محاسبة تحت راية الدين

لن ننكر ما تمر به البلاد من أزمات إختلط فيها مفهوم الدين بالحداثة .. لن ننكر أيضاً الهجمات التي يتعرض لها كل من تظهر عليه سمات التدين ..
من حجاب أو نقاب أو لحية ..
إن رغبات هؤلاء في إثبات أنفسهم بعد أن ذاقوا طعم التهميش لسنين عدة, في صراع مع رغبة غيرهم في أن لا يفقدوا مكانتهم ...
لكن ما نلاحظه بشدة هو إستعمال الدين كوجه بائس لكل مكروه يحدث ..
حين يركز الطرف الآخر على كل خطأ يقوم به ملتحي أو منتقبة أو محجبة على أنه كارثة أتية نتيجة إرتباط هذا الأخير أو الأخيرة بالفكر الديني ..
في حين لا يحاسب أو تحاسب كل من لا يظهر عليه سمات التدين حين يقع في نفس الخطأ ..

أغلبنا أصبح يسمع الألفاظ التالية ؛ إتقي الله فأنت ملتحي .. إنت متحجبة راك وتعرف ربي ..

ولكأن المتحدث لا يملك ديانة ولا ينتمي لنفس الدين !!
لم يسلم هؤلاء من الإنتقادات حين يوضع في موقف يضطر فيه للخروج عن طوعه فيتلفظ في أحيان بعبارات تجاري نسق الشجار ويستعمل التهديد في أحيان أخرى للدفاع عن حقه , ليستغل مخاصمه التدين كنقطة ضعف ليربحوا بها صف كل من يحدثونه عن المشكل !
أليس هؤلاء الملتحين والمتحجبات والمنتقبات من جنس البشر وكل بني آدم خطاء !!
لماذا يُحاسبون أكثر من غيرهم ! لما خُلقت هذه الحساسيات !

إذن هي تفرقة لم نعتد عليها ..
قد تكون مرسخة منذ زمن في عقولنا و ربما حديثة العهد فينا ...
فما مصدرها ؟
لما أصبحنا نهاجم تحت راية المنهج الديني ؟ ولماذا نركز على نقطة التعاطف الديني ؟