النبي والدعوة المستجابة
صفحة 1 من اصل 1
النبي والدعوة المستجابة
[size=32]بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا الله استجاب الله دعاءه بل انه كان يستسقى به في صغره قبل بعثته
فعن جَلْهُمَة بن عُرْفُطَة قال: قدمت مكة وهم في قحط، فقالت قريش: يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهَلُمَّ فاستسق، فخرج أبو طالب ومعه غلام، كأنه شمس دُجُنَّة، تجلت عنه سحابة قَتْمَاء، حوله أُغَيْلمة، فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بأضبعه الغلام، وما في السماء قَزَعَة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق واغْدَوْدَق، وانفجر الوادي، وأخصب النادي والبادي، وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال:
وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه *** ثِمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامـل
وفي ذلك تقول رقيقة بنت صيفي وهي لدة عبد المطلب:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا *** وقد فقدنا الحيا واجلوَّذ المطر
فجاد بالماء جَونيٌّ له سبل *** دان فعاشت به الأمصار والشجر
سيل من الله بالميمون طائره *** وخير من بُشرت يوماً به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به *** ما في الأنام له عِدل ولا خطر
وها هو النبي بعد البعثة كذلك يدع الله بأن ينزل المطر فيستجيب الله له من فوره فقد جاء في الصحيحين بروايات متعددة وكثيرة، وخلاصته: ( أن رجلاً دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء وقال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، قال أنس رضي الله عنه: ولا والله نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، فأنشأت سحابة في السماء مثل الترس، حتى إذا توسطت المدينة انتشرت وأمطرت، فجعل المطر يتحادر على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولحيته، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً، فلما كانت الجمعة الثانية دخل رجل من الباب وقال: يا رسول الله! هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر، قال: فانقشعت أو فأقلعت وخرجت الشمس. فسأل شريك بن عبد الله الراوي أنساً رضي الله عنه: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري
وروى الحاكم والبيهقي في "الدلائل" أن لهب بن أبي لهب كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليهوسلم : (اللهم سلط عليه كلبك) ، فخرج في قافلة يريد الشام فنزل منزلا فقال : إني أخاف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا له : كلا . فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه ، فجاء الأسد فانتزعه فذهب به .
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي .
ورواه أبو نعيم في "الدلائل") وسماه عتبة بن أبي لهبب ، وفيه : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك
عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في ظل الكعبة، فقال أبو جهل وناسٌ من قُرَيْشٍ، ونُحِرَتْ جَزُورٌ بناحية مَكَّةَ، فأرسلوا فجاءوا من سَلَاهَا، وَطَرَحُوهُ عليه؛ فجاءت فاطمةُ فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ، فقال: "اللَّهُمَّ عليكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عليكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عليكَ بِقُرَيْشٍ"، لأبى جهل بن هشام، وعُتْبَةَ بْنِ ربيعة، وشيبةَ بْنِ ربيعة، والوليدِ بْنِ عُتْبَةَ، وأُبَيِّ بْنِ خلفٍ، وعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، قال عبدُ الله: فلقد رَأَيْتُهُمْ في قَلِيبِ بَدِرٍ قتَلْىَ
فان قيل كيف يدعو النبي بالهلاك على قوم
قلنا إنه صلى الله عليه وسلم لم يدعو الا على قوم لا أمل في اسلامهم وقد كانوا أشد الناس عداءا للرسول الكريم بل كانوا أشد الناس استهزاءا وايذاءا له
ولم يدعو النبي على من كان في قبله خير قط وأكبر دليل على ذلك
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَدِم طُفيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِي وأصحابُهُ على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وأَبَتْ؛ فادْعُ الله عليْها؛ فقيل: هَلَكَتْ دَوْس، قال: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وائتِ بهم"، وعلى هذا يُحْمَلُ الحديث الذي رواهُ مُسلِمٌ في "صحيحه": أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طُلِبَ منه الدعاءُ على المشركين: قال "إِنِّي لم أُبْعَثْ لَعَّانًا، ولكني بُعِثْتُ رَحمةً"
ثم إن الانبياء من قبله كانت لهم دعوات على أقوامهم من ذلك
قولُه تعالى عن نُوح عليه السلام: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]، وقولُه تعالى على لسان موسى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/size]
أقول وبالله التوفيق
بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا الله استجاب الله دعاءه بل انه كان يستسقى به في صغره قبل بعثته
فعن جَلْهُمَة بن عُرْفُطَة قال: قدمت مكة وهم في قحط، فقالت قريش: يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهَلُمَّ فاستسق، فخرج أبو طالب ومعه غلام، كأنه شمس دُجُنَّة، تجلت عنه سحابة قَتْمَاء، حوله أُغَيْلمة، فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بأضبعه الغلام، وما في السماء قَزَعَة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق واغْدَوْدَق، وانفجر الوادي، وأخصب النادي والبادي، وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال:
وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه *** ثِمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامـل
وفي ذلك تقول رقيقة بنت صيفي وهي لدة عبد المطلب:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا *** وقد فقدنا الحيا واجلوَّذ المطر
فجاد بالماء جَونيٌّ له سبل *** دان فعاشت به الأمصار والشجر
سيل من الله بالميمون طائره *** وخير من بُشرت يوماً به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به *** ما في الأنام له عِدل ولا خطر
وها هو النبي بعد البعثة كذلك يدع الله بأن ينزل المطر فيستجيب الله له من فوره فقد جاء في الصحيحين بروايات متعددة وكثيرة، وخلاصته: ( أن رجلاً دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء وقال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، قال أنس رضي الله عنه: ولا والله نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، فأنشأت سحابة في السماء مثل الترس، حتى إذا توسطت المدينة انتشرت وأمطرت، فجعل المطر يتحادر على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولحيته، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً، فلما كانت الجمعة الثانية دخل رجل من الباب وقال: يا رسول الله! هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر، قال: فانقشعت أو فأقلعت وخرجت الشمس. فسأل شريك بن عبد الله الراوي أنساً رضي الله عنه: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري
وروى الحاكم والبيهقي في "الدلائل" أن لهب بن أبي لهب كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليهوسلم : (اللهم سلط عليه كلبك) ، فخرج في قافلة يريد الشام فنزل منزلا فقال : إني أخاف دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا له : كلا . فحطوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه ، فجاء الأسد فانتزعه فذهب به .
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي .
ورواه أبو نعيم في "الدلائل") وسماه عتبة بن أبي لهبب ، وفيه : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك
عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في ظل الكعبة، فقال أبو جهل وناسٌ من قُرَيْشٍ، ونُحِرَتْ جَزُورٌ بناحية مَكَّةَ، فأرسلوا فجاءوا من سَلَاهَا، وَطَرَحُوهُ عليه؛ فجاءت فاطمةُ فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ، فقال: "اللَّهُمَّ عليكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عليكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عليكَ بِقُرَيْشٍ"، لأبى جهل بن هشام، وعُتْبَةَ بْنِ ربيعة، وشيبةَ بْنِ ربيعة، والوليدِ بْنِ عُتْبَةَ، وأُبَيِّ بْنِ خلفٍ، وعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، قال عبدُ الله: فلقد رَأَيْتُهُمْ في قَلِيبِ بَدِرٍ قتَلْىَ
فان قيل كيف يدعو النبي بالهلاك على قوم
قلنا إنه صلى الله عليه وسلم لم يدعو الا على قوم لا أمل في اسلامهم وقد كانوا أشد الناس عداءا للرسول الكريم بل كانوا أشد الناس استهزاءا وايذاءا له
ولم يدعو النبي على من كان في قبله خير قط وأكبر دليل على ذلك
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَدِم طُفيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِي وأصحابُهُ على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وأَبَتْ؛ فادْعُ الله عليْها؛ فقيل: هَلَكَتْ دَوْس، قال: "اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وائتِ بهم"، وعلى هذا يُحْمَلُ الحديث الذي رواهُ مُسلِمٌ في "صحيحه": أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طُلِبَ منه الدعاءُ على المشركين: قال "إِنِّي لم أُبْعَثْ لَعَّانًا، ولكني بُعِثْتُ رَحمةً"
ثم إن الانبياء من قبله كانت لهم دعوات على أقوامهم من ذلك
قولُه تعالى عن نُوح عليه السلام: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26]، وقولُه تعالى على لسان موسى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/size]
Mr.Mohammed- عضو سوبر
-
عدد المساهمات : 3073
التقييم : 1
احترام قوانين المنتدى :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى