوسواسي، عش الحياة بكل بساطة.
ثالثًا: أريدك بالفعل ألا تتوجس حول الماضي ولا تخاف من المستقبل، هذا ذكرته لك، وأريد أن أحتِّم على ذلك.
رابعًا: يجب أن تعتمد على أفعالك وليس مشاعرك السلبية، انطلق في الحياة، كن منجزًا، ضع برامج تحقق من خلالها آمالك المستقبلية أيًّا كانت، وأنت تملك الطاقات والقوة على ذلك.
خامسًا: تنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، والحرص على الصلاة في المسجد، وكل فرائض الدين هي من المدعمات السلوكية النفسية التي تُطور الإنسان من الناحية الفكرية والمهارات، وتجعله لا يتوجس ولا يتخوف أبدًا.
هذا هو الذي أريده لك، وأنصحك به، وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أيضًا لا بأس به.
ربما تحتاج لجرعة صغيرة جدًّا لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline).
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
aLmOjREm|B.M.W- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 2761
التقييم : 0
العمر : 25
احترام قوانين المنتدى :
huss9898ien- عضو سوبر
- عدد المساهمات : 1758
التقييم : 0
احترام قوانين المنتدى :
مواضيع مماثلة
» سلام عليكم عندي هاتف oppo ak 1 32G عندي سؤال
» العلاج بالماء
» العلاج بالعسل
» العلاج بالماء
» قوة العلاج بالقرآن: بين العلم والإيمان
» العلاج بالماء
» العلاج بالعسل
» العلاج بالماء
» قوة العلاج بالقرآن: بين العلم والإيمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى